الفنون البصرية > فن التصوير
كيفَ تجعلنا الصورة نشعر؟ أسلوبُ المصوّرة سيندي شيرمان
"أحاول أنْ أجعلَ الناس يدركوا ذواتهم بدلًا منّي"؛ هذا ما قالته الفنانة المصوّرة سيندي شيرمان (Cindy Sherman).
واحدةٌ من أشهر المصورين الفوتوغرافيين الذين يعملون اليوم، لقد أنتج أسلوبها -الذي امتدَّ لعقود طويلة لتصوير نفسها بأشكال مختلفة- العديد من الصور الأكثر شهرةً وتأثيرًا على الفن المعاصر؛ إذ تزيل فيها الصور النمطية (stereotypes) السائدة عمومًا، وعن المرأة خصوصًا. سنتعرّف في هذا الألبوم عنها وعن أهمّ أعمالها وما يميّز أسلوبها..
وُلِدت الفنانة المصوّرة سيندي شيرمان (Cindy Sherman) في أمريكا عام 1954م. تعمل على تصوير وجوه أشخاص بسياقات مختلفة وشخصيات متعددة. درستْ الرَّسم والتَّصوير(painting) في جامعة ولاية نيويورك، ثم غيرت اختصاصها إلى التصوير الفوتوغرافي (1).
تلتقط الفنانة سيندي شيرمان صورًا لنفسها تشعِرنا بالقلق؛ فهي تقول إنّ الصورة الشخصية (Selfie) ليس أنْ تكونَ بمظهرٍ جيّدٍ؛ بل هي طريقة تجعلنا نفكر مليًّا (2).
الرعب هو نوعها المفضل؛ إذ تستعمل صورًا مخيفة بألوان مشرقة ومؤثّرات خاصة.
تشوشنا باستخدام نفسها نموذجًا (model) لتمثل دور مهرّجٍ أو شخصيّةٍ خيالية غامضة، فهي دائمًا ما تثير السؤال بين ما هو مزيّف وما هو حقيقي؟ (2).
بعد تخرجها بدأت العمل على تصوير مجموعة باسم (United Film Stills). صوّرت هذه السلسلة بالأبيض والأسود، عرضت فيها النساء بصورٍ غامضةٍ ذكّرتنا بأفلام "نوار"، كان هدفها -بحسب ما ذكرت- ازدِراء الجمهور "الذكوري" المسيطر (1،4).
خلال فترة الثمانينيات بدأت الفنانة باستعمال الأفلام الملونة، ركزت أكثر على الإضاءة وتعبيرات الوجه، انتقلت فيها إلى عالم غريب ظهرت فيه أجسام مشوّهة تعكس مخاوفًا، مثل، الاضطراب في الأكل والجنون وحتى الموت (1).
منذ أوائل القرن العشرين، ركزت الفنانة على عرض النساء في الأفلام والأزياء والمجتمع. كان جوهر أعمالها صورها المؤثرة؛ إذ تظهر فيها الشيخوخة وخيبة الأمل واليأس (3).
ولأنّ مواضيعها مهمّة صُنّفت الفنانة شيرمان فنانة نسويّة؛ إذ وصلت ذروتها في وقت الحركة النسوية في أمريكا، فهي تطرح القضايا المتعلقة بالأنثى والجنس وموضوعية وسائل الإعلام تجاه المرأة (5).
لا تزال الفنانة مستمرة في إلهامنا حتى الوقت الحاضر؛ إذ يُعدُّ فنّها العودة إلى الماضي وإعادة تخيّله، فمن خلال صورها تسألنا أن ننظر إليها، بينما هي تنظر إلينا أيضًا، ويجسّد أسلوبها انعدام الأمن الجسدي و المخاوف النفسية لدينا..(5)
المصادر: