هل يساعد الغذاء على تقليل شعور الغثيان؟

من منا ولم يجرب ولو مرةً واحدةً ذلك الشعور المزعج بالغثيان والرغبة بالتقيؤ، وكما تتعدد أسبابه تتعدد وسائل التخفيف والحد منه، وفي المقال الآتي سنتعرف إلى بعض من الأطعمة التي قد تخفف من هذا الشعور..

الغثيان هو ذلك الشعور المزعج الذي قد يدفعك إلى التقيؤ، ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالغثيان مثل أمراض الأمعاء والالتهابات واضطراب الهرمونات (1) والحساسية تجاه بعض الأطعمة والحمل والصداع النصفي وتناول بعض الأدوية، وقد يكون الغثيان بعد تناول الأطعمة دليلًا على وجود مشكلات في القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي (4).

يبدأ الشعور بالغثيان من الدماغ؛ إذ تحرِّض المحفزات العاطفية أوالكيميائية الجهاز العصبي مما يسبب خلل وظيفي في عضلات المعدة ومن ثم الشعور الغثيان (1). وفي المقال الآتي سنستعرض معكم بعض الأطعمة التي يمكن تناولها عند الشعور بالغثيان على الرغم من معرفتنا بصعوبة تقبل الأطعمة عند الإصابة بذلك الشعور:

1. الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على مركبات منشطة مثل الجنجيرول Gingerol والشوغول Shogaol والبارادول Paradol، التي يُعتقد بأَّنها تتفاعل مع الجهاز العصبي المركزي والمعدة للتخفيف من أعراض الغثيان (1)؛ إذ أظهرت الدراسات فعالية الزنجبيل في علاج أعراض الغثيان والقيء الناتج عن العلاج الكيميائي أو الحمل (2). 

2. شرب السوائل: يُعد شرب السوائل وترطيب الجسم باستمرار أمرًا ضروريًّا عندما تعاني من الإقياء أو الحمى الشديدة، ونقصد بالسوائل الماء بالدرجة الأولى ولو برشفات قليلة منه ولكن عندما تعاني الإسهال والتقيؤ فأنت بحاجة إلى تعويض الشوارد المفقودة. من الأفضل تجنب المشروبات الحلوة جدًّا أو الحاوية على الكافئين والمنتجات اللبنية لأنَّها تؤدي إلى زيادة الغثيان، وينصح بشرب المياه الغازية والشاي المثلج والماء والمحاليل المعالجة للجفاف والمشروبات الرياضية والعصير الطبيعي وماء جوز الهند أو تناول الأطعمة المالحة لتعويض الأملاح المفقودة بالتقيؤ (1,2).

3. اتباع نظام غذائي خفيف: للأسف قد لا يرغب الشخص الذي يعاني الغثيان في رؤية الطعام أو شم رائحته وخاصةً إذا كانت قوية لأنَّ ذلك يؤدي إلى تفاقم وضعه، وبما أنَّ بقاء المعدة فارغة من دون تناول الطعام يزيد الوضع سوءًا، لذلك قد يلجأ بعض الأشخاص الذين يعانون الغثيان إلى اتباع حمية BRAT المكونة من الموز والأرز وصلصة التفاح والخبز المحمص. فالموز وجبة خفيفة ولذيذة ومغذية؛ إذ تحتوي الموزة الواحدة على 105 سعرة حرارية و27غ من الكربوهيدرات و12% من الاحتياج اليومي من البوتاسيوم و22% من الاحتياج اليومي من فيتامين B6. أما صلصة التفاح غير المحلاة فيحتوي نصف كوب؛ أي ما يعادل 122 غ، على 50 سعرة حرارية و14غ من الكربوهيدرات، إضافة إلى غناها بالألياف مثل البكتين التي تعد مفيدة عند الإصابة بالإسهال والشعور بالغثيان. ويُعَد تناول صلصة التفاح مفيدًا للأشخاص الذين يعانون اضطرابات المعدة أو الذين يخضعون لعلاج كيميائي، ويمكن تناول الأفوكادو والفواكه المَطهية وزبدة الفول السوداني والبطاطا المهروسة وذلك لأنَّها تعد وجبات خفيفة ومغذية (1,2).

4. الأطعمة الباردة: كما ذكرنا سابقًا تؤثر رائحة الطعام سلبيًّا في الشخص الذي يعاني الغثيان وهذا ما يجعله يُفضِّل تناول الأطعمة الباردة لأنَّها عديمة الرائحة أو ذات رائحة خفيفة (1). 

5. المرق: أحد أكثر الطرائق شيوعًا لمعالجة الجفاف والحمى والصداع نزلات البرد هي تناول مرق الدجاج أو شوربة الدجاج، وهي أولى خطوات تناول الأكل في حال كنت تعاني الغثيان فهي توفر السوائل لترطيب الجسم وتعوض الشوارد المفقودة. يحتوي كوب واحد (240 مل) من مرق الدجاج على 16% من الاحتياجات اليومية من الملح و8% من الاحتياج اليومي لكلٍّ من البوتاسيوم والنياسين، ويمكن إضافة الخضار وقطع من الدجاج إلى المرق لتوفير المزيد من المغذيات (1).

6. الأرز والبطاطا والنودلز: خيار جيد فهي من الأطعمة النشوية التي يُنصح بتناولها عند الشعور بالغثيان كونها سهلة التحضير وغنية بالسعرات الحرارية وخفيفة الرائحة وتساعد على استقرار المعدة (1).

7. الوجبات الغنية بالبروتين: تعد الوجبات الغنية بالبروتين مهمة جدًّا للأشخاص الذين يعانون الغثيان المزمن الناتج عن الأمراض لأنَّها مقوية للجسم وتقلل من خطر الإصابة بسوء التغذية. وعلى الرغم من عدم معرفة الآلية التي يؤثر بها البروتين في الغثيان إلا أنَّه يعتقد بأنَّ البروتين يساعد على توازن عمل المعدة عن طريق إفراز المزيد من هرمون الغاسترين Gastrin. ووجدت إحدى الدراسات على النساء الحوامل والأشخاص المصابين بدوار الحركة فعالية الوجبات الغنية بالبروتين على الحد من أعراض الغثيان بالمقارنة مع الوجبات الغنية بالدهون والكربوهيدرات (1).

8. النعناع: تشير الدراسات إلى فعالية النعناع سواء كان كبسولات أم زيتًا أم شايًا في خفض أعراض الغثيان الناتج عن المعالجة الكيميائية (2).

9. القرفة: خيار جيد للحد من الغثيان الناتج عن آلام الدورة الشهرية (2).

10. بعض أنواع الزيوت العطرية: ما زال استخدام الزيوت العطرية في علاج الغثيان قيد الدراسة، إضافة إلى أنَّ إنتاجها واستخدامها لا يخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، لذا يجب توخي الحذر عند استخدامها لأنَّها قد تسبب بعض الآثار الجانبية (3) لكن بعض الزيوت تمتلك تأثيراتٍ مفيدة مثل زيت الزنجبيل الذي يستخدم في علاج الغثيان الناتج عن التخدير الجراحي ويُعَدُّ آمنًا للنساء الحوامل أيضًا؛ إذ يُمكن رشه في الهواء بعد مزجه بزيت ناشر أو تدليك الجبهة أو المعصم أو المعدة به. ونذكر أيضًا زيت الهال الذي أثبت فعاليته بعد مزجه ببعض الزيوت العطرية الأخرى؛ إذ إنَّه يقلل من الغثيان والقلق بعد العمليات الجراحية، وزيت النعناع وزيت النعناع الرمحي اللذان يريحان عضلات المعدة ويمنعانها من التقلص الزائد عند استنشاقهما (3) حتى إنَّ النعناع سواء كان كبسولات أم شايًا قد يساعد على خفض أعراض الغثيان الناتج عن المعالجة الكيميائية (2).

نصائح أخرى لعلاج الغثيان (1,2):

- تناول وجبات صغيرة كل ساعة أو ساعتين لأنَّ بقاء المعدة الفارغة يؤدي إلى الشعور بالغثيان.

- تناول الطعام والشراب ببطء.

- تجنب الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام لأن ذلك يؤدي إلى الضغط على المعدة ومن ثم الشعور بالغثيان.

- تجنب تحضير الطعام لكي لا تشم الرائحة أو اختصر الوقت الذي تمضيه في المطبخ.

- حافظ على نظافة فمك وفرِّش أسنانك باستمرار لأنَّ القيء قد يُبقي أثرًا مزعجًا في فمك مما يمنعك من تناول الطعام.

- تجنب تناول الأطعمة الدهنية والمقلية والحلوة جدًّا وذات الطعم الحار وذات الرائحة القوية  والمشروبات الكحولية والحاوية على الكافئين.

- تجنب الانحناء إلى الأمام والضغط على المعدة، واجلس بوضع مستقيم وقلل من حركتك لأنَّ ذلك يؤدي إلى تفاقم الغثيان.

- تحكم بتنفسك لأنَّ التنفس بعمق وببطء قد يساعد على تخفيف الشعور بالغثيان.

- قد يساعد التقيؤ عندما يكون الغثيان ناتجًا عن التسمم أو الكحول على تخفيف أعراض الغثيان لمدة قصيرة ولكنه للأسف قد يؤدي إلى تفاقم الشعور بالغثيان.

المصادر: