علم النفس > القاعدة المعرفية
رهاب النوم (Somniphobia)
رهاب النوم:
هو الخوف من الذهاب إلى النوم، إضافةً إلى القلق المتزايد طول اليوم نتيجة ذلك (1).
الأعراض:
تنقسم الأعراض إلى فئتين رئيسيتين، إذ نُلاحظ أعراضاً عقليةً وأخرى بدنية:
- قد تشمل أعراض الصحة العقلية الخاصة برهاب النوم ما يأتي:
- الخوف والقلق عند التفكير في النوم (1).
- الإصابة بنوبات هلعٍ عند اقتراب موعد النوم (1).
- تجنُّب الذهاب إلى الفراش والبقاء مستيقظاً أطول فترةٍ ممكنة (1).
- صعوبةً في التركيز (1,2).
- تقلباتٍ في المزاج (1,2).
- صعوبةً في التذكر (1).
- وغالباً ما تشمل الأعراض الجسدية ما يأتي (1):
- مشكلاتٍ في المعدة؛ متمثلةً بالغثيان نتيجة القلق المستمر عن النوم.
- ضيقاً في الصدر وزيادة معدل ضربات القلب عند التفكير في النوم.
- التعرق والقشعريرة أو مشكلاتٍ أخرى في التنفس عند التفكير في النوم.
ومع هذه الصعوبات التي يعانيها المصاب، يُحاول البعض التكيّف مع هذه الحالة. فمنهم من يترك الأضواء أو التلفاز أو الموسيقى من أجل تشتيت الانتباه، ومنهم من يَلجأ إلى الكحول لتقليل الشعور بالخوف (1).
فما هي أسباب هذا الخوف؟
الأسباب المحتملة:
لم يتأكد الخبراء بعد من السبب الدقيق لرهاب النوم، إلّا أنَّ بعض اضطرابات النوم يمكن أن تؤدي دوراً في تطوّره، بما في ذلك:
1. شلل النوم (Sleep paralysis):
يحدث عندما تستيقظ من النوم وتتفاجأ بشلل عضلاتك وعدم قدرتك على الحركة، وقد تعاني من الهلوسة الشبيهة بالكابوس، والتي يمكن أن تجعل شلل النوم مخيفاً للغاية، وخاصةً إن كانت على هيئة نوباتٍ متكررة (1,2).
2. اضطراب الكابوس (Nightmare disorder):
يتمثل بالكوابيس المتكررة والتي تجعلك مكتئباً طول اليوم، وتشعر بالخوف مما حدث في حلمك، فتخشى أن تراودك المزيد من الكوابيس عند النوم (1,2,3).
3. الخوف من الموت:
هل فكرت يوماً أنك قد تذهب للنوم ولا تستيقظ أبداً؟ على الرغم من أنها تبدو فكرةً مريضةً وغير مرجحةٍ فإنَّ هذه الفكرة غالباً ما تهيمن على عقول أولئك الذين يعانون من رهاب النوم (1,2).
4. السير في أثناء النوم:
ليس من المحتمل أن يكون محرجاً فقط، ولكنه قد يكون خطيراً، فهناك قصصٌ لا حصر لها عن سقوط الناس أو إيذاء الآخرين في هذه الحالة اللاواعية (2).
5. الكلام في أثناء النوم:
إن كان لديك ما تخفيه وتخشى من البوح به في أثناء نومك فقد يسبب لك ذلك رهاب النوم، على الرغم من أنَّ معظم الناس الذين يتحدثون في أثناء نومهم يتكلمون بطريقةٍ غير مفهومة (2).
6. أفلام الرعب:
على الرغم من أننا نعلم جميعاً أنَّ أفلام الرعب محض تمثيل، فإنَّ بعضها مُتقنٌ لدرجةٍ تجعلك تفكر مرتين في سلامتك وتخشى النوم نتيجة ذلك (2).
7. الحوادث المؤلمة:
يخشى البعض النوم نتيجة التعرض إلى حادثٍ مؤلمٍ مثل وفاة شخصٍ عزيزٍ أو اعتداءٍ جسدي أو أي نوعٍ آخر من الأحداث التي تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة (Post Traumatic Stress Disorder- PTDS) (2,3).
وماذا عن العلاج؟
لا تتطلب جميع أنواع الرهاب علاجاً، إذ يكون من السهل إلى حدٍ ما تجنّب الشيء الذي تخافه، لكنَّ الحرمان من النوم يمكن أن يكون له عواقب صحية (بدنية وعقلية) خطيرة، ولهذا السبب يُوصى بالعلاج لأي حالةٍ تمنعك من الحصول على نوم مريح. ويشمل العلاج الأنواع الآتية:
1. العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy):
يكون بمساعدة معالجٍ مختص؛ وذلك من خلال تعريض نفسك لخوفك تدريجياً بينما يجري العمل على اكتشاف طرائق من أجل تقليل هذا الخوف والقلق، وقد يشمل علاج التعرّض مناقشة الخوف واستخدام تقنيات الاسترخاء، ومن ثمَّ تخيل ما سيكون عليه الحال للحصول على نوم جيدٍ في الليل (1,2).
2. العلاج السلوكي المعرفي (CBT – Cognitive Behavioral Therapy):
يساعدك هذا النهج على تحديد المخاوف المتعلقة بالنوم والعمل عليها، وفيه تتعلم تحدي الأفكار عندما تختبرها وتعيد صياغتها، كذلك فإنَّ إحدى الأساليب التي قد يوصي بها معالجك هي "تحديد وقت النوم"، أي الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في أوقاتٍ محددةٍ بغض النظر عن مقدار النوم الذي تحصل عليه. إذ يساعدُ ذلك جسمَكَ على تطوير أنماطٍ أفضلَ من النوم (1,2,3).
3. الأدوية:
على الرغم من عدم وجود دواءٍ يعالج رُهاباً محدداً على نحوٍ خاص فإنَّ بعض الأدوية يمكن أن تقلل من أعراض الخوف والقلق، وتكون مفيدةً عند استخدامها جنباً إلى جنبٍ مع العلاج (1,2,3).
ومن الأدوية التي قد يصفها الطبيب النفسي للاستخدام على المدى القصير (1):
- حاصرات بيتا (Beta blockers): تساعد على تقليل الأعراض الجسدية للقلق، مثل الحفاظ على معدل ضربات قلبٍ ثابتٍ والحفاظ على ارتفاع ضغط الدم (1).
- البنزوديازيبينات (Benzodiazepines-BZD): إحدى أنواع المسكنات التي تساعد على تخفيف أعراض القلق، لكنها قد تسبب الإدمان. لذا لا ينصح استخدامها فترةً طويلة (1).
4. الإقلاع عن الروتين السيء:
تجنّب العادات السيئة والتي قد تلجأ إليها كي تستطيع النوم، فعلى سبيل المثال قد يساعدك الكحول أو الحبوب المنومة على النوم ليلةً أو ليلتين، ولكن لا تجعلها وسيلتك الوحيدة للنوم (2)، وحاول الحذر من السلوكيات الآتية (3):
- ممارسة الرياضة قبل النوم بساعتين.
- تناول أيِّ شيءٍ يحتوي على الكافيين قبل النوم بخمس ساعاتٍ تقريباً.
- تجنب الاستسلام للنعاس خلال النهار، وأخذ قيلولة.
5. تغيير تفكيرك:
بدلاً من التفكير بالآثار السلبية للنعاس، ذكّر نفسك أنه من الطبيعي تماماً أن تحصل على بعض الليالي السيئة والتي تبقيك مستيقظاً أحياناً (3).
المصادر:
1- Somniphobia or Fear of Sleep: Symptoms, Causes, and Treatment [Internet]. Healthline. 2020 [cited 11 May 2020]. Available from:
2- Overcoming Your Sleep Anxiety (Dread, Somniphobia) | Sleep Advisor [Internet]. The Sleep Advisor. 2020 [cited 11 May 2020]. Available from:
3- (COVID-19) C, Health E, Disease H, Disease L, Management P, Conditions S et al. Sleep Dread: How to Handle the Fear of Sleep [Internet]. WebMD. 2020 [cited 11 May 2020]. Available from: