الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
حلول بسيطة لتخفيف آلام حصى الكلية
يعاني بعض الأشخاص من تكوّن بلورات داخل الكلية، ما يشعرهم بالألم الشديد الذي قد لا تخففه المسكنات، بل قد يتدهور الأمر بهم ويتطلب تدخلًا طبيًا للتخلص من هذه البلورات وهذا الألم. فما هي هذه الحصى؟
حصى الكلية هي مخلفات صلبة تتراكم في الكلية وتكوّن بلورات فيها، وقد لا تسبب أية مشكلة عندما تكون بحجم صغير، لكنها قد تسبب انسداد المجرى البولي ونزيف وإقياء إضافةً للألم الشديد إن كانت كبيرة الحجم (1). ويعد الجفاف أحد العوامل الرئيسة لتكوّنها، إذ تصبح عملية تحرك السوائل بطيئة في الكلية؛ ما يزيد من احتمالات تلاقي المركبات الملحية والمعدنية والتصاقها لتشكيل هذه الحصى (3).
والآن نقدم إليكم بعض الطرائق الطبيعية التي قد تساهم في تخفيف آثار حصى الكلية:
1. الشرب: يعد الإكثار من السوائل من أهم عوامل الوقاية من تكوّن حصى الكلية؛ إذ تعمل السوائل على طرح المواد التي تكوّن الحصى في البول ما يجعلها أقل عرضة للتبلور، وفي حال تكوّن الحصى فإنَّ شرب السوائل يساعد على تحريكها ومن ثم خروجها عبر المسالك البولية. ومن المؤكد أننا نقصد بالدرجة الأولى شرب الماء عندما ننصح بشرب السوائل؛ وينطبق ذلك على مرحلة ما بعد خروج حصى الكلية من الجسم؛ إذ يجب شرب قرابة 12 كوبًا من الماء يوميًا لمنع تكوّن حصى جديدة، أما بالنسبة للمشروبات الكحولية والغنية بالكافيين والغازية والمحلاة فينصح بالابتعاد عنها لأنها تساهم في تكوّن حصى الكلية، فالمشروبات الغازية المحلاة بالسكر تحتوي على الفركتوز الذي يزيد من إفراز الكالسيوم والأوكزالات وحمض البول، وتحتوي أيضًا على حمض الفوسفوريك ما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بحصى الكلية. لذلك احرص على مراقبة لون البول لأنَّ اللون الأصفر الغامق دليل على حاجة الجسم إلى السوائل، في حين يعد التجفاف - كما ذكرنا سابقًا - أحد أهم عوامل تكوّنها (1-3).
2. تناول الأطعمة الغنية بحمض الليمون Citric acid: وهو حمض عضوي موجود طبيعيًا في عديد من الخضار والفواكه وخاصةً الحمضيات. يساعد حمض الليمون على منع تكوّن حصى الكلية بطريقتين: إما بالارتباط مع الكالسيوم في البول ما يمنع تكوّن حصى جديدة، أو من خلال الحد من زيادة حجم الحصى الموجودة من خلال الارتباط بأوكزالات الكالسيوم الموجودة، ما يسمح بعبورها من خلال المسالك البولية (1).
3. اشرب عصير الليمون: إما بمفرده أو بإضافة بضع قطرات منه إلى الماء، لأنَّه يحتوي على السترات؛ وهي مادة كيميائية تمنع تكوّن حصى الكلية أو تقوم بتحطيمها إلى أجزاء صغيرة عبر تحيطم رواسب الكالسيوم ما يسهل عبورها عبر المسالك البولية. وللحصول على التأثير السابق أنت بحاجة إلى تناول كميات كبيرة من عصير الليمون، لكنَّ القليل منه (قرابة الليتر) قد يكون عاملًا وقائيًا من تكوّن حصى الكلية، ويمكنك أيضًا تناول البطيخ أو عصير البرتقال للحصول على الفائدة نفسها (2,3).
4. تناول عصير الحبق (الريحان): يجب ألا تتجاوز مدة تناول عصير الريحان ستة أسابيع، وألا يُشرب عشوائيًا بل بعد الاستشارة الصحية؛ لأنَّه قد يسبب انخفاض كلٍّ من الضغط وسكر الدم وزيادة النزيف. لكن الريحان يتميز بعدد من الفوائد منها غناه بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب التي تفيد في حماية الكلية، إضافةً إلى غناه بحمض الخل Acetic acid الذي يعمل على تجزئة الحصى ومنع حدوث الألم. ويمكن استخدام أوراق الريحان الطازجة أو المجففة، إما بعصرها أو إضافتها لأي نوع من العصير للحصول على فائدتها. ومن الأغذية الحاوية أيضًا على حمض الخل نذكر خل التفاح، الذي يمكن إضافة ملعقتين منه إلى كوبٍ من الماء وشربه مرةً واحدةً يوميًا أو إضافته إلى طبق السلطة. ويُنصح بعدم الإكثار من تناول الخل لأنَّه قد يؤدي إلى انخفاض نسبة البوتاسيوم وهشاشة العظم، ويجب على مرضى السكري والأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل الأنسولين ومدرات البول أن يكونوا حذرين عند تناول خل التفاح لأنَّه قد يؤثر في مستوى سكر الدم (2).
5. تناول عصير الرمان: فهو غني بمضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة الكلى وتمنع تكوّن حصى جديدة، ويقلل درجة حموضة البول ما يخفض احتمال تكوّن حصى جديدة. ويمكن شرب عصير الرمان بأية كمية ولكن يجب توخي الحذر إن كنت من الأشخاص الذين يتناولون أدوية تُستقلب في الكبد أو أدوية ضغط الدم (2).
6. مرق الفاصولياء: يساعد على إذابة حصى الكلية ومن ثم خروجها. ويمكن الحصول على مرق الفاصولياء من خلال سلق الفاصولياء وشرب السائل المصفى على مدار اليوم (2).
7. عصير جذر الهندباء: يعد جذر الهندباء منشطًا للكليتين، فهو يحفز إفراز الصفراء ما يساعد على التخلص من الفضلات وزيادة طرح البول وتحسين عملية الهضم، وهو غني أيضًا بعديدٍ من الفيتامينات مثل A وB وD وC والمعادن مثل الزنك والحديد والبوتاسيوم. ويمكن شربه عصيرًا أو شايًا أو إضافتُه لأنواع أخرى من العصير. ويُنصح بشرب 4 أكوابٍ منه يوميًا مع ملاحظة تجنبه عند تناول أدوية مميعات الدم ومدرات البول ومضادات الحموضة والمضادات الحيوية، ويجب استشارة الطبيب قبل تناوله لأنَّه قد يتداخل مع بعض الأدوية (2).
8. عصير عشب القمح (ورق القمح): وهو مدرٌ جيدٌ للبول ما يساعد على خروج الحصى الكلوية، ويتميز بغناه بالمغذيات التي تساعد على تنظيف الكليتين. وينصح بشرب عصير عشبة القمح تدريجيًا حتى الوصول إلى كميةٍ تعادل 250 مل (كوبًا) يوميًا وذلك من أجل الحد من آثاره الجانبية. فتناوله على معدة فارغة يمكن أن يسبب فقدان الشهية والإمساك، لكنَّه يقلل من خطر حدوث الغثيان. وفي حال عدم توافر عشب القمح يمكن الاستعاضة عنه بتناول مكملات عشبة القمح وفقًا للإرشادات المدونة (2).
9. الحد من الأطعمة الغنية بالأوكزالات: تعد الأوكزالات إحدى مضار المغذيات التي ينتجها الجسم والتي توجد طبيعيًا في عديد من الأطعمة مثل الخضار الورقية والفواكه والكاكاو والسمسم والطحينة والمكسرات والبامية والشوندر. ويمكن للأوكزالات أن ترتبط مع الكالسيوم أو غيره لتشكيل حصى الكلية، لذلك فإن تناول كمية كبيرة منها قد يؤدي إلى زيادة إطراح الأوكزالات في البول، وهذا يعد مشكلة صحية للأشخاص الذين يعانون من تكوّن حصى أوكزالات الكالسيوم. ومن المؤكد أننا لا ينصح بالامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالأوكزالات كليًا، فهي تحمل عديدًا من الفوائد الأخرى، ويجب على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الأوكزالات في البول استشارةُ الطبيب الخاص لمعرفة الأغذية المناسبة لهم (1,3).
10. عدم الإفراط بتناول مكملات فيتامين C: تشير بعض الدراسات إلى أنَّ الإفراط بتناول مكملات فيتامين C يزيد من خطر تكوّن حصى الكلية، إذ يمكن أن يتحول داخل الجسم إلى أوكزالات أو يزيد من إفراز الأوكزالات في البول. ومن الجدير بالذكر أن الحصول على الفيتامين C من مصدرٍ طبيعي مثل الليمون لا يزيد من خطر تكوّن حصى الكلية (1).
11. الحصول على الحاجة اليومية من الكالسيوم: من المغالطات المنتشرة أنَّ تناول الكالسيوم يزيد من خطر الإصابة بحصى الكلية، في حين أثبتت العلم أنَّ اتباع نظامٍ غذائي غني بالكالسيوم يقلل من خطر الإصابة بها لأنَّ الكالسيوم يرتبط بالأوكزالات فيمنع امتصاصها ومرورها عبر الجهاز البولي. ويمكن الحصول على الكالسيوم من الحليب والجبن واللبن والبروكلي والبقوليات وحبوب الفطور المدعمة بالكالسيوم، وتشير التوصيات إلى أنَّ تناول 1000ملغ يوميًا للبالغين و1200ملغ للأشخاص فوق الخمسين سنة يعد كافيًا. لكن الخطورة تكمن في مكملات الكالسيوم، إذ لا ينصح بتناولها لأنَّها قد تزيد من خطر تكوّن حصى الكلى كونها تؤمن أكثر من الحاجة اليومية الموصى بها (1,3).
12. الحد من استهلاك الملح: يُنصح الأشخاص المعرضون لخطر تكوّن حصى الكلية بالتقليل من تناول الصوديوم؛ وهو أحد مكونات ملح الطعام، وذلك لأنه يزيد كمية الكالسيوم المطروحة مع البول. وتوصي معظم الإرشادات الغذائية بعدم تناول أكثر من 2300 ملغ من الملح ولكن للأسف لا يُلتزم بها بسبب كثرة تناول الأطعمة المعلبة والمصنعة الغنية بالصوديوم (1).
13. تناول المغنزيوم: يمكن تسميته بالمعدن المنسي؛ لأنه لا يُستهلك بالكميات الكافية، علمًا أنَّه يدخل بكثير من تفاعلات الاستقلاب مثل إنتاج الطاقة وحركة العضلات. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية عن منعه لتكوّن حصى أوكزالات الكالسيوم، لكن ينصح بتناوله لأنَّه قد يقلل من امتصاص الأوكزالات في الأمعاء. وتقدر الكمية الموصى بتناولها من المغنزيوم بـ 420 ملغ يوميًا، ويمكن الحصول عليها من الأفوكادو والبقوليات والتوفو، وللحصول على أقصى فائدة منه يُنصح بتناوله مع الأطعمة الغنية بالأوكزالات أو في غضون 12 ساعة من تناولها (1).
14. التقليل من تناول البروتين الحيواني: قد يؤدي الإكثار من تناول البروتين الحيواني إلى زيادة خطر الإصابة بحصى الكلية لأنه يسبب زيادة إفراز الكالسيوم وخفض نسبة السترات، إضافةً إلى أنَّ مصادر البروتين الحيواني غنية بمركبات البيورين Purines التي تُجزَّأ إلى حمض البول، ما يؤدي إلى تكوّن حصى حمض البول (1).
15. راقب وزنك: قد لاتكون العلاقة سببية بين الوزن الزائد وتكون حصى الكلى، لكنَّ دراسةً أجريت عام 2019 وجدت أنَّ 43.8% من الأشخاص الذين يعانون من تكرار تكوّن حصى الكلية يعانون من الوزن الزائد، وقد يعود السبب في ذلك إلى وجود ارتفاع في الكوليسترول وضغط الدم، فهما يساهمان في تكوّن حصى جديدة، إضافةً إلى أن النظام الغذائي الغني بالسكر والدهون والملح (3).
قبل البدء بإدخال هذه الأطعمة إلى نظامك الغذائي، يجب استشارة الطبيب الخاص بك، لأنَّها قد تتداخل مع بعض الأدوية التي تتناولها في حال كانت لديك مشكلة صحية ما، أما في حال كنت شخصًا سليمًا فيمكن إدخال هذه الأطعمة إلى نظامك الغذائي لتكون عاملًا مساعدًا لمنع تكوُّن حصى جديدة في المستقبل أو للمساعدة على خروجها مع البول (2,3).
المصادر:
2. Cronkleton E. 10 Home Remedies for Kidney Stones [Internet]. Healthline. 2018 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
3. Huizen J. Kidney stones: Home remedies, risk factors, and when to see a doctor [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2019 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
4. Sutherland JW e. Recurrence after a single renal stone in a community practice. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from:
5. Trinchieri A e. A prospective study of recurrence rate and risk factors for recurrence after a first renal stone. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
6. Q B. Water for preventing urinary stones. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
7. Borghi L e. Urinary volume, water and recurrences in idiopathic calcium nephrolithiasis: a 5-year randomized prospective study. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
8. Curhan GC e. Beverage use and risk for kidney stones in women. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
9. Curhan GC e. Prospective study of beverage use and the risk of kidney stones. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 29 April 2020]. Available from: هنا
10. GP N. Oxalate content of foods and its effect on humans. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from:
11. Holmes RP e. Contribution of dietary oxalate to urinary oxalate excretion. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
12. Thomas LD e. Ascorbic acid supplements and kidney stone incidence among men: a prospective study. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
13. Chen X e. High-dose supplementation with vitamin C--induced pediatric urolithiasis: the first case report in a child and literature review. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
14. Baxmann AC e. Effect of vitamin C supplements on urinary oxalate and pH in calcium stone-forming patients. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
15. Massey LK e. Ascorbate increases human oxaluria and kidney stone risk. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
16. Curhan GC e. Comparison of dietary calcium with supplemental calcium and other nutrients as factors affecting the risk for kidney stones in women. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
17. Borghi L e. Comparison of two diets for the prevention of recurrent stones in idiopathic hypercalciuria. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
18. Nouvenne A e. Effects of a low-salt diet on idiopathic hypercalciuria in calcium-oxalate stone formers: a 3-mo randomized controlled trial. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
19. Nouvenne A e. Effects of a low-salt diet on idiopathic hypercalciuria in calcium-oxalate stone formers: a 3-mo randomized controlled trial. - PubMed - NCBI [Internet]. Ncbi.nlm.nih.gov. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا
20. Comparison of Two Diets for the Prevention of Recurrent Stones in Idiopathic Hypercalciuria | NEJM [Internet]. New England Journal of Medicine. 2020 [cited 30 April 2020]. Available from: هنا