الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
نصائح غذائية لمرضى الفصال العظمي
الفصال العظمي: هو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل في الركبة، وكغيره من الأمراض، يمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على الأعراض، ولكن النظام الغذائي يمكن أن يحدث فرقًا أيضًا. لنتعرّف في هذا المقال إلى أهم العادات الغذائية التي يمكن اتباعها أو تجنّبها، والتي يمكن أن تخفِّف من أعراض تلك الإصابة، لنقرأ معًا.
الفصال العظمي: هو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، الذي يتطور بسبب حدوث تدهور في الغضاريف في المفاصل بمرور الوقت (2)، ومع هذا التدهور في الغضاريف تظهر الآلام والمشكلات الحركية، إضافة إلى الالتهاب الذي يتظاهر بحدوث احمرار وتورم وألم (1)، ويمكن أن تؤثر تلك الإصابة في أي مفصل في الجسم، ولكن غالبًا ما يلاحظها الناس في مفصل الركبة أو اليدين أو الوركين أو العمود الفقري، وانتشار حالات الفصال العظمي ليس بالقليل، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال هناك أكثر من 30 مليون بالغ مصاب به (2).
قد يحتاج المصاب بالفصال العظمي إلى العلاج الدوائي لتخفيف الأعراض، إلا أن تغيير النظام الغذائي المُتَّبع من شأنه أن يحدث فرقًا أيضًا، وسيتناول مقالنا هذا الأطعمة التي يجب على الأشخاص المصابين بالفصال العظمي تضمينها في نظامهم الغذائي والأطعمة التي يجب عليهم تجنبها، وسنتحدث عن بعض الخرافات الشائعة عن التهاب المفاصل (2).
إن الحفاظ على وزن صحي هو أمر مهم لعدة أسباب منها تخفيف الضغط على الركبتين، إضافة إلى أن هناك أطعمة تحوي مكونات قد تؤثر أيضًا في الجسم بطريقة يمكن أن تساعد في تخفيف الالتهاب والألم (1)، ومن أهم هذه المكونات:
1. الأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 omega-3:
هناك أنواع معينة من الأسماك غنية بالأحماض الدهنية omega-3 التي قد تساعد على تقليل مستويات اثنين من البروتينات الالتهابية (interleukin-6, CRP)، وبذلك إيقاف الالتهاب قبل أن يتلف المفاصل، ومن الأسماك الغنية بـ omega-3: الترويت، والسلمون، والتونة، والسردين، والأسقمري البحري.
ومن الجدير بالذكر أن تناول السمك نفسه أفضل من مكملات زيت السمك؛ إذ لا يوجد حاليًا ما يكفي من الأدلة لإثبات فعاليتها (1,2,3)، وتوجد omega-3 أيضًا في الجوز وبذور الشيا والكتان (2).
2. عددٌ من العناصر المفيدة الموجودة في الأغذية النباتية التي تشمل (1,2,3):
- الألياف: يوصى بتناول الحبوب الكاملة والأغذية الحاوية على الألياف لدورها في خفض مستوى الكولسترول الذي عادة ما يشاهد بمستويات مرتفعة لدى مرضى الفصال العظمي، فضلًا عن أن الألياف تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، ويمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على وزن صحي.
- مضادات الأكسدة: تدعم مضادات الأكسدة جهاز المناعة وتحارب الجذور الحرة التي ترتبط بحدوث الالتهاب (وهي نواتج ثانوية ضارة توجد في الجسم نتيجة لإنتاج الطاقة وعمليات حيوية أخرى)، ويوصي خبراء التغذية بالثمار التوتية Berries لمحتواها من مضادات الأكسدة، ومن هذه الثمار: التوت البري والفراولة وتوت العليق، ومن الأغذية النباتية الأخرى المفيدة أيضًا: العنب الأحمر والأسود الطازج ومنتجات الصويا (1).
- فيتامينات A, C, K: التي تملك أيضًا خصائصَ مضادة للأكسدة، وتوجد في الخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ والبروكلي (1) (إضافة إلى احتوائها على الكالسيوم وفيتامين D الضروريان لصحة العظام (2)) ولا بد من أن نخص بالذكر فيتامين C بفائدته الإضافية في المساعدة على بناء الكولاجين والنسيج الضام (3)، ومن المصادر الأخرى لفيتامين C: الفلفل والبرتقال والكريب فروت والفريز، لكن يجب الانتباه إلى أن الكريب فروت قد يتداخل مع بعض الأدوية وينبغي استشارة الطبيب بخصوص ذلك (1).
- الدهون الصحية: ومن أهم مصادرها الأفوكادو الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون الأحادية غير المشبعة المضادة للالتهابات، وهو مصدر جيد لفيتامين E الذي يملك تأثيرًا مضادًا للالتهابات، وقد ارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بتلك الدهون بانخفاض خطر تضرّر المفاصل الذي يشاهَد في المراحل المبكرة من الفصال العظمي (1).
- مُركَّبَا السلفورافان sulforaphane والغلوكوزينولات glucosinolate: يوجد السلفورافان في الخضار الصليبية مثل الملفوف والبروكلي، وتوجد الغلوكوزينولات النباتات ذات المذاق الحار مثل الفجل الحار والخردل والملفوف، وارتبط كلا المركبين في التجارب المخبرية التي أجريت على الحيوانات بتقليل الالتهاب وتباطؤ تدهور الغضروف في الفصال العظمي (1).
وسنصنف هنا أيضًا أطعمة أخرى مهمة:
- الزيتون وزيت الزيتون البكر: اللذان يحتويان على مركب الأوليوكانثال oleocanthal، وهذا المركب هو عامل طبيعي مضاد للالتهابات له خصائص مشابهة لدواء إيبوبروفين ibuprofen (1) أو لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs (2).
- البطيخ: يحتوي البطيخ على نسبة عالية من الماء، ولذلك فهو مفيد لإماهة الجسم، وإضافة إلى الماء فإن البطيخ يحتوي على مركب بيتا كريبتوكزانتين beta-cryptoxanthin الذي قد يساعد في تقليل خطر الفصال العظمي، إضافة إلى مركبات أخرى يمكن أن تقلل من مستوى البروتين الالتهابي CRP (1).
- الكركم: فقد أظهرت الدّراسات أن الأشخاص الذين استخدموا عقاراتٍ حاوية على الكركم قد شهدوا انخفاضًا في الألم وأعراضًا أخرى تتعلق بالفصال العظمي إضافة إلى تحسن القدرة على المشي وانخفاض مستوى CRP (1).
- الثوم: إذ يُعتقَد أن مركب ثنائي كبريتيد داياليل diallyl disulfide الموجود في الثوم قد يعمل ضد الإنزيمات الموجودة في الجسم التي تضر بالغضاريف.
- الشاي الأخضر: وهو يحوي على مستوياتٍ عالية من البوليفينولات Polyphenols (وهي نوع من مضادات الأكسدة) التي يعتقد أنها قد تساعد على تقليل الالتهاب وإبطاء تدهور الغضاريف.
- المكسرات: فهي تحتوي على مستويات عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك وفيتامين E والألياف، وهي تحتوي على حمض ألفا لينولينيك (ALA) alpha-linolenic acid الذي يعزز جهاز المناعة (2).
3. المغذيات الموجودة في منتجات الألبان أو المضافة إليها:
- الكالسيوم وفيتامين D: ويمكن الحصول عليهما من الحليب قليل الدسم والجبن واللبن، مما قد يساعد على تقوية العظام، ويمكن الحصول على فيتامين D عن طريق التعرض للشمس (1,2).
- الستيرولات sterols والستانولات stanols: وهي مركبات نباتية تضاف إلى منتجات الألبان المدعمة مثل الحليب واللبن، وتساعد هذه المركبات على تقليل مستويات الكولسترول، ويفضّل للمصاب بالفصال العظمي أن يتناول منتجات الألبان قليلة الدسم.
وكما أن هناك عناصر مغذية يحبذ الحصول عليها، فإن هناك عناصر أخرى ينبغي تجنبها وأهمها:
1. السكر: فإضافة إلى مساهمته في زيادة الوزن، فقد يؤدي أيضًا إلى زيادة تحرر السايتوكينات التي تعد نواقل التهابية فتزيد الالتهاب سوءًا (1,2).
2. الكربوهيدرات المكررة: فهي تزيد إنتاج المؤكسدات التي تحرض الالتهاب (2).
3. الملح: يمكن أن يسبب الملح زيادة احتباس الخلايا للماء مما قد يؤدي إلى تفاقم الفصال العظمي وزيادة التورم في المفاصل (1).
4. الدهون المتحولة والمشبعة: لكونها قد تحرّض حدوث الالتهاب وتزيد خطر السمنة (1,2).
5. الأحماض الدهنية omega-6: التي قد تعزز إنتاج الجسم من المواد الكيميائية الالتهابية.
6. بعض المضافات الغذائية: مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG) والأسبارتام.
7. الكحول والتدخين: فقد يتفاعل الكحول مع بعض الأدوية، بما في ذلك أدوية تخفيف الألم (1).
مما ينبغي معرفته أيضًا هو أن هناك عناصر وأطعمة قد ينصح بها بعض الأشخاص على الرغم من أنها قد لا تجدي نفعًا ولا أدلة على فعاليتها مثل الجيلاتين، والكولاجين، والبكتين، وخل التفاح، والأغذية النيئة، والنظام الغذائي القلوي، وحتى المكملات، فقد يستخدم بعض الأشخاص مكملات الغلوكوزامين والكوندرويتين glucosamine and chondroitin لتخفيف أعراض الفصال العظمي، إلا أنه لا توجد أدلة كافية تثبت فعاليتها، ولا شكّ أن الحصول على العناصر الغذائية من الغذاء المتناول نفسه أمرٌ أفضل بكثير من الحصول عليها عن طريق المكملات، وبكل الأحوال ينبغي استشارة الطبيب قبل تناول أية مكملات (1).
وفيما يلي نصائح إضافية للحفاظ على وزنٍ صحي وتحسين نمط الحياة بهدف تخفيف أعراض الفصال العظمي:
1. تناول الأطعمة الحاوية على الألياف للشعور بالشبع لفتراتٍ أطول وخفض خطر ارتفاع الكولسترول ومرض السكري (1).
2. تعديل النظام الغذائي المتبع لجعله أكثر صحة مثل زيادة تناول الخضار والفواكه وتقليل تناول اللحوم والأطعمة المصنّعة (2).
3. اختيار الطرائق الصحية لطهي الأطعمة مثل الخبز والشي والطهي على البخار، وتجنب الطرائق التي تزيد السعرات الحرارية وتزيل المحتوى الغذائي مثل القلي والتحميص بالزيت (1)، وعمومًا يفضّل تجنب الحرارة العالية لأنها قد تؤدي لتكون مركبات تبيّن أنها مرتبطة بالالتهاب وبالتهاب المفاصل (3).
4. لا مانع من اتباع بعض الأنظمة الغذائية الصحية مثل النظام المتوسطي الذي اقترحت الدراسات إمكانية فعاليته في تقليل الالتهاب الذي يؤدي إلى ظهور أعراض الإصابة والألم المرافق لها (إضافة إلى كونه جيدًا لصحة القلب والعضلات وقد يقي من بعض الأمراض) (2)، ويمكن الاطلاع على هذا الألبوم لمعرفة المزيد عن فوائد النظام المتوسطي هنا
5. ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على اللياقة البدنية والوزن المناسب، مع اختيار التمارين البسيطة التي تقوي عضلات الساق وتسهل حركة المشي (1).
المصادر:
2. Osteoarthritis diet: 8 foods to eat and 3 to avoid [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 15 June 2020]. Available from: هنا
3. Healthy Eating for Knee Osteoarthritis [Internet]. WebMD. 2020 [cited 15 June 2020]. Available from: هنا