المعلوماتية > برمجيات
لغات البرمجة COBOL
قبل ستين عامًا، وبعد أن أُطلِقت لغة البرمجة كوبول (COBOL)؛ لم يتوقع المبرمجون أنّ استخدام هذه اللغة سيستمر حتى وقتنا الحاضر، وغالبًا ما يتفاجأ المهتمون بمعرفة لغات البرمجة بهيمنة COBOL عند تقديم الدليل لهم من واقع التطبيقات الموجودة التي لا تزال تستخدم هذه اللغة.
تُعدّ لغة البرمجة كوبول (COmmon Business Oriented Language (COBOL أولَ لغة برمجة عالية المستوى، طوّرتها لجنة مؤتمر لغات أنظمة البيانات Conference on Data Systems languages (CODASYI) في عام 1960م، وكما يشير الاختصار الموسع لكلمة COBOL؛ فنرى أنّها مُصمّمة لتطوير الأعمال التجارية والتطبيقات (1).
تحتوي COBOL على عناصر شبيهة باللغة الإنكليزية مثل الأفعال والجمل والأقسام، وكان الهدف من هذا التصميم تمكين غير المبرمجين -مثل المشرفين والمدراء والمستخدمين- من قراءة شيفرة COBOL وفهمها، ولكن؛ في الوقت الحاضر لم يتحقق هذا الهدف من التصميم؛ إذ إنّ برامج الحاسوب معقدة للغاية في نظر معظم الأشخاص العاديين مهما كانت العناصر النحوية مألوفة، ولكن كان لهذا التصميم أثرٌ جانبي مهم، فلغة COBOL هي أكثر اللغات قابليةً للقراءة والفهم والتوثيق الذاتي المستخدمة اليوم (1).
أثبتت COBOL -التي كُتِبت في البداية للمدى القصير- أنّها مفيدة جدًّا، لدرجة أنّها سيطرت على كثيرٍ من معالجة البيانات الحكومية والتجارية عقودًا عديدة، ولا تزال ملايين المعاملات المصرفية تُعالَج يوميًّا باستخدام برامج COBOL (2).
نلاحظ أنّ تطبيقات COBOL طويلةُ الأمد؛ إذ إنّ الاستثمار الضخم في إنشاء تطبيق برمجي يتكون من بعض الملايين من أسطر شيفرة COBOL يعني أنّه لا يمكن تجاهل التطبيق ببساطة عند ظهور بعض لغات البرمجة أو التكنولوجيا الجديدة، وغالبًا ما تُشغَّل تطبيقات COBOL في مجالات العمل المهمة، على سبيل المثال؛ إنّ 95% من بيانات التمويل والتأمين تُعالَج باستخدام COBOL (1).
حاليًّا، يواجه عديدٌ من المعلمين تحديًا فيما يخص محتوى مقرراتهم الدراسية ونطاقها في برامج خرّيجي نظم المعلومات، ويساورُ مديري أنظمة المعلومات في قطاع الأعمال والصناعة مخاوفُ مماثلة بشأن الحاجة المستمرة إلى الاحتفاظ بالمخزون الضخم من التعليمات البرمجية القديمة تزامنًا مع تطوير أنظمة جديدة.
وعلى الرغم من تكهّن بعض العاملين في الأوساط الأكاديمية والصناعية بزوال لغة COBOL من تطوير تطبيقات الأعمال "الحديثة" سنواتٍ عديدة؛ فلا تزال تطبيقات COBOL والحوسبة المركزية تهيمن على قطاع كبير من مجتمع الأعمال؛ إذ لا تزال التطبيقات الرئيسة مدفوعة بمتطلبات معالجة البيانات والمعاملات التقليدية (3).
إنّ العواقب المالية والقانونية الخطيرة التي يمكن أن تنتج عن فشل التطبيق هي أحد أسباب الذعر، فغالبًا ما تتعامل تطبيقات COBOL مع كميات هائلة من البيانات (1).
وتُعدّ لغة COBOL لغةَ برمجةٍ قديمة، ويعني هذا تضاؤل أعداد الخبراء بها؛ مما يعرّض التطبيقات والأنظمة المبنية بواسطتها للخطر في حال عدم وجود من يجري لها الصيانة اللازمة، وقد كان هناك توجه عالمي سابق لاستبدال جميع الأنظمة المبنية بواسطة COBOL بأنظمة أخرى تستخدم تقنياتٍ أحدث.
ولكن يبدو من الواضح إلى حد ما أنّ هذه اللغة ستستمر، فهي تُستخدَم على نطاق واسع في تطوير تطبيقات الأعمال للسنوات القادمة، فضلًا عن ذلك؛ نرى أنّ *مجموعة Gartner تنصح المديرين التنفيذيين عبر موقعها بأنّ COBOL ستؤدي دورًا حيويًّا في ثورة التجارة الإلكترونية من خلال توفير أنظمة الدعم المطلوبة من قبل الشركات كلّها ومن خلال توفيرها الآن وليس لاحقًا (3).
في الختام، نرى أنّ الاهتمام بلغة برمجة على مدى هذه العقود يعطينا انطباعًا عن قدرة استخدامها الهائلة، والتي كانت السببَ في استمرارها على الرغم من ظهور العديد من لغات البرمجة الأخرى.
هوامش:
مجموعة Gartner: شركة عالمية للأبحاث والاستشارات، تقدّم المعلومات والنصائح والأدوات إلى القادة في مجال تكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات (3).
المصادر:
2- COBOL [Internet]. هنا. [cited 15 April 2020]. Available from: هنا;
3- J. Kizior D، Carr D، Halpern D. Does COBOL Have a Future? [Internet]. 2020 [cited 15 April 2020]. Available from: هنا