الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة
التغذية والمناعة السيلينيوم، هل هو عنصر زهيد بالفعل؟
أصبحنا في هذا الوقت بأمسِّ الحاجة إلى دعم مناعتنا بالمغذيات التي تساعدها على مقاومة الأمراض الجديدة التي أصبحت تحيط بنا من كل جانب والتي قد لا يكون COVID-19 آخرها!
لكن تقوية الجهاز المناعي ليست عملية لحظية أو سريعة تحدث بمجرد تزويد الجسم بكمياتٍ إضافيةٍ من المغذيات، بل هي عمليةٌ تراكميةٌ طويلة الأمد، ولا سبيل إلى دعم صحة الجسم ومناعته إلا بالتغذية الصحيحة والمتوازنة. لذا سنعرِّفكم تباعًا إلى عددٍ من العناصر الضرورية لتعزيز المناعة وكيفية الحصول على حاجتنا منها بطريقة صحية ومتوازنة..
وعلى الرغم من أن السيلينيوم يعد من العناصر الزهيدة، لكنه يمتلك أدوارًا وظيفية وبنيوية وأنزيمية جوهرية. ويرتبط تراجع مستوياته في الجسم بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطانات والأمراض القلبية الوعائية (1)، إلى جانب كونه واحدًا من العناصر المهمة لكفاءة الجهاز المناعي وأداء وظائفه على نحو صحيح (2).
فقد بينت الدراسات دوره في مقاومة عدد من الفيروسات المسببة للإنفلونزا، بما فيها سلالة H1N1 أيضًا (3)، وفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV وغيرها من فيروسات الـ RNA. كذلك وُجد أن نقصه يتيح الفرصة لبعض السلالات الفيروسية الحميدة أن تتطفر إلى سلالات عالية الإمراضية (4).
وتعود فعالية السيلينيوم في تعزيز المناعة إلى ولوجه في تكوين مجموعة من البروتينات، تُعرف باسم البروتينات السيلينية Selenoproteins؛ أي البروتينات التي يدخل السيلينيوم في تكوينها مع الأحماض الأمينية الداخلة في تركيبها، والتي يعمل معظمها كأنزيمات سيلينية ذات فعالية مضادة للأكسدة Antioxidant selenoenzymes تحمي الخلايا من جزيئات الأوكسجين التفاعلي Reactive oxygen species - ROS وترتبط ارتباطًا وثيقًا بوظائف الجهاز المناعي (4-6).
ويوجد السيلينيوم في عديدٍ من الأغذية، منها الثوم والبروكلي والسردين والتونة (7) وبذور دوار الشمس (8) والبيض (9) ولحم الدجاج والسبانخ واللبن والعدس والموز (10)، وتبلغ الحاجة اليومية منه 0.075 ملغ للذكور، و0.06 ملغ للنساء (9).
وعمومًا تعد الحمية المتوازنة كافيةً للحصول على كامل الاحتياج اللازم من السيلينيوم، ويُنصح بعدم تناول مكملات السيلينيوم دون انتباه، إذ تسبب زيادته تسمم السيلينيوم Selenosis؛ وهي حالة تؤدي إلى تساقط الشعر والأظافر وتضر بالبشرة (9).
أخيرًا، نذكِّر بأن الجهاز المناعي، كغيره من أجهزة الجسم، يُعزَّز تدريجيًّا وتراكميًّا عن طريق التغذية السليمة والمتوازنة وممارسة الرياضة المنتظمة، إضافة إلى دور الأمراض التي يصاب بها الجسم في اكتساب مناعة ضدها، وأنَّ المكملات الغذائية ليست حلًا سحريًا، ولا يمكن أن تحل محل النظام الغذائي الصحي بل قد تؤدي إلى تجاوز المدخول اليومي الموصى به من عنصرٍ ما بكل سهولة، وهو أمرٌ قد يعود علينا بالضرر أكثر من النفع!
المصادر:
2. Childs, Calder, Miles. Diet and Immune Function. Nutrients [Internet]. 2019 [cited 6 August 2020];11(8):1933. Available from: هنا
3. Can Supplements Fight Coronavirus (COVID-19)? 15 Immune Boosters [Internet]. Healthline. 2020 [cited 6 August 2020]. Available from: هنا
4. Steinbrenner H, Al-Quraishy S, Dkhil M, Wunderlich F, Sies H. Dietary Selenium in Adjuvant Therapy of Viral and Bacterial Infections. Advances in Nutrition [Internet]. 2015 [cited 6 August 2020];6(1):73-82. Available from: هنا
5. Avery J, Hoffmann P. Selenium, Selenoproteins, and Immunity. Nutrients [Internet]. 2018 [cited 6 August 2020];10(9):1203. Available from: هنا
6. Nutrition and the immune system [Internet]. Lpi.oregonstate.edu. 2020 [cited 6 August 2020]. Available from: هنا
7. 8 Vitamins & Minerals You Need for a Healthy Immune System [Internet]. Health Essentials from Cleveland Clinic. 2020 [cited 6 August 2020]. Available from: هنا
8. What to Eat and Drink to Boost Your Immune System [Internet]. Healthline. 2020 [cited 6 August 2020]. Available from: هنا
9. Vitamins and minerals - Others [Internet]. nhs.uk. 2020 [cited 6 August 2020]. Available from: هنا
10. Selenium Foods: 20 Selenium-Rich Foods for Every Diet [Internet]. Healthline. 2020 [cited 6 August 2020]. Available from: هنا