الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة
ماذا يخبئ لنا جنين القمح؟
تخسر حبوب القمح في أثناء طحنها جزءًا شديد الأهمية، وهو الجنين Wheat germ الذي يكون مسؤولاً عن تكوين النبات الجديد في حال زراعة الحبة في حين تشكل السويداء (الإندوسبيرم) مخزن الطاقة الذي يحتاجه النبات للنمو، وتعود هذه الخسارة الكبيرة إلى ميل المستهلكين إلى المخبوزات المصنوعة من الطحين الأبيض أو المكرر (1).
ويمثل الجنين 2.5-3.8% من إجمالي وزن نواة القمح، وهو منتجٍ ثانوي لعملية الطحن، ويُفصل عن السويداء (الإندوسبيرم) بسبب قابليته العالية للتأكسُد والتأثير غير المستحب للأكسدة في خصائص الخبز الناتج. ويتميز بغناه بالمركبات النشطة حيويًا؛ مثل التوكوفيرولات Tocopherols والفيتوستيرولات Phytosterols والبوليكوزانولات Policosanols، والكاروتينات Carotenes والثيامين (فيتامين B1)، والرايبوفلافين Riboflavin. كذلك يعد مصدرًا جيدًا للبروتين الذي تبلغ نسبته فيه 26-35%، ويحتوي على 17% من السكريات (أهمها السكروز والرافينوز)، و10-15% من الليبيدات، و1.5-4.5% من الألياف القابلة للهضم، و4% من العناصر المعدنية (أهمها البوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم والزنك) (2).
وتتمتع المركبات النشطة حيويًا تلك بخصائص مضادة للأكسدة، مما يسمح بخفض مستويات الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة التي تؤدي إلى الإصابة بعديدٍ من الأمراض المزمنة (3).
من جهةٍ أخرى، يشكِّل جنين القمح مكملًا غذائيًا مميزًا بما يحتويه من عناصر معدنية وألياف ودهون صحية مركَّزة (4)، وعلى الرغم من قلة الدراسات عن فوائده الصحية، لكن إحدى الدراسات أشارت إلى أن استهلاكه يوميًا مدةً تزيد على الشهر يمكن أن يساعد على الحفاظ على مستويات الكوليسترول (5)، ويتوافق ذلك مع ما نشرته الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء EFSA عن وجود دلائل كافية على تأثير زيت جنين القمح في مستويات الكوليسترول وخفضها أيضًا، لكن احتوايه على الشحوم الثلاثية Triglycerides بكمياتٍ مرتفعة نسبيًا يجعل من الضروري لمرضى القلب مراقبة مدخولهم منه ومحاولة عدم الإفراط في استهلاكه، علمًا أن كثيرًا من الدراسات بينت فوائده لصحة القلب والجهاز الدوراني عمومًا (6). من جهةٍ أخرى، تعمل الألياف الموجودة في جنين القمح على تسهيل حركة الأمعاء وتنظيمها بسبب تأثيراتها المليِّنة (2)، وتساعد على تقليل البكتيريا الممرضة في الجهاز الهضمي (5).
لكن الأمر لا يخلو من بعض الآثار الجانبية، إذ يحتوي جنين القمح على بروتين الأغلوتينين Wheat Germ Agglutinin-WGA الذي يتبع عائلة الليكتينات Lectins، وهو مسؤول عن حماية النبات من الحشرات والخمائر والبكتيريا، لكنَّه يمكن أن يؤثر في السكريات التي تعبر عنها الخلايا المناعية في الجسم، ويعدُّ من المركبات المضادة للتغذية Antinutrients؛ أي التي ترتبط ببعض المركبات وتعيق امتصاصها في الجسم، لكنَّ بعض الدراسات أشارت إلى إمكانية استخدامه دواءً مضادًا للأورام وحاملًا للأدوية الفموية (7) كما هو الحال في عديدٍ من الليكتينات التي تبين بالدراسة أنها تحد من نمو الأورام وقد تزيد العمر المتوقع للمصاب (8).
كذلك يُنصح المصابون بحساسية الغلوتين أو عدم تحمل الغلوتين بالامتناع عن تناول جنين القمح، كونه يحتوي على الغلوتين أيضًا كما هو الحال في منتجات الحبوب المكررة، إضافةً إلى من يتبعون حمياتٍ منخفضة الكربوهيدرات؛ إذ يحتوي كوبٌ من جنين القمح على 60 غرامًا من الكربوهيدرات (6).
المصادر:
2. Dapčević-Hadnađev T, Hadnađev M, Pojić M. The healthy components of cereal by-products and their functional properties. In: M. Galanakis C, ed. by. Sustainable Recovery and Reutilization of Cereal Processing By-Products [Internet]. Woodhead Publishing; 2018 [cited 25 June 2020]. p. 27-61. Available from: هنا
3. Lobo V, Patil A, Phatak A, Chandra N. Free radicals, antioxidants and functional foods: Impact on human health. Pharmacognosy Reviews [Internet]. 2010 [cited 25 June 2020];4(8):118. Available from: هنا
4. Brandolini A, Hidalgo A. Wheat germ: not only a by-product. International Journal of Food Sciences and Nutrition [Internet]. 2011 [cited 25 June 2020];63(sup1):71-74. Available from: هنا
5. Moreira-Rosário A, Pinheiro H, Calhau C, Azevedo L. Can wheat germ have a beneficial effect on human health? A study protocol for a randomised crossover controlled trial to evaluate its health effects [Internet]. 2020 [cited 25 June 2020]. Available from: هنا
6. Wheat Germ: How Can It Benefit Your Health? [Internet]. Healthline. 2020 [cited 25 June 2020]. Available from: هنا
7. Pellegrina C, Perbellini O, Scupoli M, Tomelleri C, Zanetti C, Zoccatelli G et al. Effects of wheat germ agglutinin on human gastrointestinal epithelium: Insights from an experimental model of immune/epithelial cell interaction. Toxicology and Applied Pharmacology [Internet]. 2009 [cited 25 June 2020];237(2):146-153. Available from: هنا
8. Ganguly C, Das S. Plant Lectins as Inhibitors of Tumour Growth and Modulators of Host Immune Response. Chemotherapy [Internet]. 1994 [cited 25 June 2020];40(4):272-278. Available from: هنا