الصحة الفموية عند الحامل

تواجه النساء مشكلات على مستوى اللثة وصحة الأسنان في أثناء الحمل، فيبدأ التهابُ اللثة عند الحوامل في الشهر الثاني، ويصل أعلى مستوى له في الشهر الثامن، ويشفى تلقائيًّا بعد الولادة. 

كذلك ينشأ الورم الحملي (ورم قيحي حبيبي) ويختفي بعد شهر إلى شهرين، لكن يوصى بالإزالة الجراحية إذا لم يختفِ من تلقاء نفسه، وذلك بالطرائق التقليدية أو الليزر الذي يعطي نتائج مريحة أكثر للمريضة بسبب ميول الأورام الحبيبية القيحية للنزف (1).

وفي الحقيقة من الممكن عدم معالجة الورم في أثناء الحمل إذا لم يكن مزعجًا أو نازفًا على نحو مفرط (1). ومن الشائع زيادة النخور السنية في أثناء الحمل، ولكن لا يوجد أي أساس علمي للاعتقاد أن حاجة الجنين إلى الكالسيوم للنمو داخل الرحم يستمدها من أسنان أمه؛ إذ يمكن تفسير هذه الظاهرة من أطباء الأسنان بأن الغثيان والقيء الذي يحدث في 70% من حالات الحمل، يمكن أن يؤثر في نظافة الفم، ويسبب تآكلَ ميناء الأسنان، ومن الممكن حدوث ألم في الأسنان أو فقدان بعض الأسنان في خلال الحمل(1). 

ويعود تدهور صحة الفم والأسنان في أثناء الحمل إلى مجموعة من العوامل:

- قد تهتم بعض الأمهات في الأشهر الأولى من الحمل ببعض الأطعمة كثيرًا، خصوصًا الكربوهيدرات، وإهمال تنظيف الأسنان بعد تناول هذه الأطعمة. 

- تنزف لثة النساء الحوامل بسهولة أكثر، بسبب تأثير هرمونات الأستروجين والبروجسترون؛ مما يجعلهن يتجنبن تنظيف أسنانهن، لذلك يزداد تراكم اللويحة الجرثومية ولهذا يجب الاهتمام أكثر بالعناية الفموية في أثناء الحمل.

- التقيؤ، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل، مما يزيد من البيئة الحامضية داخل الفم. 

- انخفاض تدفق اللعاب، مما يزيد من النخر السني. 

- إهمال الأمهات صحتهنَّ الفموية نتيجة زيادة تركيزهن على الاهتمام بصحة الطفل؛ مما يؤدي إلى تدهور الصحة الفموية الخاصة بهن (1).

و لتجنب هذه المشكلات يوصى بـ:

- استمرار العناية الفموية اليومية عن طريق تنظيف الأسنان مرتين يوميًّا باستخدام فرشاة ناعمة مدة دقيقتين، واستعمال معجون يحتوي على الفلورايد، والتنظيف بين الأسنان مرة واحدة يوميًّا(1,2). 

- تعزيز صحة الفم عن طريق الحد من الأطعمة والمشروبات السكرية، وإجراء زيارات دورية لطبيب الأسنان مرتين في السنة (3). 

- المضمضة بغسول الفم أو الماء المالح الدافئ؛ مما يريح اللثة ويقلل من تهيجها(1). 

- تجنب تنظيف الأسنان بعد القيء مباشرةً، مما يعرض الأسنان لأحماض المعدة، فبدلًا من ذلك؛ يجب غسل الأسنان بمحلول مخفف مكون من كوب ماء يحتوي على ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم وذلك لتحييد تأثير الحموضة (2).

- عند الحاجة إلى علاج موضعي بالفلورايد لتخفيف آثار التآكل؛ يُفضَّل استخدام فرنيش الفلورايد بدلًا من الجل لتجنب الغثيان(2). 

- في حال حدوث التهاب نسج حول سنية، يعدُّ التقليح وتسوية الجذور إجراءً آمنًا في خلال الحمل(2). 

- طمأنة الحامل أن الوقاية من الأمراض الفموية وتشخيصها وعلاجها، واستخدام الأشعة السينية للأسنان (مع استخدام الدروع الواقية للبطن والغدة الدرقية) والتخدير الموضعي (ليدوكائين مع أدرينالين أو دونه) هي أمور آمنة في أثناء الحمل(3).

- معرفة أن الحالات التي تتطلب علاجًا فوريًّا، مثل القلع والمعالجات اللبية والترميمية (بالأملغم أو الكمبوزيت) يمكن إجراؤها في أي وقت في أثناء الحمل، وقد يؤدي تأخيرها إلى مشكلات أكثر تعقيدًا(3). 

وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات التي أشارت إلى وجود علاقة بين التهاب النسج حول السنية والمشكلات التي تحدث في أثناء الحمل كالولادة المبكرة وولادة أطفال ناقصي الوزن (التي قد تسبب تسممًا حمليًّا)؛ فهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد علاقة التهاب النسج حول السنية والمشكلات التي تحدث في أثناء الحمل (2). 

المصادر :