هدرُ الغذاء عدوُّ البيئة

إن قرابة ثلث الإنتاج العالمي من الغذاء المخصص للاستهلاك البشري يضيع أو يُهدَر (1)، ويُقدَّر هذا الهدر أو الضياع بـ 1.3 مليار طن سنويًّا (1،2،3). ويجب التمييز هنا بين مصطلحَي ضياع الغذاء (food loss) وهدر الغذاء (food waste)؛ إذ يُشير الأول إلى خسارة الغذاء في مراحل الإنتاج الأولى (الحصاد، التخزين والنقل)،. في حين يُشير الثاني إلى العناصر الغذائية الملائمة للاستهلاك البشري التي يُتخلَّص منها إمّا من المستهلكين أنفسهم وإما من المراكز التجارية (3). ووفقًا لمنظمة الزارعة والأغذية (FAO)؛ فإن كلًّا من ضياع الغذاء وهدره يحدث في مختلف الدول بغضِّ النظر عن معدل الدخل (670 مليون طن للدول المرتفعة الدخل، و630 مليون طن للدول المنخفضة الدخل) مع وجود اختلافات في كيفية الهدر ومكامنه؛ ففي البلدان المنخفضة الدخل تكون نسبة الهدر الأكبر في أثناء الحصاد والتخزين والنقل، ولا يتجاوز ما يهدره المستهلك الـ 5%، والعكس في البلدان المرتفعة الدخل(3). 

أمّا من الناحية البيئية؛ فإن عملية إنتاج الغذاء تعدُّ مسؤولةً عن انبعاث قرابة 26% من الغازات الدفيئة نتيجة تأمين متطلبات الإنتاج المتضمنة: الأرض، والماء، والطاقة والأسمدة، وهي التي يترتَّب عليها كلفةً بيئيةً كبيرة. قد تُبرّر هذه النسبة بأن الغذاء حاجةٌ أساسيةٌ لاستمرار الحياة، أما ما لا يمكن تبريره فهو حجم الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الغذاء الذي يُهدَر في النهاية (4)، وتبلغ هذه الانبعاثات قرابة 6% من مقدار الانبعاثات الكلي. فإذا عددنا هدرَ الغذاء أو ضياعه بلدًا؛ فسيأتي في المرتبة الثالثة بعد الصين (21%) والولايات المتحدة (13%) (4).

المصادر: