الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة
Sirtfood diet الحمية الشهيرة التي اتبعتها المغنية أديل
حميةٌ من هنا وحميةٌ من هناك، مشاهير يروجون لأنظمةٍ غذائية على أنها حلول سحرية تضمن الجسم الرشيق والقوام الممشوق.. وكل ذلك بأبسط النصائح! ولمَ لا؟ فهم يبدون سعيدين في صورهم التي ينشرونها على منصات التواصل الاجتماعي..
مؤخرًا، ظهرت حمية Sirtfood التي اتَّبعتها أديل Adele بقوة على الساحة بعد أن أذهلت المغنيةُ الشهيرة العالمَ بإطلالتها في يوم ميلادها وقد خسرت قرابة 50 كيلوغرامًا..
ما هي هذه الحمية إذًا؟ وهل نحن بحاجة نظامٍ كهذا بالفعل؟؟
تعتمد هذه الحمية على تناول أغذيةٍ معينةٍ وفق برنامجٍٍ محددٍ وضعته أخصائيَّتا تغذيةٍ تعملان في نادٍ رياضيٍّ خاص في بريطانيا (1). ووفقًا لهما فإن هذه الحمية تستند على بحثٍ أجري عام 2013 يبين أن مجموعة بروتينات سيرتوين Sirtuins؛ واختصارها SIRTs، تساعد على تنظيم عدد من الوظائف مثل الاستقلاب والالتهابات وطول العمر، وتنشيط المورثات المسؤولة عن النحافة والوصول إلى الوزن المرغوب، وأنَّ بعض الأغذية - التي أصبحت تُعرف باسم Sirtfood - تساعد على رفع مستويات هذه البروتينات في الجسم (2).
وتتضمن قائمة هذه الأغذية القهوة، والبصل، والصويا، والبقدونس، وزيت الزيتون البكر، والجرجير، وتمر المدجول، والجوز، والكركم، والنبيذ الأحمر، والشوكولا الداكنة التي تحوي نسبة كاكاو 85%، إضافةً إلى بعض الأغذية صعبة المنال مثل شاي ماتشا الأخضر Matcha green tea وعشبة Lovage الكاشم الرومي (أو كرفس الجبال) والحنطة السوداء، وتجمع بين هذه الأطعمة وتقييد السعرات الحرارية الواردة إلى الجسم Calories restriction بهدف تحقيق الهدف المطلوب (3).
وقد نشرت مبتكرتا هذه الحمية كتابًا وضعتا فيه عددًا من الوصفات والوجبات التي تناسب حمية سيرتفوود هذه، وشجَّعتا متبعي هذه الحمية على الاستمرار بتناول الأطعمة المذكورة على الدوام حتى بعد الوصول إلى الوزن المطلوب. وتبدأ الحمية بوجبةٍ واحدةٍ يوميًا، يتخللهما كمياتٌ كبيرةٌ من عصير الخضار المعدٌّ من أغذية معينة وفق أوزانٍ محددة، ولا تزيد السعرات الحرارية اليومية في هذه المرحلة على 1000 سعرة حرارية في اليوم، ويرتفع عدد الوجبات تدريجيًا إلى ثلاثة وتُخفَّض كمية العصير إلى مرة واحدة في اليوم، وتكون هذه الفترة مترافقة بنظام رياضي منتظم (1).
لماذا علينا "ألّا" نتبع هذه الحمية؟؟
من الواضح أن الأطعمة المختارة في هذه الحمية تحتوي على كثيرٍ من الفوائد، فهي حميةٌ غنيةٌ بالخضار ومصادرِ مضادات الأكسدة والمواد المفيدة، وقد يكون وجود النبيذ والشوكولا الداكنة أكثر ما يميز هذه الحمية عن غيرها من الحميات. لكنَّ مبتكري هذه الحمية يدَّعون أنها تؤدي إلى خسارة سريعة في الوزن وتحافظ على العضلات وتحمي من الأمراض المزمنة (1)، وقد عزت مؤلِّفتا الكتاب هذه الفوائد المزعومة إلى مكونات هذه الحمية، مثل وجود الكركم المضاد للالتهابات (4)، والشوكولا المهمة للوقاية من أمراض القلب (5)، والشاي الأخضر الذي يقي من السكتات (6)، لكن لا يوجد حتى الآن أي دليلٍ علمي يدعم صحة هذه الحمية أو يؤيد استخدامها، سوى الكتاب الذي ألَّفتاه طبعًا، والذي لا يعدُّ مرجعًا علميًا بل كتابًا تجاريًا وحسب! إضافةً إلى ندرة الأبحاث الخاصة بالأطعمة المسماة Sitrtfoods ودورها في تنشيط بروتينات النحافة تلك، فضلًا عن شحِّ السعرات الحرارية في هذه الحمية والتي قد تحرم الجسم حتى من أدنى احتياجاته من المغذيات والفيتامينات والمعادن، وخلوها من الألياف المفيدة، وقد يعرض ذلك السلوكُ الجسمَ لحالةٍ من التجويع أو نقص المغذيات، ويُحتمل أن يبدي رد فعلٍ لاحقًا تجاه هذا الأسلوب يتجلى بشعورٍ مفرطٍ بالجوع (1,7)، عدا عن احتمال انخفاض مستويات سكر الدم كثيرًا في الأيام الأولى نتيجة الاعتماد غالبًا على العصائر (8).
ماذا علينا أن نعرف؟
قد تستند بعض أنواع الحميات في بعض جوانبها على حقائقَ علمية أثبتتها الأبحاث السابقة، لكنَّ بعض الأشخاص يستغلون تلك الحقائق ويعمدون إلى تحويرها لتناسب أهدافًا ترويجية يسعون إليها، وخصوصًا في عالم أصبحت تحكمه السرعة مثل عالمنا اليوم.. وفي الواقع، فإن البتَّ في أمر حميةٍ ما دون غيرها يحتاج سنواتٍ طويلةً من البحث ومراقبة المتطوعين قبل السماح بتعميمها أو توجيه النصائح باتباعها.
وعلينا أن نعلم أن أي حميةٍ تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية - كما هو الحال في حمية سيرتفوود - سيؤدي في النهاية إلى خسارة الوزن (1)، لأن القانون الأساسي لخفض الوزن الزائد هو أن يكون المدخول أقل مما يصرفه الجسم في أثناء اليوم! ولكن هذه الخسارة لا تكون خسارةً في الدهون فقط كما يظن البعض، بل خسارةً في وزن الماء وفي الكتلة العضلية بالترافق مع إجهاد الجسم عمومًا..
لذا فإن علينا اختيار الحميات الصحية التي تؤمن لنا مدخولًا مناسبًا من السعرات الحرارية دون أن نحرم أجسامنا من المغذيات الصحية والضرورية لعملها وأداء وظائفها، ولا حاجةً لإنفاق الأموال الطائلة على كتب تجاريةٍ وأطعمةٍ غريبة يصعب الحصول عليها.
المصادر:
2. Libert S, Guarente L. Metabolic and Neuropsychiatric Effects of Calorie Restriction and Sirtuins. Annual Review of Physiology. 2013;75(1):669-684. هنا
3. Pallauf K, Giller K, Huebbe P, Rimbach G. Nutrition and Healthy Ageing: Calorie Restriction or Polyphenol-Rich “MediterrAsian” Diet?. Oxidative Medicine and Cellular Longevity. 2013;2013:1-14. هنا
4. He Y, Yue Y, Zheng X, Zhang K, Chen S, Du Z. Curcumin, Inflammation, and Chronic Diseases: How Are They Linked?. Molecules. 2015;20(5):9183-9213.هنا
5. Katz D, Doughty K, Ali A. Cocoa and Chocolate in Human Health and Disease. Antioxidants & Redox Signaling. 2011;15(10):2779-2811. هنا
6. Bhatti S, O’Keefe J, Lavie C. Coffee and tea. Current Opinion in Clinical Nutrition and Metabolic Care. 2013;16(6):688-697. هنا
7. Tomato and vegetable juice, low sodium Nutrition Facts & Calories [Internet]. Nutritiondata.self.com. 2020 [cited 16 June 2020]. Available from: هنا
8. Carter S, Clifton P, Keogh J. Intermittent energy restriction in type 2 diabetes: A short discussion of medication management. World Journal of Diabetes. 2016;7(20):627. هنا