انتبه لألواح التقطيع!!

غسيل اليدين وتلميع المطبخ لا يكفيان!! فالتسمم الغذائي نتيجةٌ مؤكدة إن لم نتعامل مع الأدوات والأسطح الملامسة لطعامنا على نحو صحيح؛ وقد تكون ألواح تقطيع الطعام أهم تلك الأدوات وأكثرها استخدامًا.. ولأن معظمنا أصبح قلقًا في الآونة الأخيرة من التقاط العدوى من مكانٍ أو شخصٍ ما، فإن علينا أن نتعرف الشروط المناسبة لاستخدام هذه الألواح وكيفية العناية بها!!

لنرى معًا كيف نحافظ على صحتنا من خلال أدواتنا البسيطة..

تعد ألواح التقطيع واحدةً من أكثر العناصر استخدامًا في المطبخ، ولا بد من الحرص على تجنب التلوث المتبادل Cross-contamination عند استخدام تلك الألواح لإعداد أنواعٍ مختلفةٍ من الأطعمة، إذ يُلاحظ حدوث ذلك عند وضع الأطعمة التي يمكن تناولها مباشرةً (مثل الخضراوات والفواكه والخبز) على سطوح سبق أن لامست اللحوم النيئة أو الدواجن أو المأكولات البحرية أو البيض، الأمر الذي يؤدي إلى انتقال البكتيريا المسببة للأمراض والموجودة على تلك السطوح إلى هذه الأطعمة الطازجة والجاهزة للأكل (1).

وبهدف تقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء Foodborne diseases في مطابخكم، نقدم إليكم بعض المعلومات التي يجب أن تعرفوها عن ألواح التقطيع.

نحن نعلم أن معظم ألواح التقطيع مصنوعةٌ من الخشب أو البلاستيك.. لكن هل يوجد فرق بينها يا تُرى، وأيهما ستختارون بعد المقارنة البسيطة الآتية؟؟ (2)

يعدُ تعقيم ألواح التقطيع البلاستيكية أمرًا سهلًا، لكن التقطيع عليها يترك كثيرًا من الأخاديد (الشقوق أو الخدوش) التي تشكل مخبأً محببًا للبكتيريا الضارة. أما ألألواح الخشبية، فهي أكثر تعقيدًا في التعقيم، لكنها غالبًا ما تكون أكثر صلابةً، فلا نجد كثيرًا من الأخاديد العميقة على سطحها، وهذا يعني أنها لا توفر مخبأً يسيرًا للبكتيريا.

- التنظيف: نبدأ بغسل البقايا المتراكمة على ألواح التقطيع بالماء، ثم يُفرك اللوح بالماء والصابون (لإخراج أي شيء عالقٍ في الأخاديد على سطح اللوح)، ومن ثم ننتقل إلى عملية التعقيم.

- التعقيم والتطهير: يجب استخدام معقمات مختلفة لألواح التقطيع الخشبية عن تلك المصنوعة من البلاستيك، فألواحُ التقطيع البلاستيكية يمكن أن نستخدم في تعقيمها وتطهيرها مطهراً يحتوي على الكلور، مثل محلول المبيض والماء (بمعدل ملعقةٍ كبيرة من المبيض لكل غالون أو 40 ليترًا من الماء). أما الألواح الخشبية، فيجب استخدام مطهرٍ من نوع رباعي الأمونيوم بعد تخفيفه بالماء.

- التجفيف: وهي خطوة مهمة جداً، إذ يجب وضع ألواح التقطيع في مكان معرض للهواء المباشر، فالبكتيريا تنمو عمومًا بسرعةٍ أكبر كلما كانت الرطوبة أعلى، وبهذه الطريقة في التجفيف السريع نساعد في عدم منحها بيئةً مناسبة للنمو.

كذلك من المهم التنبيه لنوع الخشب الذي تُصنع منه الألواح، إذ إن ذلك يحدث فرقًا، فالأخشاب الصلبة (مثل القيقب) تمتلك ثقوبًا دقيقة، ويساعد التقطيع عليها على حبس البكتيريا التي تموت لاحقًا في أثناء تجفيف الألواح بعد التنظيف والتعقيم. أما الأخشاب الناعمة (مثل السرو) فتكون ذات ثقوبٍ أكبر، مما يؤدي إلى انقسامها بسهولةٍ عند التقطيع عليها، فتتشكل أخاديد تمكّن البكتيريا من النموّ والتكاثر.

ومن الممكن أن تملك أنواعًا أخرى من الألواح غير الخشبية والبلاستيكية؛ مثل الأكريليك، والزجاج، والرخام ، فهل ينطبق عليها هذا ما سبق من تعليمات؟؟!! كي نمنع عنكم الحيرة، سنزودكم بالنصائح العامة التي ستفيدكم في وقاية أنفسكم مهما كانت أنواع ألواح التقطيع التي تستخدمونها، فبغض النظر عن اختياركم، ما عليكم سوى اتباع هذه الإرشادات بدقة لأن جميع تلك الأنواع تخفي الملوثات الضارة (1,2,3):

  - استخدام لوحين للتقطيع: أحدهما للحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية، والآخر للأطعمة الأخرى مثل الخبز والخضروات والفواكه.

  - شراء ألواحٍ للتقطيع بألوانٍ مختلفة، فبهذه الطريقة يسهل علينا تذكُّر أيهما للحوم وأيهما للأطعمة الأخرى.

  - غسل الألواح جيدًا بالماء الساخن والصابون بعد كل استخدام، عبر اتباع تعليمات التنظيف التي ذكرناها أعلاه، مع الإشارة الى أن بعض الألواح يمكن أن توضع في غسالة الصحون التي تكون درجات الحرارة فيها عالية وتساعد على تخليصها من البكتيريا بكفاءة عالية، وذلك باستثناء الألواح الخشبية التي قد تنكسر وتلحق الضرر بغسالة الصحون.

  - التخلص من ألواح التقطيع القديمة التي تعلوها الشقوق والخدوش بكمياتٍ كبيرة.

  - محاولة اختيار لوحٍ ذي سطحٍ أملس وصلابة جيدة.

متى يجب استبدال ألواح التقطيع؟؟

بصرف النظر عن نوع لوح التقطيع، فإنه سيصبح في وقت ما عبارةً عن مجموعةٍ كبيرة من الأخاديد الكثيرة والمتقاطعة نتيجة الاستخدام المتكرر، وحينها لن يكون التنظيف أو التعقيم كافيين، إذ إنه يعد في هذه الحالة بيئةً رطبةً ممتازةً لنمو البكتيريا، ومن الضروري جداً استبداله (2).

إن سلامتك صنع يديك، لذا احذر من أي شيء غير نظيف يلمس طعامك، لأنه حتماً سيكون مصدرًا للتلوث و يفتح باباً لأمراضٍ أنت بغنى عنها..

ويمكنكم قراءة مقالنا السابق عن التلوث المتبادل وكيفية تجنبه عبر الضغط

هنا

المصادر: