التغذية والمناعة; كيف يُضعف السكر مناعة جسمك؟

أصبحنا في هذا الوقت بأمسِّ الحاجة إلى دعم مناعتنا بالمغذيات التي تساعدها على مقاومة الأمراض الجديدة التي أصبحت تحيط بنا من كل جانب والتي قد لا يكون COVID-19 آخرها!

لكن تقوية الجهاز المناعي ليست عملية لحظية أو سريعة تحدث بمجرد تزويد الجسم بكمياتٍ إضافيةٍ من المغذيات، بل هي عمليةٌ تراكميةٌ طويلة الأمد، ولا سبيل إلى دعم صحة الجسم ومناعته إلا بالتغذية الصحيحة والمتوازنة. لكنَّ بعض السلوكيات الخاطئة يمكن أن تُضعِف هذه المناعة إن أفرطنا باتباعها، ومن أهم هذه السلوكيات الإفراط في استهلاك السكريات..

ومن المعروف أن الحميات السيئة التي تتصف بمحدودية مغذياتها تترافق عادةً بتأثيراتٍ سلبيةٍ في صحة الجهاز المناعي وأدائه لعمله، ويُلاحظ ذلك خصوصًا في الحميات الغربية التي تكون غنيةً بالسكريات المكررة واللحوم الحمراء وضئيلة المحتوى بالخضار والفواكه، وذلك بسبب تأثيراتها السلبية في الفلورا المعوية (النبت الطبيعي المعوي) مما يسبب التهاباتٍ مزمنة تكبح بدورها جهاز المناعة وتضعفه (1,2).

وعلى العكس، يساعد النظام الغذائي الغني بالألياف على تعزيز صحة الأمعاء ويحرر الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تبين أنها تحفز نشاط الخلايا المناعية (1).

كذلك يُحتمل أن تؤدي السكريات والمشروبات السكرية إلى كبح بعض خلايا الجهاز المناعي عدةَ ساعاتٍ على الأقل بعد تناولها، في حين تؤمِّن الخضار والفواكه فيتاميناتٍ وعناصرَ معدنية ضرورية لتعزيز المناعة مثل الفيتامين C والزنك والبيتا كاروتين وغيرها (3).

يُضاف إلى ذلك تأثير السكريات في زيادة الوزن والبدانة اللتان ترتبطان بضعف المناعة وزيادة احتمال الإصابة بالأمراض، وقد بيَّنت إحدى الدراسات أن الأشخاص البدينين كانوا أكثر عُرضةً للإصابة بالأنفلونزا بمقدار الضعفين على الرغم من حصولهم على اللقاح، وذلك مقارنةً بنظرائهم ذوي الأوزان الطبيعية (4,5)، لذا فإن ضبط المدخول اليومي من السكريات المضافة والمكررة يعد أمرًا ضروريًا لتجنب الالتهابات المزمنة وما يتبعها من عواقب مضرَّة بالصحة. ويجب أن يكون هذا المدخول أقل من 5% من السعرات الحرارية اليومية؛ أي قرابة 25 غرامًا (ملعقتي طعام) لشخصٍ يتناول حميةً تحوي 2000 سعرة حرارية (5).

أخيرًا، نذكِّر بأن الجهاز المناعي، كغيره من أجهزة الجسم، يُعزَّز تدريجيًّا وتراكميًّا عن طريق التغذية السليمة والمتوازنة وممارسة الرياضة المنتظمة، إضافة إلى دور الأمراض التي يصاب بها الجسم في اكتساب مناعة ضدها..

المصادر: