برجٌ سكنيٌّ ذو حدائق معلَّقة في أستراليا

يلوح في أُفق سيدني الأُسترالية برجان سكنيان لافتان للنظر، صَمّمهما المُهندس المعماري جان نوفيل Jean Nouvel.

يَبلغ ارتِفاع البرج الغربي 84 مترًا، ويَستوعب 240 مسكن، في حين يحتوي البرج الشرقي البالغ ارتفاعه 117 متر على 383 شقة، بينهما 38 شقة فاخرة ذات وصُول خَاص لحديقة السطح الواقعة على ارتفاع 100 متر (3).

كان لشكل المنحوت مِعماريًا والشُرُفات المصفوفة بغير انتظام واستخدام الزجاج والكتل الهائلة المعلَّقة دورٌ في خَلقَ جماليّةٍ مُثيرةٍ لِلإعجاب، إضافة إلى النباتات الخَضراء التي تُحدد السطح الخارجي للمَبنى (2).

الاستدامة:

سعى المشروع إلى تحقيق مفهوم الاستدامة على نطاق المجتمع، وبِهذا فقد حصلَ على تقييم بِخمسة نُجومٍ خضراء لأقسامه السكنية والتجارية العديدة مُحققًا بذلك منفعةً عامةً أوسع.

وتوفِّر المُولّدة الثُلاثيّة المركزية كهرباء ذات انبعاثٍ منخفِضٍ من الكربون، وجَميع الشقق مزودةٌ بشَاشَات قياس ذَكيّة تتيح الرصد في الوقت الحقيقي (real-time monitoring) لاستهلاك الكهرباء والغاز والمياه؛ مما يمكّن من تَتبُّعٍ أفضل واستهلاك معتدل (2). 

الشقق أعلى السطح: 

للشقق الـ 38 الفاخرة الموجودة أعلى المبنى مَدخلٌ خاص، ويُمكن للمُقيمين في هَذه الشقق وحدَهُم الوصول إلى الحديقة المعلَّقة في الطَابِق الـ 29، التي تحتوي على حوض سباحة ومَطبخ خارجي، إضافة إلى مقاعد خشبيةٍ للرّاحة. 

تولّى المعماريّ (Koichi Takada) التَصميم الدّاخلي لهذه الشقق، إضافة إلى بقيّة شقق البرج الشّرقي. في حين تولّت شَركة (Smart Design Studio) المحلية التصميم الداخلي للبرج الغربي (3).

الإضاءة والفن:

الإضاءة أحد المُكوِّنات الجمالية للمشروع، إذ جُهّز كُلٌّ من المبنى والمُتنزّه الدّاخلي المُجاوِر بإضاءةٍ فنيَّةٍ (2). ويحتوي المبنى على مجموعةٍ من الكاسرات الشَّمسية التي تَلتقط أشعة الشَّمس، ومِن ثُم تُوجّهها باتجاه حدائق المبنى. 

وتَبرز جماليّة كاسرات الشمس عِندَ حلول الظَّلام، إذ تَتحوَّل البنية إلى لوحةٍ من مصابيح LED، التي تَخلُق حركةً من الأضواء المُتلألئة في الأُفق، ممّا يُضفي مشهدًا مِعمَاريًا جَديدًا يُشع كالنّجوم إلى تَصميم الحديقة المركزيّة (1).

الحدائق العمودية:

 تُعَدُّ الحدائِق العَموديّة الأَعلى مِن نَوعها في نِصف الكُرة الجنوبي، وتمتد على ارتفاع 42 مترًا من مُختَلف جوانب المبنى، وهي تُغطي مَساحة 1100 متر مربع، وتَضم 383 نوعِ نباتات (2).

صُمِّمت الحدائق لتَتحمّل الظروف الجوية الموسميّة، إذ اختيرت النباتات التي تُزهر عند التعرض الكَبير لأشعة الشمس في الجزء العِلوي مِن الجدار، في حين وُضِعت النباتَات الأكثَر حساسيّةً في الطوابق السُّفلية، وقدَّم استشاريو (Arup) تقييّماتٍ سنويّة وموسميّة عن توافر ضوء النهار لتحديد أَفضل المواقع لهذه الحدائق (2). 

الأمان والعمارة:

راعى التصميم المِعماري وجود فناءٍ داخليّ مَفتوح مع فراغات متباعدة وبدون عناصر شاقولية؛ لتأمين الحماية ضد الحرائق. وضعت شَرِكة (Arup) ستائِر مُمتَصّة لِلدّخان على منسوب طابقين، يُزوَّد المبنى بالهواء عبر هذين الطابقين (supply)، ويخرج الهواء عبر الفناء الداخلي (exhaust) الذي يُمكن أن يؤدّي دور الخزّان لاحتواء الدخان؛ ممّا يجعل المبنى أَكثر كفاءةً ضد الحرائق (2).

أمّن هذا المَبنى الراحة للسكان، مع وجود مساحات عامة وَوفرةٍ في العنصر الأخضر وترشيد استخدام الطَاقة التي تُعدُّ من أهم أساسيات العمارة الخضراء.

ما رأيك بِتصميم هذا المبنى؟ وهل استطاع برأيك تحقيق مبادئ العمارة المستدامة؟

المصادر