دور المجتمع والكادر الطبي في مواجهة COVID-19

يتجاهل كثيرٌ من الناس النتائجَ التي تمدّنا بها مراكز البحوث والدراسات العلمية الموثَّقة ويغضَّون الطرف عن كل نداءات التوعية والتحذير المتعلقة بجائحة COVID-19، ويصرُّ عددٌ غير قليل منهم على الغرق في التفصيلات الثانوية أو التحليلات الشخصية التي لن تغيّر من الواقع شيئًا، فيضربون بعرض الحائط جميع عوامل الحفاظ على صحّتهم وصحة أحبّتهم وأبناء مجتمعهم، وهذا ما يُنذرُ بكارثة حقيقية؛ وبخاصّة في سورية. 

نشهد اليوم في سورية انفجارًا في أعداد الإصابات وتزايدًا مؤلمًا في أعداد الوفيات التي بدأ بعضُها يُسجّل بين أفراد الطاقم الطبي، لذا نعود ونذكّر بأهمية أن يتحمّل كلُّ فردٍ مسؤوليته في تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة حرصًا على تجنّب كارثةٍ خطيرة قد لا تقف عند حد العجز عن تأمين سرير في مشفى لشخص عزيزٍ أو قريب يحتاج إليه كي ينجو من الموت، بل قد تتخطّاه إللى ما هو أخطر من ذلك. 

فمع استمرار جائحة COVID-19 في أغلب دول العالم وصعوبة احتوائها؛ لجأت العديد من الحكومات إلى زيادة الوعي المجتمعي في تطبيق الإجراءات الوقائية مثل الحفاظ على مسافة مترين بين الأفراد وارتداء الكمامات وذلك للتخفيف من انتشار الفيروس وتسطيح منحنى الانتشار -تبطيء سرعة انتشار الفيروس- وذلك لتخفيف الضغط عن الكادر الطبي والنظام الصحي ليكون أكثر قدرة على التعامل مع الحالات واستيعابها (1,2).

وقد بينت إحدى دراسات النمذجة الأمريكية (التي تعتمد دراسة عدة سيناريوهات محتملة) أنَّ تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي بين البالغين < 60 سنة بنسبة 25% أدى إلى انخفاضٍ بنسبة 47% في عدد الحالات المسجلة في الذروة مقارنة بالوضع القاعدي، في حين أدى تطبيق التباعد بنسبة 75% إلى انخفاض عدد الحالات بنسبة 91% عند الفئة العمرية نفسها، إضافة إلى انخفاض بنسبة 98% عند تطبيق الإجراءات بنسبة 95% (3). 

وتبقى الشفافية والتواصل بين السلطات المحلية والعامّة هو الأساس في رفع الوعي ووضع الأفراد موضع المسؤولية وجعلهم مدركين لحجم المشكلة ولأهمية دورهم في الوقت نفسه، ففي جائحاتٍ مثل COVID-19 تبدأ محاربة المرض من الفرد نفسه، وإذا لم يتحمل الأفراد مسؤولياتهم فلن يتمكن أفراد الطاقم الطبي من أداء عملهم بفاعلية وستبقى الخسائر أكبر من قدرة المجتمعات أو المستشفيات على تحملها (2).

المصادر: