علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
الاضطراب العاطفي الموسمي; (Seasonal affective disorder - SAD)
الاضطراب العاطفي الموسمي (Seasonal affective disorder - SAD) هو شكلٌ من أشكال الاكتئاب، ويعرف بالاكتئاب الموسمي أو الاكتئاب الشتوي أيضاً.
يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب العاطفي الموسمي تغيراتٍ مزاجيةً وأعراضاً مشابهةً لأعراض الاكتئاب، وتحدث الأعراض عادة خلال أشهر الخريف والشتاء، عندما يكون ضوء الشمس أقل. وعادة ما تتحسن مع قدوم الربيع (1).
كذلك يمكن أن تحدث نوبات اكتئابٍ مرتبطةٍ بالصيف، ولكنها أقل شيوعاً بكثيرٍ من نوبات الشتاء. فهو شائعٌ لدى الأشخاص الذين يعيشون بعيداً عن خط الاستواء، هناك حيث عدد ساعات النهار أقل في فصل الشتاء (2).
قد يبدأ الاضطراب العاطفي الموسمي في أي عمر، ولكنه أكثر شيوعاً بين الثامنة عشر والثلاثين عاماً، وهو لا يُعدُّ بمثابة اضطرابٍ منفصل، بل نوعٌ من أنواع الاكتئاب الذي يأخذ نمطاً موسمياً متكرراً. لذلك يجب أن يعرض المرضى المعايير الكاملة للاكتئاب الشديد بالتزامن مع فصولٍ محددةٍ مدة سنتين على الأقل لتشخيص الاضطراب العاطفي الموسمي (2).
تشمل الأعراض الشائعة للاضطراب العاطفي الموسمي:
- الشعور بالحزن أو الاكتئاب.
- فقداناً ملحوظاً في الاهتمام أو التمتع بالأنشطة التي سبق أن كانت مصدراً للمتعة.
- زيادة الوزن أو نقصانه المرتبطة بتغيّرٍ في الشهية.
- تغيراً في عادات النوم، فعادة ما يميل الشخص للنوم أكثر.
- التعب أو فقدان الطاقة على الرغم من الحصول على نومٍ كاف.
- هيجاناً في الحركة (مثل اهتزاز اليد) أو بطئاً في الحركات والكلام.
- الشعور بالذنب وعدم القيمة.
- صعوبةً في التركيز واتخاذ القرارات.
- تواتر الأفكار الانتحارية (1).
وفيما يخص العلاج، فيمكن علاج الاضطراب العاطفي الموسمي على نحوٍ فعالٍ بطرائق متعددة، بما في ذلك العلاج بالضوء، والأدوية المضادة للاكتئاب، مثل مثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والعلاج بالكلام، أو مزيجٍ من هذه الطرائق. في حين أن الأعراض ستتحسن من تلقاء نفسها مع تغيّر الفصل أو من خلال التعرّض المتزايد لأشعة الشمس.
ولعلّ أهم هذه العلاجات هو العلاج بالضوء؛ والذي يشمل الجلوس أمام صندوق العلاج بالضوء، الذي ينبعث منه ضوءٌ ساطعٌ للغاية (ويزيل الأشعة فوق البنفسجية الضارة) مدة عشرين دقيقة أو أكثر، في أوّل الصباح من كلِّ يومٍ خلال فصل الشتاء، ويَظهر التحسن عند معظم الخاضعين للعلاج بالضوء في خلال أسبوعٍ أو أسبوعين من بدء العلاج (1).
أما فيما يخص العلاج بالفيتامين "د"، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ أخذ فيتامين "د" قد يكون فعالاً مثل العلاج بالضوء، في حين وجدت دراساتٌ أخرى أن الفيتامين "د" ليس له أيُّ تأثير، إذ إنَّ مكملات الفيتامين "د" لا تُعدّ علاجاً فعالاً بحدّ ذاتها. ويُعَدُّ انخفاض مستويات فيتامين "د" في الدم لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب العاطفي الفصلي السبب وراء استخدامها، فعادةً ما يكون عدم كفاية المدخول الغذائي أو عدم كفاية التعرض لأشعة الشمس السبب في انخفاض مستويات فيتامين "د" في الدم (2).
إن الأسباب الرئيسية للإصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي غير معروفة، ولكن وجدت الأبحاث بعض الدلائل البيولوجية لحدوثه:
- ارتبط الاضطراب العاطفي الموسمي بعدم التوازن الكيميائي الحيوي في الدماغ، والذي تسببه ساعات النهار الأقصر وضوء الشمس الأقل في فصل الشتاء، لذا يعاني الناس تحوّلاً في ساعتهم البيولوجية استجابةً لتغير الفصول مما يجعلهم أقلَّ التزاماً في جدولهم اليومي. فقد يكون سبب الإصابة هو خللٌ في تنظيم إحدى الناقلات العصبية الرئيسية المشاركة في الحالة المزاجية مثل السيروتونين، إذ وَجدت إحدى الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يعانون الاضطراب العاطفي الموسمي لديهم زيادة بنسبة ٥٪ في البروتين الناقل للسيروتونين في أشهر الشتاء مقارنةً مع أشهر الصيف، وإنَّ هذا البروتين الناقل للسيروتونين مسؤولٌ عن إعادة قبط السيروتونين من المشبك العصبي لمنطقةٍ ما قبل المشبك، فيترك كميةً أقل من السيروتونين المتوفر في المشبك.
- إضافةً إلى أنَّ لفرط إفراز هرمون الميلاتونين -وهو الهرمون الذي ينظم النوم- دوراً في الإصابة، إذ يُزيد الظلام من إنتاجه، لذا يزداد إنتاجه في أيام الشتاء القصيرة، مما يجعل الأشخاص الذين يعانون الاضطراب العاطفي الموسمي يشعرون بالنعاس والخمول (2،3).
- قد تَنتُج الإصابة بسبب نقص كمية فيتامين "د" أيضاً، إذ يرتبط قصور فيتامين "د" بأعراض اكتئابٍ مهمةٍ سريرياً (2).
- كذلك تشير الدراسات إلى أنَّ الاضطراب العاطفي الفصلي قد يكون اضطراباً وراثياً على نحوٍ جزئي، تُشارك في حدوثه عوامل وراثية مختلفة مثل الجينات المرتبطة بالسيروتونين والدوبامين والمكونات الجزيئية للساعة البيولوجية (3).
المصادر:
2- U.S. Department of Health and Human Services, National Institutes of Health, National Institute of Mental Health. (2016).Seasonal Affective Disorder. [online] Available at: هنا
3- 2. Roecklein K, Rohan K. Seasonal Affective Disorder. PubMed [Internet]. 2005 [cited 11 May 2020];2(1). Available from: هنا