نصائح غذائية للتخلص من الأكزيما

الأكزيما مرض جلدي التهابي يسبب تَهيُج الجلد، والطفح والحكّة.. إن ذلك أمرٌ مزعج فعلًا..

فكيف يمكن أن نتعامل من الأكزيما غذائيًا؟ سنتعرف إلى الإجابة في المقال الآتي..

الأكزيما Eczema مرض جلدي التهابي، يُطلق عليه أيضًا اسم التهاب الجلد التَأتُبي، ويسبب تَهيُج الجلد، وبثورًا، وطفحًا جلديًا، وحكّة، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور بُقعٍ جلديةٍ مع مرور الوقت.. فكيف يمكن أن نتعامل مع الأكزيما غِذائيًا؟ سنتعرف إلى الإجابة في المقال الآتي..

عادةً ما تصيب الأكزيما الأطفال بعمر أقل من سنتين، لكنها يمكن أن تؤثر أيضًا في الأطفال الأكبر سنًا والبالغين. وقد تؤدي المُحفزات الوراثية والبيئية دورًا مهمًا في تطور الحالة، ولكن حتى الآن لم يعرف سببٌ واضحٌ للإصابة بهذا المرض (1).

وتُشيرُ الأبحاث إلى إمكانية انخفاض احتمال إصابةِ الرُضع بالأكزيما في حال كانت الأم تتناول الأطعمة الحاوية على البروبيوتيك Probiotics  في فترة الحمل، مع الامتناع عن تناول حليب الأبقار. كذلك يحتمل أن تقل فرصة الإصابة بالأكزيما لدى الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعةِ الطبيعيةِ خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمرهم (2).

ويمكنكم قراءة مزيدٍ من المعلومات عن البروبيوتيك هنا.

كثيرًا ما يُشخص المصابون بالأكزيما أيضًا بالحساسية الغِذائية، وعلى الرغم من ذلك يتفاوت الأشخاص فيما بينهم في نوع الأغذية التي تسبب لهم الحساسية والأكزيما، الأمر الذي يحتاج مراقبة ذاتية لمعرفة الأغذية التي تُسبب الحساسية والتي غالبًا ما تكون إحدى الأطعمةِ الآتية:

حليب البقر، والبيض، ومنتجات الصويا، والمنتجات الحاوية على الغلوتين، والجوز، والسمك، والمحار (3).

ويمكن لاتباع نظام غذائي خاص أن يُخففَ من الأعراض التي تُرافق الأكزيما، وفي ما يأتي لائحةٌ بالأطعمة التي تحتوي على خصائص قد تساعد على التقليل من أعراض الحالة:

1/ الأسماك الغنيّة بالأحماض الدهنية الصّحية:

إن تناول الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية مثل الأوميغا-3 والأوميغا-6 يُساعد على التّخفيف من أعراض الأكزيما. ويُمكن لمكملات زيت السّمك الحاويةِ على أحماض الأوميغا-3 أن تساعد على القضاء على الأعراض الالتهابية، وعمومًا يَنصح الأطباء بالحصول على ما لا يقل عن 250 ملغ من الأوميغا-3 يوميًا، ويُفضّل أن تؤخذ من الطعام وليس من المكملات الغذائية (4).

2/ الأطعمة الحاوية على مادة الكِيرستين Quercetin: 

وهي من الفلافونويدات النباتية، ومسؤولةٌ عن مَنح كثيرٍ من الزهور والفواكه والخضروات ألوانها الزّاهية. وتعد مضادًا للأكسدة ومضادًا للهيستامين؛ أي إنها تستطيع تقليل نسبة الالتهاب والهيستامين في الجسم، وتوجد في كثيرٍ من الأطعمة مثل التفاح والتوتيات والكرز والبروكلي والسبانخ والكرنب (3).

3/ الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك:

تحتوي الأطعمة الحاوية على البروبيوتك - مثل اللبن الزبادي - على كائنات حية دقيقة تساعد على تقوية الجهاز المناعي في الجسم، مما يساعد على التقليل من ظهور أية ردود فعل تحسسية، ويوجد البروبيوتك في عديدٍ من الأطعمة منها: الخبز، وبعض منتجات الصويا المخمرة، والمخللات، والجبن الطري مثل الغودا Guda، ومخلل الملفوف غير المبستر، والكيفير (3).

ماهي الأطعمة التي يجب على الشخص المصاب بالأكزيما أن يجتنبها؟

ليس من الضرورة أن يُسبب الطعام الذي نأكله الحساسية أو الأكزيما، ولكن بعض الأطعمة قد تُحرِّض تفاقم بعض الأعراض إذا كان الشخص يعاني من الحساسية تجاهها. ومن الأطعمة التي قد تُسبب الحساسية:

منتجات الألبان والبيض والصويا والجوز والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة ومكونات صناعية، وهذا يشمل الأطعمة التي تحتوي على دهون غير مشبعة مثل المارغرين والأطعمة السريعة.

كذلك يمكن للأطعمة الغنية بالسكر أن تؤدي إلى ظهور الأكزيما، إذ يؤدي السّكر إلى ارتفاع مستويات الإنسولين ومن ثم حدوث الالتهاب. وهناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكر، منها:

الكيك وبعض مشروبات القهوة وبعض المشروبات الغازية والعصائر والوجبات السريعة مثل البرغر (3).

هل يفيد اتباع حمية غذائية معينة في التخفيف من أعراض الأكزيما؟

لا يوجد نظام غذائي يناسب جميع المُصابين بالأكزيما، ولكن اتباع نظام غني بمضادات الأكسدة يساعد على التخفيف من أعراض المرض، ومن أهم الأنظمة الغذائية نذكر (3):

1- حمية البحر المتوسط:

تُشجع هذه الحمية على تناول الفواكه والخضروات والأسماك والدهون الصحية مثل زيت الزيتون، وتسمح بتناول النبيذ الأحمر الذي يحتوي على مادة الكيرسيتين. ويفضل تقليل اللحوم الحمراء والامتناع عن الحلويات عند اتباع هذه الحمية.

2- النظام الغذائي المُضاد للالتهاب:

تُركز هذه الحمية على الامتناع عن تناول الأطعمة التي تسبب الالتهابات، وتشجع على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة، إضافةً إلى الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأسماك الغنية بالأوميغا-3، ولا تشمل هذه الحمية الأطعمة المصنّعة والتي تحتوي على مواد مضافة ومُعدلَة كيميائيًا.

وهناك حميات أخرى تساعد على التخلص من أنواع خاصة من الأكزيما، ويكون دور الحمية هنا المساعدة على التخفيف من المحفزات التي تسبب الأكزيما، ومن هذه الحميات:

1- الحمية الغذائية الخاصة للتخلص من أكزيما خلل التعرق Dyshidrotic Eczema:

يتميز هذا النوع من الأكزيما بظهور بثور صغيرة على اليدين والقدمين، وهي غير معروفة السبب، ويبدو أن تناول معدنَي النيكل والكوبالت قد يُفاقمان أعراض هذا النوع من الأكزيما. وتحث الحمية الخاصة بالتخلص من هذا النوع على تجنب جميع الأطعمة الحاوية على هذين العنصرين لمنع تفاقم الأعراض. ويمكن العثور على النيكل والكوبالت في دقيق القمح الكامل، والحبوب الكاملة والذرة والشوفان والكاكاو وبودرة الخبز Baking powder، ومنتجات الصويا والفواكه المجففة والحمص والمعلبات.

كذلك تساعد الأطعمة الغنية بفيتامين C على التقليل من امتصاص هذه العناصر، لذلك يُفضل التركيز على تناول الخضروات والفواكه الغنية بهذا الفيتامين، والتي تشمل الفلفل بأنواعه، والكرنب، والبرتقال، والفريز، والقرنبيط، والأناناس، والمانغو (5).

2/ حمية الإقصاء Elimination diet:

وهي حمية تُتَبع من قبل الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية، ويمكن لمريض الأكزيما أن يستقصي الأطعمة التي تحفز الإصابة لديه، لكن عليه أن يعلم أن هنالك محفزات غير غذائية منها  الإجهاد، وبعض المواد الموضعية التي تلامس الجسم، والبيئة المحيطة بالشخص، الأمر الذي يجعل من الصعب أحيانًا تحديد الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض. فإذا كان الشخص يرغب في اتباع هذا النوع من الحميات، عليه أن يبتعد عن تناول بعض الأطعمة مدة ثلاثة أيام لمعرفة الأطعمة التي تسبب الأكزيما (6).

3/ النظام الغذائي الخالي من الغلوتين:

قد تظهر أعراض الأكزيما على عديدٍ من مرضى الداء الزلاقي Celiac Disease، لذلك يلاحظ تحسن كبير في أعراض الأكزيما عند اتباع نظام غذائي خالي من الغلوتين.

أخيرًا، لا يمكننا القول أن هناك نظامًا واحدًا يحل مشكلة الأكزيما، لكنَّ أفضل طريقة هي إزالة أي طعام يُعتقد أنه هو المحفز الرئيسي للأكزيما، فالتركيز على نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات والدهون الصحية والبروتين قد يساعد على تفادي ظهور أعراض مرتبطة بالأكزيما.

المصادر: