الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
منقوع البابونج; ما حقيقة أشهر العلاجات الشعبية على الإطلاق؟
ما أن يبدأ أحدنا بالشعور بأنه ليس على ما يرام أو تظهر عليه إحدى أعراض المرض حتى تنهال عليه النصائح من كل حدب وصوب عن فوائد شرب البابونج وغيره من أنواع منقوع (شاي) الأعشاب التي يُقال أن لها مفعولاً كالسحر في هذه الحالات.. فهل يدعم العلم يا ترى هذه الأقاويل؟ وما هي فوائد البابونج حقاً؟ دعونا نتعرف إلى كل ذلك وأكثر في المقال الآتي..
استخدم شراب البابونج علاجاً شعبياً منذ زمن طويل جداً للتغلب على طيف واسع من المشكلات الصحية، الأمر الذي دفع الكثير من الباحثين إلى دراسة هذا النبتة واكتشاف أسرارها ومدى فعاليتها في تدبير الأمراض المتنوعة.
وحتى الآن ما زلنا نجد تفاوتاً في نتائج الأبحاث المجراة عن البابونج، منها ما أثبت أن له فوائده الواضحة بالمقارنة مع العلاجات البديلة الأخرى، ومنها ما توصل بصعوبة إلى وجود بعض الفوائد المحتملة. وبالنسبة لمعظم الناس، يبقى تجريب البابونج كمستحضر إضافي إلى جانب العلاجات الأخرى سلوكاً آمناً، لكن يجب ألا يحل محل العلاجات الطبية الرئيسة خصوصاً في حال الأمراض الخطيرة (1).
والبابونج عشبة ذات أزهارٍ تشبه الأقحوان تنحدر من عائلة نباتات النجمية Asteraceae، ويُصنع منقوع البابونج بتجفيف هذه الأزهار ونقعها بالماء قبل الاستخدام. ويستخدم الكثير من الناس منقوع البابونج هذا كبديل خالٍ من الكافيين للشاي الأخضر أو الأسود، ويساعد على ذلك مذاقه الحلو إلى حد ما (2).
وتختلف فعالية منقوع البابونج باختلاف كمية البابونج الموجودة فيه، فكلما زادت كميته زادت الفوائد المحتملة التي يقدمها، لكن وفي الوقت نفسه، زاد احتمال حدوث تأثيراته الجانبية لدى الأشخاص المعرضين لها. وعموماً، ينصح بالبدء بجرعة منخفضة وزيادتها تدريجياً وببطء لمتابعة كيفية استجابة الجسم له وتفاعله معه (1).
يحتوي البابونج على مواد كيميائية تدعى الفلافونويدات flavonoids، وهي مغذيات توجد في عدة نباتات أخرى أيضًا، ويُعتقَد أنها تؤدي الدور الأساسي في آلية تأثير البابونج (1).
فوائد منقوع البابونج:
1- تقليل آلام الطمث: يمكن لاستهلاك البابونج مدة شهر أن يقلل ألم التقلصات الطمثية، كذلك يُحتمل أن يساهم في تقليل القلق والانزعاج المترافقَين مع آلام الدورة الشهرية (1,4).
2- المساهمة في تدبير الداء السكري من خلال تخفيض مستوى سكر الدم: فعلى الرغم من أنه لا يمثل بديلاً لأدوية السكري، لكن بعض الأبحاث أظهرت أن استخدامه إلى جانب العلاجات الحالية يمكن أن يحمل فائدة إضافية للمرضى (1).
3- الوقاية من هشاشة العظام: يمتلك البابونج وفق دراسة أجريت عام 2004 تأثيراتٍ مضادة لهرمون الإستروجين، فضلًا عن أنه يساعد على زيادة كثافة العظام (1,5).
4- تقليل الالتهاب: عن طريق الفلافونويدات والمركبات الفعالة المضادة للالتهابات الموجودة في الزيت العطري للبابونج، علمًا أن الالتهاب المزمن يرتبط بعديدٍ من المشكلات الصحية الوعائية والهضمية والمناعية وحتى الاكتئاب (1,6).
5- علاج السرطان والوقاية منه: تقترح بعض الدراسات أن البابونج قد يستهدف الخلايا السرطانية أو يمنع تطور الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية أصلًا، كذلك يمكن أن يثبط نمو الأورام في البروستات والثدي والمبيض، لكن معظم تلك الأبحاث كانت على حيوانات التجارب وليست على البشر (1,6,11).
6- المساعدة على الاسترخاء والخلود إلى النوم: فقد أظهرت بعض التجارب السريرية أن البابونج يساعد على النوم، ويُقتَرح أن ذلك يعود لارتباطه مع مستقبلات البنزوديازيبين، وهو دواء يُوصَف لمحاربة القلق وتحريض النوم (1,6,7).
7- معالجة أعراض نزلة البرد: أظهرت بعض الدراسات أن استنشاق بخار مستخلصات البابونج قد يخفف بعض أعراض نزلة البرد (1,6).
8- معالجة الأمراض الجلدية الخفيفة: يمكن أن يساعد مستخلص البابونج على شفاء الجروح وعلاج الأكزيما والالتهابات الجلدية الخفيفة (1,6,8).
9- تعزيز صحة الجهاز الهضمي: يمكنه أن يقلل خطر الإصابة ببعض الأمراض الهضمية مثل الإسهال والغثيان والغازات، كما أنه يحمي من القرحة المعديّة عن طريق خفض درجة الحموضة في المعدة (2,13,14).
10- تحسين صحة العضلة القلبية: بسبب محتواه من الفلافونات Flavones ذات الفعالية المضادة للأكسدة، والتي تملك القدرة على خفض ضغط الدم والكوليسترول، مما يخفض خطر الإصابة بالأمراض القلبية (2,9,10).
وعلى الرغم من كل الفوائد السابقة الذكر، لكن للبابونج بعض المخاطر والتأثيرات الجانبية التي يجي الحذر منها، نتعرف إليها فيما يأتي (3):
تأثيراته الجانبية: يؤدي عند أخذه بجرعات كبيرة إلى النعاس والإقياء، ويملك القدرة على تحريض تفاعلات تحسسية لدى بعض الأشخاص الذين يتحسسون من عائلة نباتات الأقحوان، رغم أن معدل حدوث هذه التفاعلات نادرة جداً. كذلك فإن كريمات البشرة الحاوية على البابونج قد تسبب إكزيما تحسسية وتهيّج العينين، وما تزال تأثيرات الاستخدام الطويل الأمد للبابونج ومستحضراته غير معروفة حتى الآن.
المخاطر: يحتوي البابونج على كمية قليلة من مادة الكومارين Coumarin، والتي قد تفضي إلى تأثيرات مميّعة للدم، وعادة ما يقتصر حدوث ذلك على الاستخدام بجرعاتٍ كبيرةٍ مدةً طويلة، لذا يوصى بألا يتناوله الأشخاص الذين يعانون من مشكلات دموية إلا بعد استشارة الطبيب، ويجب كذلك التأكيد على إيقاف استخدامه قبل أسبوعين من أي إجراء جراحي، بسبب تفاعلاته المحتملة مع الأدوية المُخدِّرة.
التداخلات الدوائية: يمكن أن تتداخل مستحضرات البابونج مع بعض الأدوية مثل المهدئات ومميعات الدم والأدوية المضادة للصفيحات مثل الأسبرين والمسكنات من فئة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين وغيرها، كذلك يمكن أن يتعارض مع مكملات الجينكو والثوم وغيرها.
ومن المهم أيضاً تجنب إعطاء البابونج للرضع والأطفال بعمر صغير جداً، فكما هو الحال بالنسبة للعسل وبعض الأغذية الأخرى، قد يكون البابونج ملوثاً بأبواغ جراثيم المطثيات الوشيقية Botulinum spores، وفي حين يمكن لمعظم البالغين محاربة العدوى بهذه الجراثيم، لكن الرضع غير قادرين على ذلك، لذا يجب الحذر من هذه العدوى التي قد تؤدي إلى الموت (1,12).
وفي النهاية نذكّر أن البابونج قد يكون سلاحاً ذو حدين، فاحرص على استعماله بكميات معتدلة وتحت إشراف طبي إن كنت تعاني من مشكلات صحية أخرى، وذلك حتى تحصل على الفوائد المرجوة منه وتتجنب أية تأثيرات ضارة محتملة.
المصادر:
2- 5 Ways Chamomile Tea Benefits Your Health [Internet]. Healthline. 2020 [cited 31 July 2020]. Available from: هنا
3- Chamomile Health Benefits & Uses [Internet]. WebMD. 2020 [cited 31 July 2020]. Available from: هنا
4- [Internet]. 2020 [cited 31 July 2020]. Available from: هنا
5- Kassi E, Papoutsi Z, Fokialakis N, Messari I, Mitakou S, Moutsatsou P. Greek Plant Extracts Exhibit Selective Estrogen Receptor Modulator (SERM)-like Properties. Journal of Agricultural and Food Chemistry. 2004;52(23):6956-6961.
6- Gupta. Chamomile: A herbal medicine of the past with a bright future (Review). Molecular Medicine Reports. 2010;3(6).
7- Gyllenhaal C, Merritt S, Peterson S, Block K, Gochenour T. Efficacy and safety of herbal stimulants and sedatives in sleep disorders. Sleep Medicine Reviews. 2000;4(3):229-251.
8- Glowania HJ, Raulin C, Swoboda M. Wirkung der Kamille in der Wundheilung--eine klinische Doppelblindstudie [Effect of chamomile on wound healing--a clinical double-blind study]. Z Hautkr. 1987;62(17):1262-1271.
9- Mozaffarian D. Dietary and Policy Priorities for Cardiovascular Disease, Diabetes, and Obesity. Circulation [Internet]. 2016 [cited 2 August 2020];133(2):187-225. Available from: هنا
10- Peterson J, Dwyer J, Jacques P, McCullough M. Associations between flavonoids and cardiovascular disease incidence or mortality in European and US populations. Nutrition Reviews. 2012;70(9):491-508.
11- Matić I, Juranić Z, Šavikin K, Zdunić G, Nađvinski N, Gođevac D. Chamomile and Marigold Tea: Chemical Characterization and Evaluation of Anticancer Activity. Phytotherapy Research [Internet]. 2012 [cited 5 August 2020];27(6):852-858. Available from: هنا
12- BIANCO M, LUQUEZ C, DEJONG L, FERNANDEZ R. Presence of Clostridium botulinum spores in Matricaria chamomilla (chamomile) and its relationship with infant botulism. International Journal of Food Microbiology [Internet]. 2008 [cited 5 August 2020];121(3):357-360. Available from: هنا
13- Miraj S, Alesaeidi S. A systematic review study of therapeutic effects of Matricaria recuitta chamomile (chamomile). Electronic physician [Internet]. 2016 [cited 5 August 2020];8(9):3024-3031. Available from: هنا
14- A Gohar A, A Zaki A. Assessment of some Herbal Drugs for Prophylaxis of Peptic Ulcer. Iranian Journal of Pharmaceutical Research [Internet]. 2014 [cited 5 August 2020];13(3):1081-1086. Available from: هنا