علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية شبه الفصامي (Schizoid personality disorder)
اضطراب الشخصية الفصامية هو اضطراب يتميز بنمط من اللامبالاة بالعلاقات الاجتماعية مع مجموعة محدودة من التعبيرات الانفعالية والتجارب العاطفية. ونادراً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون اضطراب الشخصية شبه الفصامية أنهم يعانون مشكلة ما، يظهر هذا الاضطراب في مرحلة البلوغ المبكر من خلال الانفصال الاجتماعي والعاطفي الذي يمنع الأشخاص من جعل علاقات وثيقة مع الآخرين. والأشخاص المصابون به قادرون على أداء وظائف الحياة اليومية، لكنهم لن يستطيعوا تطوير علاقات ذات مغزى مع الآخرين. هم عادةً وحيدون وقد يكونون عرضة لأحلام اليقظة المفرطة وقد يظهرون تعلقاً بالحيوانات. قد يكون أداؤهم جيداً في الوظائف الانفرادية التي قد يجدها الآخرون لا تحتمل. وهناك أدلة تشير إلى أن الاضطراب تشارك في الهيكلية الجينية الكامنة مع الفصام؛ إذ إن الانطواء الاجتماعي هو السمة المميزة للاضطرابين كليهما (2).
يظهر هذا الاضطراب في العديد من السياقات، ويستدل عليه بأربعة (أو أكثر) مما يأتي:
1. لا يرغبون أو لا يستمتعون في العلاقات الوثيقة، بما في ذلك كونهم فرداً من عائلة.
2. غالباً ما يختارون أنشطة فردية.
3. لديهم رغبةً قليلةً أو معدومةً في خوض تجارب جنسية مع شخص آخر.
4. يستمتعون بعدد قليل من الأنشطة إن وجدت.
5. يفتقرون إلى وجود أصدقاء مقربين أو مؤتمنين عدا أقاربهم من الدرجة الأولى.
6. يظهرون لامبالاة من أجل إطراء الآخرين أو انتقاداتهم.
7. يظهرون بروداً عاطفياً، أو انعزالاً، أو تسطحاً وجدانياً. (1)
الأسباب:
لا يعرف الباحثون حتى اليوم أسباب اضطراب الشخصية شبه الفصامية، ومع ذلك، هناك العديد من النظريات عن الأسباب المحتملة. ويتفق أغلب المختصين على الأنموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي؛ أي إن الأسباب ترجح إلى أن تكون بسبب عوامل بيولوجية وجينية، وعوامل نفسية (كشخصية الفرد وطبعه، وهي التي تبلورت من بيئته ومهارات التكييف التي تعلمها للتعامل مع الضغوط)، وعوامل اجتماعية (مثل كيفية تفاعل الشخص في نموه المبكر مع عائلته وأصدقائه والأطفال الآخرين).
هذا يعني أنه لا يوجد عامل واحد فقط يسبِّب هذا الاضطراب، لكن يعود السبب إلى الطبيعة المعقدة والمتشابكة المحتملة لجميع العوامل الثلاثة معاً والتي تعد مهمة. لذا إذا كان الشخص مصاباً باضطراب الشخصية شبه الفصامية فإن الأبحاث تشير إلى أن هناك احتمالاً أكبر في أن ينتقل هذا الاضطراب إلى أطفاله. (1) وهناك أيضاً خطر أكبر في الإصابة باضطراب الشخصية الفصامية عند أسر المصابين بالفصام وهذا يشير إلى قابلية وراثية لتطور هذا الاضطراب. (2)
العلاج:
إن العلاج النفسي الفردي في جميع اضطرابات الشخصية هو العلاج المقترح لهذا الاضطراب، ومع ذلك فإنه من غير المرجح أن يلتمس الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب العلاج إذا لم يكونوا يعانون ضغوطاً متزايدة في حياتهم.
ومن المحتمل أن يكون تطور العلاقة العلاجية عملية بطيئة وتدريجية، وقد لا تتطور أبداً إلى علاقة علاجية أنموذجية. ذلك لأن الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب غالباً ما يحافظون على مسافة اجتماعية مع الأشخاص في حياتهم حتى المقربين منهم.
وهكذا مع معظم اضطرابات الشخصية، فإن العلاقة العلاجية تكون أكثر فائدة إذا ما ركزت على أهداف العلاج البسيطة التي تهدف إلى تخفيف من المخاوف الملحة الحالية أو الضغوطات في حياة الفرد وقد تكون تمارين إعادة البناء المعرفي مناسبة لأنواع من الأفكار الواضحة وغير العقلانية التي تؤثر سلباً في حياة الفرد.
ومن الممكن اللجوء إلى العلاج الجماعي، على الرغم من أنه ليس خياراً جيداً للعلاج الأولي لأنه من المحتمل أن ينهي الشخص الذي يعاني هذا الاضطراب العلاجَ قبل الأوان لأنه لن يكون قادراً على تحمل آثار الوجود في مجموعة. ومع ذلك، إذا كان الشخص ينتقل من علاج فردي إلى علاج جماعي، فقد يكون لديه الحد الأدنى من المهارات والقدرات الاجتماعية لتحمل وجوده في المجموعة بأسلوب أفضل. الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب غالباً ما يكونون هادئين تماماً في المجموعة. هذا أمر متوقع ولا يجب دفع الشخص الذي يعاني اضطراب الشخصية الفُصامية إلى المشاركة كلياً في المجموعة حتى يكون مستعداً وبشروط خاصة به. ويجب على قادة المجموعة توخي الحذر للمساعدة على حماية الفرد من الانتقادات من أعضاء المجموعة الآخرين لعدم مشاركته. في النهاية، إذا كانت المجموعة قادرة على تحمل العضو الصامت، فقد يشارك الفرد تدريجياً أكثر وأكثر، على الرغم من أن هذه العملية ستكون بطيئةً جداً وتستمر على مدار شهور. (4)
اضطراب الشخصية شبه الفصامية واضطرابات مشابهة:
1- اضطراب الشخصية شبه الفصامية واضطراب الشخصية الفصامية النمط: الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية شبه الفصامية لا يكترثون لهذه الحالة أو يحاولون تحسين حياتهم، في حين أن الأشخاص الذي يعانون اضطراب الشخصية الفصامية النمط يشعرون بالضيق، بسبب شعورهم بالقلق الشديد والاكتئاب من الحفاظ على علاقاتهم الشخصية أو الاجتماعية. ولذلك فإن احتمالية التماسهم للعلاج أكبر. أما السلوك في اضطراب الشخصية الفصامية النمط فيبدو غريباً ويمكن تمييزهم بسهولة ضمن مجموعة من الناس نظراً إلى مظهرهم وطريقة تواصلهم مع الآخرين.
2- اضطراب الشخصية شبه الفصامية والفصام: لا يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية شبه الفصامية اضطرابات إدراكية أو معرفية مثل الهلاوس أو الهذاءات.
3- اضطراب الشخصية شبه الفصامية واضطراب الشخصية الاجتنابية: يريد الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاجتنابية أن يتفاعلوا مع الآخرين، ولكنهم يخافون من الرفض أو الإحراج. في حين لا يهتم الشخص المصاب باضطراب الشخصية شبه الفصامية بالتواصل الاجتماعي أبداً. (3)
المصادر:
2- Schizoid Personality Disorder | Psychology Today [Internet]. Psychology Today. 2020 [cited 22 July 2020]. Available from: هنا
3- What Is the Difference Between Schizoid and Schizotypal Personality Disorder? | Psychreg [Internet]. Psychreg. 2020 [cited 22 July 2020]. Available from: هنا
4- John M. Grohol P. Schizoid Personality Disorder Treatment [Internet]. Psych Central. 2020 [cited 22 July 2020]. Available from: هنا;