منوعات علمية > سلسة أكبر كذبات التاريخ
قيصر وأصل تسمية «الولادة القيصرية»
تُعرَف العملية أو الولادة القيصرية بأنها إجراءٌ جراحي لإخراج المولود عن طريق شقٍّ في بطن الأم ورحمها (4). لكن ماذا عن يوليوس قيصر (Julius Caesar)؟ هل وُلِد بعمليةٍ قيصرية حقًّا؟ وهل فعلًا سُمِّيت هذه الجراحة باسمه؟
على الرغم من الأعمال الفنية العديدة التي تصور مشهد ميلاد يوليوس قيصر والحكايات التي روت ولادته من البطن، إلا أنه لم يُولَد بعمليةٍ قيصرية؛ إذ وُلِدَ يوليوس قيصر نحو عام 100 قبل الميلاد (1)، وفي ذلك الوقت لم تكن تُجرى هذه الجراحة إلا على المتوفيات من النساء أو اللواتي يحتضرن، وذلك للمحافظة على الوليد أو لرغبة الدولة في زيادة عدد السكان. لذا ينفي المؤرخون ولادة يوليوس بعمليةٍ قيصرية، لأن أمَّه أوريليا (Aurelia) بقيت على قيد الحياة حتى غزو ابنها لبريطانيا مما يتعارض مع القانون آنذاك (1،2).
من جهةٍ أخرى؛ تشير كلمة قيصر (Caesar) إلى جميع ملوك روما. لذلك فإن كلمة القيصرية أي (cesarean) لا تعود بالضرورة إلى يوليوس قيصر، وإنما إلى «اللقب الملَكي» عمومًا (1).
وعلى الرغم من معرفة القليل عن أصل التسمية، ولكن هناك اقتراحان قد يُنسَب إلى أحدهما سببُ التسمية:
الأول: يقترح بأن التسمية تعود إلى مرسوم ملكي صادر عن الملك الروماني (Numa Pompilius-نوما بومبيليوس)، 715 إلى 727 قبل الميلاد. وينص هذا القانون على وجوب إخراج الأجنة من أرحام النساء الحوامل اللاتي يمُتن في أثناء الولادة للسماح بدفن الأجنة خارج أجساد الأمهات أو في قبورٍ منفصلة. دُعيَ هذا القانون في البداية باسم (lex Regia)؛ أي «القانون الملَكي»، وقد تبنى قياصرةٌ رومان آخرون المرسوم، وهكذا أصبح يُعرَف بـ (Lex Caesarea) أي قانون قيصر (1).
يقدم الثاني تفسيرًا آخر مرتبطًا ارتباطًا مباشرًا أكثر بأصل عبارة «الولادة القيصرية»، إذ يُعتقَد أن الكلمة تعود إلى المصطلح اللاتيني (caeder) الذي يعني بالإنجليزية (to cut)، فتصبح عبارة الولادة القيصرية (1): (partus caesareus).
ومع ذلك لم يكن هناك إجماع على أصل هذه التسمية.
سُميَت الولادة الجراحية بالعملية القيصرية (cesarean operation) حتى عام 1598، فقد نشر (Jacques Guillimeau) كتابًا عن القَبَالة وقدَّم فيه مصطلح (section) الذي حلَّ محل (operation) فيما بعد (2). واستمر ذلك حتى بدايات القرن الواحد والعشرين بحسب ما أظهرت دراسة تتبعت منشورات مجلة (International Journal of Obstetric Anesthesia IJOA)؛ وهي من المجلات الرائدة في مجال التوليد، وأظهرت الدراسة توجهًا نحو أن يُستبدل بمصطلح الولادة القيصرية-cesarean delivery؛ مصطلحُ العملية القيصرية-cesarean section من بداية الألفية الجديدة فصاعدًا (3).
وبيَّنت الدراسة تفضيلَ بعض البلدان أحد المصطلحين على الآخر، إذ يشيع استخدام (cesarean delivery) في شمال أمريكا، في حين يفضل البريطانيون استخدام مصطلح (cesarean section). ويدعم أصحاب الدراسة التوجه الجديد عادِّين أن كلمتي (cesarean) و(sectoin) تعودان بحسب الأصل اللاتيني إلى فعل «يقطع»، مما يجعل العبارة (الكلمتين معًا) حشوًا لا أكثر (3).
أخيرًا وليس آخرًا؛ بينت الدراسة أيضًا اختلافًا محتملًا في إملاء (كتابة) caesarean مقابل cesarean؛ إذ يجتمع في الأولى الحرفان (ae) ليشكلا صوتًا واحدًا؛ وذلك بحسب اللغة اليونانية القديمة، أما الثانية فهي مثلما تُستخدَم في يومنا هذا في اللغة الإنجليزية الأمريكية (3).
المصادر:
1. Raju T. The Birth of Caesar and the Cesarean Misnomer. American Journal of Perinatology. 2007;24(10):567-568.
2. Cesarean Section - A Brief History home page [Internet]. Nlm.nih.gov. 2020 [cited 31 May 2020]. Available from: هنا
3. Ni L، Elsaharty A، McConachie I. Cesarean birth – What’s in a name?. International Journal of Obstetric Anesthesia. 2018;34:5-9.
4. What is a cesarean delivery? [Internet]. هنا. 2017 [cited 2 July 2020]. Available from: هنا