الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة
الزراعة العضوية
سوف نتحدث اليوم عن الزراعة العضوية التي تشير -حسب تعريف الاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية (IFOAM)- إلى النظام الزراعي الذي يستخدم أساليبَ صديقة للبيئة؛ فما الأسلوب العلمي الذي تُطبِّقه هذه الزراعة؟ وما مبادئها؟ وما التحديات التي تواجهها؟ سنتعرفها معاً.
بدأت الحركة العضوية بعدَ عام 1920 من بعض علماء الزراعة والمزارعين ردةَ فعلٍ على الآثار السلبية لتقنيات الزراعة الحديثة المستخدَمة في القرن العشرين والناتجة بمعظمها عن استخدام الكيماويات الزراعية؛ مثل مبيدات الآفات والأسمدة. والسبب الآخر لظهورها هو التربية الإنتاجية الكثيفة للحيوانات التي ترافقت مع قسوة في معاملتها ووضع صحي وغذائي سيِّئ لها (1).
وتُشير الزراعة العضوية (OF) إلى النظام الزراعي الذي يستخدم أساليبَ صديقة للبيئة لمكافحة الحشائش والآفات والأمراض. ويُقال عن المنتج الزراعي عضويٌّ إذا كانت نسبةٌ لا تقل عن 95٪ من مكوناته عضويةً (1).
تحظر الزراعة العضوية استخدامَ المبيدات والأسمدة الاصطناعية، وتؤكد على العناية بصحة الحيوانات التي تُربَّى وراحتها لأغراض إنتاجية، وتعتني بالانسجام العام للنظام البيئي الزراعي وتنوُّعه الحيوي، وتعطي الأولوية لمصادر الطاقة المتجددة وإعادة تدوير المواد الخام (1).
أصبحت الزراعة العضوية أكثرَ شعبية على مرِّ السنين؛ إذ تُمارَس في نحو 1%-5% من الأراضي الزراعية في معظم البلدان. وتُمارَس الزراعة العضوية المعتمدة الآن في قرابة 120 دولة، وبمساحة قدرها أكثر من 31 مليون هكتار في 623 174 مزرعة (1,2).
تُقلِّل الزراعةُ العضويةُ من التلوث البيئي للمياه والهواء والتربة؛ إذ تساعد على الحماية من انغسال العناصر المغذية من التربة، والجريان السطحي للماء، وانجراف التربة (3).
تُحسِّن الزراعةُ العضويةُ من التنوع النباتي والحيواني؛ إذ وُجِدَ أنها تسهم في وقف تراجع أعداد الملقحات نتيجة لوقف استخدام المبيدات الحشرية وتوفر أكبر للأزهار. وقد وُجِدَ أن عدد أنواع النحل في المزارع العضوية كان أعلى وأكثر استقراراً مقارنةً بالمزارع التقليدية (1,4).
أما المستهلك؛ فلا توجد طريقة بصرية لتمييز المنتج العضوي؛ ما يفتح الباب أمام الممارسات الاحتيالية؛ لذا وضعت جميعُ البلدان شعارات خاصة للإنتاج العضوي للإشارة إلى أن المنتجات خاضعة للرقابة (1,5).
يواجه المزارعون العضويون مشكلات إنتاج حقيقية مثل عدم السيطرة الكافية على الأعشاب الضارة والأمراض النباتية والآفات، وإدارة التربة والمغذيات النباتية للوصول إلى نمو مثالي للمحاصيل، وتوفير الأصناف والمادة الوراثية الملائمة لظروف انخفاض الأسمدة والمبيدات (6).
تؤدي المشكلات الفنية إلى ارتفاع التكاليف وانخفاض الغلة وعدم القدرة على كفاية السوق، وهو الذي يقابله ترددُ المزارعين في قبول المخاطر العالية ومتطلبات العمالة الأكبر (6).
دخل الشاي المزروع عضوياً من تنزانيا إلى سوق المملكة المتحدة أول مرة عام 1989 تحت اسم العلامة التجارية (Natureland) من شركة (London Herb & Spice Company) بسعر أعلى بكثير من أنواع الشاي الأخرى. ومنذ ذلك الوقت؛ بدأت منتجات الشاي الأخرى المزروعة عضوياً بالظهور في السوق، والمنتجون الرئيسيون هم الهند وسريلانكا (7).
المصادر:
2- Gélinas P, David C. ORGANIC GROWING OF GRAINS. In: Encyclopedia of Grain Science [Internet]. Elsevier; 2004. p. 386–96. Available from: هنا
3- Sivaranjani S, Rakshit A. Organic Farming in Protecting Water Quality. In: Sarath Chandran C, Thomas S, Unni MR, editors. Organic Farming: New Advances Towards Sustainable Agricultural Systems [Internet]. Cham: Springer International Publishing; 2019. p. 1–9. Available from: هنا
4- Carrié R, Ekroos J, Smith HG. Organic farming supports spatiotemporal stability in species richness of bumblebees and butterflies. Biol Conserv [Internet]. 2018; Available from: هنا
5- Ryan JM. Chapter 3 - Food Fraud Through the Supply Chain. In: Ryan JM, editor. Food Fraud [Internet]. San Diego: Academic Press; 2016. p. 21–45. Available from: هنا
6- Forster D, Adamtey N, Messmer MM, Pfiffner L, Baker B, Huber B, et al. Chapter 2 - Organic Agriculture—Driving Innovations in Crop Research. In: Bhullar GS, Bhullar NK, editors. Agricultural Sustainability [Internet]. San Diego: Academic Press; 2013. p. 21–46. Available from: هنا
7- Taylor S. TEA | Types, Production, and Trade [Internet]. Encyclopedia of Food Sciences and Nutrition. 2003. p. 5737–43. Available from: هنا