علم النفس > الصحة النفسية
كيف يمكن التغلب على اضطراب سوء استخدام العقاقير؟
ما اضطراب سوء استخدام العقاقير (Substance use disorder)؟
ينتج اضطراب سوء استخدام العقاقير (SUD) عن إساءة استخدام الشخص مادة أو أكثر من المواد النفسية التأثير على نحو مُتكرِّر، على الرغم من إدراك مخاطرها والمشكلات النفسية، والجسدية، والاجتماعية الناتجة عنها. هنا;
إن العديد من العوامل مثل الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء، وأماكن الترفيه المختلفة والأماكن الرياضية، وأشعة الشمس وخُضرة الحدائق، والمساعدة التخصصية والاستشارة الطبية والنفسية؛ تجتمع معًا للمساعدة في رحلة التعافي من اضطراب سوء استخدام العقاقير.
أما التوتر والقلق والعزلة والفراغ الذي يُسبِّبه ترك العَمل وعدم استقرار الوضع المالي وضغوط الحياة المختلفة، فتسبب تأخير قرار التوقف عن استخدام العقار أو تؤدي إلى الانتكاس عند من هم في درب الشفاء وربما تسبب العودة إلى استخدام العقار عند من تعافوا بالفعل (1,2).
وقبل الخوض في النصائح، نُنبه لأن بعض الحالات تتطلَّب المشورة الطبية. إذا سبّب التوقف عن تناول المادة أعراضًا جسدية مهمة؛ فيجب اللجوء إلى الرعاية والإشراف الطبي.
إن القرار الحاسم من أهم عناصر الشفاء، وإليك هذه النصائح (3,4):
1- وجود شخص داعم: من المفيد التواصل مع شخص تثق به وترتاح عند الحديث معه، احرص على أن يكون مُتفهّمًا للمشكلة، ولديه الرغبة الصادقة في مساعدتك. أَعلمه بقرارك واسأله عن استعداده لمرافقتك، لا تقلق في حال رفضَ المساعدة، واسأل شخصًا آخر. يمكن أن يكون زوجًا أو أخًا أو صديقًا أو قريبًا أو معالجًا نفسيًّا أو طبيبًا، ولكن يجب ألا يعاني مشكلة متعلقة بسوء استخدام العقاقير في الوقت الحاضر.
2- لِمَ العناء؟
رحلةُ الشفاء وَعرة بعضَ الشيء، وربما تسأل نفسك؛ لمَ العناء؟ وما المشكلة في تناول المادة فترةً من الوقت؟ من المفيد كتابة المشكلات والعقبات التي تُواجهها بسبب استخدام المادة على ورقة. فمثلًا، تكتبُ سالي:
يجعلني تناول الكحول بكثرة:
- أنسى كثيرًا.
- أغضب بسهولة.
- فقدت الاهتمام بهواياتي.
- أعاني صعوبات مالية لأنني لا أعمل كما يجب.
والآن ما الفوائد؟
يساعد الكحول سالي على الاسترخاء حين تكون متعبة ويساعدها على نسيان مشكلاتها، إذًا تناول الكحول ليس سيئًا بالمطلق. هذا صحيح، وازن بين الفوائد والمضار على المدى القريب والبعيد.
الفوائد على المدى القريب: نسيان الهموم، الراحة.
فوائد التعافي على المدى القريب والبعيد:
- لن أكون متعبًا طوال الوقت.
- تتحسن ذاكرتي.
- تتحسن علاقتي مع الأولاد.
- يُسَر أهلي.
- أركّز في العمل.
- يتحسن تركيزي.
- لن أعاني صعوبات مالية.
احتفظ بهاتين القائمين، وراجعهما مرارًا.
3- نظّم جدولًا للأيام: ضع علامة لتقدمك، وعلامة أخرى في الأيام التي تخلف فيها عهدك مع نفسك، راجع الجدول مع داعمك بتكرار وأخبره بتقدمك وبتراجعك، كن فخورًا بتقدمك وكافِئ نفسَك عن كل يوم يمضي بنجاح، يمكنك أن تحتفل بإعداد الحلوى، أو أن تُقيم حفلًا غنائيًّا صغيرًا.
4- تَأمَّلْ: من الطبيعي أن تجد بعض النقاط السوداء في جدول التقدم، لا بأس فهذا طبيعي. ولكن تأمل المواقف التي تجعلك عُرضة للنكس. فمثلًا، ربما تميل إلى استخدام العقار بعد المشاجرات العائلية، ربما في وقتٍ محددٍ من اليوم: بعد تناول العشاء، حدِّد هذه المواقف وافعل شيئًا حيالها.
تكون محرضات النكس عاطفية، كالشعور بالإحباط أو الخوف أو القلق أو التوتر أو الحزن أو الوحدة أو الملل أو الغيرة أو الشوق لشخص ما، أو جسدية مثل الاشتياق للعقار أو عدم القدرة على النوم، يمكن أن تكون المحرضات مواقف معينة كأن يقدم الآخرون العقار لك.
5- الاشتياق: يحدث الاشتياق للعقار نتيجة التغيرات في المواد الكيميائية في الدماغ والتغييرات في وظيفة الدماغ التي تحدث بسبب عدم وصول العقار المعتاد إلى الدماغ، فما العمل إذا شعرت بالشوق للعقار أو مررت بموقف دفعك إلى استخدامها؟ الخطوات الآتية هي تكتيكات تساعدك على التعامل مع تلك الحالات:
أولًا: تمهَّل:
خدعة بسيطة لتجنُّب الوقوع في الفخ الذي ينصبه دماغك؛ فإذا شعرت بالاشتياق للعقار؛ فيمكنك أن تخدع دماغك بأن تؤجل تناول العقار نصف ساعة فقط، في هذه الأثناء يخف الاشتياق للعقار تدريجيًّا ويزول.
ثانيًا: شتِّت تركيزك:
لا تجلس في مكانٍ واحد وتُفكِّر بكأس النبيذ أو تناول الحبوب المُهدِّئة، انتقل إلى مكان آخر، ربما إلى الشرفة مع بعض الموسيقا، أو افتح تطبيق يوتيوب مثلًا واستمتع ببعض المقاطع المُسلية، ويمكنك التحدث مع داعمك.
ثالثًا: تحدَّ الفكرة:
أوقفْ الفكرة التي تجذبك لاستخدام العقار، فإذا كنت معتادًا على تناول كميات كبيرة من الكحول على سبيل المثال، سيحاول دماغك إغراءَك للحصول على كأس واحدة فقط بذريعة أن «كأسًا واحدة لن تحدث أي ضرر»، أوقف الفكرة وحلّلها، هل هي صحيحة؟ لا، لأن كأسًا واحدة ستدفعك إلى المزيد وستؤخر شفاءك.
رابعًا: اسحب الفكرة من يدها نحو الخارج!
بدلًا من التعارك مع الفكرة، اقبلها فهي طبيعية ومتوقعة. وبينما تحللها بتأنٍ وتفهم، ترقّبْ أن تتكسّر كموجةٍ وتفنى سريعًا. يمكنك أن تُحدّث نفسك بصوت عالٍ وبإيجابية لتأكيد ذلك.
وأخيرًا، ابتعد عن المواقف التي تُعرضك لاستخدام العقار على الفور.
نصائح أخرى:
اعتنِ بغذائك ونومك ومارسْ الرياضة، تناول الماء بوفرة واستعن بمشروباتٍ غير كحولية.
انشغل! تعلم أشياء جديدة، وتعرف إلى أصدقاء جدد، ومارس عملًا تطوعيًّا، وشاهد الأفلام، وتواصل مع الأحبة، وتأمل تقدمك، واقرأ قائمتيك مرارًا ولا تنس المكافأة اليومية وكن عطوفًا مع نفسك.
اقرأ وتعلّم المزيد عن اضطراب سوء استخدام العقاقير، وشارك معارفك مع داعمك والآخرين.
حين تتراجع قليلًا، لا بأس! لا يزال بإمكانك متابعة الرحلة حتى الشفاء.
أيًّا تكن ظروف الوقت الحاضر ومشاغله، ما يزال بإمكانك أن تحنو على نفسك، وتمضي نحو تجاربك المقبلة بعقل صاحٍ وجسد أقوى.
المصادر:
2- Tracy K, Wallace S. Benefits of peer support groups in the treatment of addiction. Subst Abuse Rehabil [Internet]. 2016 [cited 16 April 2020];2016; 7. Available from: هنا
3- Self-help strategies for cutting down or stopping substance use [Internet]. Geneva: World Health Organization; 2010 [cited 15 May 2020]. Available from: هنا
4- Handling urges to drink. [Internet]. Rethinkingdrinking.niaaa.nih.gov. 2020 [cited 15 May 2020]. Available from: هنا