الطب > فيروس كورونا COVID-19
كيف يمكن لعلم النفس أن يُوحِّد الاستجابة للحدِّ من مخاطر جائحة (COVID-19)؟
شكلت جائحة فيروس كورونا المستجد أزمةً غير متوقعة لدى العالم أجمع، وتسارعت خطى الاستجابة للتعامل مع هذا الوضع الجديد الذي فرض على الشؤون الطبية والاقتصادية والتعليمية وجميع مناحي الحياة الأخرى، بدءًا من التعليم الذي انتقل أغلبُه للتعليم عن بعد، على الرغم من أن عددًا كبيرًا من المؤسسات التعليمية غيرُ مؤهلة ببنية تقنية تسمح بهذه النقلة غير المتوقعة، (3) إضافة إلى إدارات المراكز الطبية في البلدان التي اضطرت إلى تجهيز مراكز العزل واستجابات قصوى لبناء مستشفيات بتكاليف هائلة لم تكن ضمن خطط سنة 2020، وصولًا إلى الشركات الكبرى التي توقف عملها كليًّا واضطرت إداراتها إلى وضع الخطط البديلة الفورية، لاستيعاب الخسارات التي يمكن أن تحدث وتحديد مستقبل العاملين إلى أين يمكن أن يتجه، (2) فكانت القيادات الحكيمة لقرارات التعامل مع الأزمة تؤدي دورً مهمًّا في نجاح هذه الاستجابات الطارئة التي يقف وراءها أشخاصٌ يتصفون بصفات القائد الحازم الذي بإمكانه التعامل مع هذه المخاطر.
لا ينسى الموظفون أبدًا كيف تعامل المديرون معهم ومع مشاعرهم عندما كانوا يواجهون الخسارة. لذلك سوف نتذكر كيف أن مؤسساتنا ومديرينا وأقراننا نجحوا في ضبطنا في خلال هذه الأزمة -أو فشلوا في ذلك، (2) ولهذا السبب؛ ينصحنا علم النفس بأساليب يمكن اتباعها لنكون قائدين ونحقق الإلهام والنجاح في إدارتنا والتأثير السليم في الأشخاص من حولنا، ومن هذه الأساليب:
- البقاء على مسافة التباعد الجسدي، ولكن التحرك أقرب عاطفيًّا: (1)
- استخدم أسلوب "الاحتواء" (2):
يستخدم القائدُ الذي يفكر بوضوح الاحتواءَ ويقدم الطمأنينة، ويوجه الناس ويساعدونه على البقاء معًا في الظروف الصعبة. وهذا العمل لا يقل أهمية عن إلهام الآخرين. والواقع أنه شرط مسبق لفعله.
ويوفر القادة الاحتواءَ في المؤسسات المختلفة، من خلال تعزيز هيكل المنظمة وثقافتها أو المجموعة أو حتى الأسرة. على سبيل المثال: عندما يضعون سياسات وإجراءات تطمئن الناس بشأن أمنهم الوظيفي أو مدى إنصاف المنظمة في معاملتهم. وهي تفعل ذلك عندما تشجع الحوار الذي يتيح لمختلف الناس المشاركة في القرارات وفي التكيف مع التحديات الجديدة معًا، بدلًا من تشجيع الآراء والقرارات المنفردة.
- التفويض الصحيح وتوزيع العمل (3):
يعد توزيع المسؤوليات القيادية أكثر فعالية من أساليب القيادة الأخرى في الأزمات، لأنه سيؤدي إلى تحسين نوعية القرارات المتخذة؛ إذ يمكن الحصول على وجهات نظر متعددة، ومن خلال توزيع المسؤوليات القيادية؛ تظل الفرق متحمسة ومحفزة لأن لديها حرية أكبر في حل المشكلات.
وينبغي السماح لهذه الفرق التي تتوفر لها الموارد الكافية بالعمل في مناخ من الثقة يعطيها القائد، وبذلك تنشأ الثقة في جميع أنحاء المؤسسة التي تمر بأزمة، للمساعدة في المشاركة في حل المشكلات والابتكار والتغيير، ويجب أن يختار القائد أشخاصًا قادرين على استخدام مجموعة متنوعة من التكنولوجيات، لربط أعضاء الفريق المشتتين بدنيًّا. إذ يسمح أنموذج العمل عن بعد ببناء الفرق استنادًا إلى مهارات وقدرات أعضاء الفريق وليس على القرب الجغرافي، وبذلك يتمكن القائد أن يثق في هذه الفرق لمعالجة الأزمة بهدف أخلاقي وتنفيذ حلول.
ففي النهاية، يجبر (COVID-19) قادة العالم على ممارسة إدارة الأزمات في أنقى أشكالها.
تميل الاستجابات للأزمات إلى أن تكون بناءة وتتسم بالحسم والفعالية والنضج، لذلك نجد أن التأثير في عمل الأشخاص عن طريق القيادة الفاعلة، أمر مهم للغاية من وجهة نظر علم النفس، لأن القيادة الفاعلة للأزمات تدعم عمليات الاستجابات الطارئة على أكمل وجه وترشدنا إلى أساليب اتخاذ القرارات الناجحة مع جميع الفرق المعنية بالأمر.
المصادر:
2- Petriglieri G. The Psychology Behind Effective Crisis Leadership [Internet]. Harvard Business Review. 2020 [cited 26 May 2020]. Available from: هنا
3- 4. Fernandez A، Shaw G. Academic Leadership in a Time of Crisis: The Coronavirus and COVID‐19. Journal of Leadership Studies. 2020;14(1):39-45. Available from: هنا