التغذية والمناعة؛ الكيرسيتين

أصبحنا في هذا الوقت بأمسِّ الحاجة إلى دعم مناعتنا بالمغذيات التي تساعدها على مقاومة الأمراض الجديدة المُحطيةِ بنا من كل جانب، وقد لا يكون داء (COVID-19) آخرها!

لكنَّ تقويةَ الجهاز المناعي ليست عملية لحظية تحدث بمجرد تزويد الجسم بكمياتٍ إضافيةٍ من المغذيات؛ بل هي عمليةٌ تراكميةٌ طويلة الأمد، ولا يمكن دعم صحة الجسم ومناعته إلا بالتغذية الصحيحة والمتوازنة، لذا سنتعرف إلى أهم المركبات التي تفيد في تعزيز المناعة، وأماكن وجودها وكيفية الحصول عليها بكمياتٍ مناسبة.

ينتمي الكيرسيتين Quercetin إلى مجموعة الفلافانول Flavanol؛ وهي واحدة من ستة صفوف للمركبات الفلافونويدية Flavonoid compounds. التي توجد بوفرة في الأغذية النباتية، ومن المعروف أن هذه المواد تؤدي دورًا مهمًا في النواحي الحيوية في الجسم؛ فهي تتمتع بخصائص مضادة للسرطان والالتهابات، وفعاليةٍ مضادة للفيروسات، فضلًا عن دورها في تقليل أكسدة الليبيدات وتجمع الصفيحات الدموية (1).

وقد بينت الدراسات أن الكيرسيتين يمتلك تأثيرًا منظمًا للاستجابة المناعية عن طريق التأثير في تفعيل الخلايا التغصنية Dendritic cells التي تؤدي دورًا مهمًا في استجابة الخلايا التائية للعوامل الممرضة، ومن ثم في إنتاج السايتوكينات المحرضة للالتهاب (2,3). كذلك بينت عدة دراسات امتلاك الكيرسيتين فعاليةً مضادةً للفيروسات نتيجة قدرته على تثبيط البوليميراز والبروتياز وغيرها من الأنزيمات المهمة لتضاعف الفيروسات وتأثيره بذلك في اصطناع عددٍ من البروتينات الضرورية (4-6).

أين يوجد الكيرسيتين؟

يوجد الكيرسيتين بأشكالٍ متعددةٍ، لكن أكثرها شيوعًا هو غليكوزيد الكيرسيتين Quercetin glycoside، ويُصادف بكثرة في التفاح، والتوت، وخضار العائلة الصليبية، والعنب، والبصل، والشاي، والبندورة، إضافةً إلى بعض أنواع المكسرات والعسل (1).

ونذكِّر بأن الجهاز المناعي -كغيره من أجهزة الجسم- يُعزَّز تدريجيًّا وتراكميًّا عن طريق التغذية السليمة والمتوازنة وممارسة الرياضة المنتظمة، إضافة إلى دور الأمراض التي يصاب بها الجسم في اكتساب مناعة ضدها، لذا نؤكد دائمًا على ضرورة التنويع في الغذاء وتناول قسطٍ كافٍ من الخضار والفواكه لضمان الحصول على مجموعةٍ واسعةٍ من المغذيات الصغرى الضرورية لصحة الجسم والمناعة.

المصادر: