علم النفس > القاعدة المعرفية
تأثير العنصرية في الصحة
قد سمعتم بالتأكيد عن مخاطر التدخين والسمنة والجنس غير المحمي والملوثات البيئية على الصحة، ولكن طرأ الآن خطرٌ آخر على هذه القائمة المتزايدة: وهو العنصرية.
للعنصرية دورٌ رئيسيٌّ في تطوّر الأمراض، ويجب التصدي لها لكونها مسألةً تتعلق بالصحة العامة. فعلى الرغم من الاتفاق العام على إدانة العنصرية فإنه لا يوجد دليلٌ يُذكر على وجود مبادراتٍ متضافرةٍ للحد من انتشارها، كذلك وجدت دراسةٌ بريطانيةٌ أجريت على 4800 شخص، أن ضحايا التمييز والعنصرية كانوا أكثر عُرضةََ للإصابة بنوباتٍ نفسية، ومن جهةٍ أخرى أكدت مجموعةٌ من الباحثين من جامعة هارفارد أنَّ زيادة 1٪ من حالات عدم الاحترام العرقي تعني زيادة 350 حالة وفاةٍ لكل 100.000 أمريكيٍّ من أصلٍ أفريقي.
هل تساءلت كيف لكل ذلك أن يحدث؟
● الإجهاد:
يقول بعض الخبراء أن تَعرض الإنسان إلى العنصرية العلنية أو غير المباشرة يخلق ضغطاً شديداً، يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والغضب، إذ تؤدي هذه العوامل بدورها إلى مشكلاتٍ صحيةٍ مثل أمراض القلب، إضافةً إلى مشكلات الجهاز التنفسي وغيرها من المشكلات الجسدية (1).
ما لا تعرفه أنَّ ضغط الدم يختلف بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والسوداء بسبب العنصرية! (1,3)، إذ لوحظ انخفاض ضغط الدم لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء في الليل مع عدم انخفاضه عند ذوي البشرة السوداء وذلك بسبب الإجهاد الذي يتعرض له أصحاب البشرة السوداء نتيجة التقليل من شأنهم عبر مواقف قد تكون بسيطةً لكنها تؤثر وبشدة، وقد أثبتت الاستطلاعات التي أُجريت أنَّ أصحاب البشرة البيضاء نادراً ما يفكرون في عرقهم، في حين يفكر 50% من أصحاب البشرة السوداء في عرقهم مرةً واحدةً في اليوم على الأقل، مما يؤثر على نحوٍ كبيرٍ على صحتهم (1)، إضافةً إلى أنَّ هناك مجموعة كبيرة ومتنامية من الأدلة القوية التي تثبت أن العنصرية تؤدي إلى الاكتئاب والهلوسة، وفي حال حدوث اعتداءٍ جسديّ قد تسبب اضطراب الكرب بعد الرض (Post Traumatic Stress Disorder - PTSD) (3).
● سوء الرعاية الصحية:
تُظهر العديد من الدراسات أن الأقليات العرقية مثل أصحاب البشرة السوداء تميل إلى تلقي رعايةٍ صحيةٍ أقل جودةً من الرعاية المقدمة لأصحاب البشرة البيضاء (1).
● القوانين:
إذا نظرنا إلى تأثير العنصرية في الصحة العقلية لأصحاب البشرة السوداء فمن المهم ألا ننظر إلى تشخيص الصحة العقلية فقط بل إلى الأنظمة والقوانين التي خلقت نمطاً من السلوك، والذي تَسبب لهم في ذلك بالمقام الأول، فعندما لا يعترف المجتمع بالأشخاص من الأقليات العرقية Black, Asian and Minority Ethnic)-BAME) فإنَّ القوانين توسع من الظلم بدلاً من معالجة عدم المساواة، وعلى سبيل المثال يُعد أصحاب البشر السوداء والأقليات العرقية أكثر عرضةً للمحاكمة وأقلَّ احتمالاً للملاحقة القضائية، وكذلك أقل احتمالاً في الحصول على كفالة، وأكثر احتمالاً لقضاء عقوبة سجنٍ أطول (2).
ويبقى عَدُّ العنصرية مسبباً للمرض النفسي أو الجسدي موضع جدل، ومع ذلك فإن التمييز العنصري موجودٌ بأشكالٍ وأفعالٍ مختلفةٍ ليس فقط من خلال التفاعلات بين الأشخاص بل من خلال الهياكل المجتمعية أيضاً (3).
المصادر: