الطب > معلومة سريعة
كيف أثرت جائحة (COVID-19) في الممارسة الجراحية؟
تحدَّت جائحة (COVID-19) البنية التحتية لنظم الرعاية الصحية. ولمواجهة هذا الوباء؛ أُدخلت تغييرات كبيرة على الممارسة الجراحية في جميع أنحاء العالم، وأُصدرت العديد من الإرشادات العامة لتحديد العمليات الجراحية الاختيارية التي يمكن تأجيلها والإجراءات العاجلة التي تحتاج إلى تدخل سريع (1).
وقُدمت الاقتراحات الآتية للعوامل التي يجب أخذها بعين النظر فيما يتعلق بتأجيل العمليات الجراحية:
تأثير تأخير الجراحة على النتائج الجراحية الأولية، وجدوى الإجراءات البديلة التي تحتاج إلى معدات أقل دون اللجوء إلى غرفة العمليات، ووجود أمراض مصاحبة لدى المريض و/أو زيادة خطر حدوث مضاعفات لديه في حال إجراء الجراحة، أو تهديد حياة المريض وخطر حدوث خلل وظيفي دائم للأعضاء إذا لم يُنفذ الإجراء الجراحي (2).
ومن المتوقع إلغاء أو تأجيل ما يقارب ثلاث أرباع العمليات الجراحية في خلال فترة الانتشار الكبير للمرض، وأغلبها من الحالات غير السرطانية، ولكن قد تؤثر أيضًا في قرابة ثلث العمليات السرطانية وربع جراحات التوليد (4)
وكما جاء في الورقة البحثية التي نشرها الدكتور السوري أمجد سلطاني التي جمعت نتائج 66 ورقة بحثية تتناول تأثير جائحة كورونا في جميع مجالات الجراحة، إذ ناقشت (covid-19) والعمليات الجراحية الاختيارية وحالات الطوارئ الجراحية، وإمكانية تأجيل جراحات الأورام الحميدة (المؤكدة بتقارير تشريح مرضي)، وناقشت أيضًا إمكانية تأجيل الجراحات الترميمية والتجميلية، وتعليق معظم عمليات جراحة العظام والمسالك البولية والعصبية ما لم تهدد الحياة (1).
إن الحاجة إلى هذا التأخير في العمليات غير الطارئة مهم لمنع نقل العدوى إلى موظفي الرعاية الصحية و غيرهم ممن يعملون في المشفى، وذلك لأن الإجراءات غير الطارئة تتطلب معدات حماية شخصية مثل الكمامات والقفازات التي تُعد قليلة في الوقت الحالي على الرغم من أن مقدمي الرعاية الصحية لمرضى (COVID-19) بأمسِّ الحاجة إليها، ومن الممكن أيضًا أن يكون لدى أحد مقدمي الرعاية الصحية أو المرضى حالة غير مشخصة من (COVID-19)، إضافة إلى الحاجة إلى كثير من العاملين في مجال الرعاية الصحية لرعاية المرضى المصابين بالفيروس، ولأن غرف العمليات تحتوي على أجهزة تنفس اصطناعي قد تكون ضرورية لدعم مرضى (COVID-19) بدلًا من استخدامها في الإجراءات الاختيارية (3).
ولكن لا ينبغي تأجيل الإجراءات الإسعافية الضرورية مثل حالات الانسداد المعدي المعوي، وكل ما يتعلق بجراحة الأوعية الدموية مثل أم الدم الأبهرية أو وضع القثطرة لدى مرضى الفشل الكلوي الحاد لإجراء غسيل الكلى الذي يجب أن يُجرى عاجلًا. (َ1)
أما فيما يتعلق بتأجيل جراحات الأورام الخبيثة، فيجب على الفريق الجراحي بأكمله مناقشة قرار التأخير، إذ إن توقيت جراحة السرطان هو أمر بالغ الأهمية للحد من تطور الورم، ولمنع أو تأخير النقائل، ولتحسين البقيا لدى المريض. (1).
وفي ختام الورقة البحثية، نجد أنها تناولت التأثير النفسي لـ (COVID-19) في الكادر الجراحي، إذ أثرت الجائحة في الصحة النفسية للطاقم الطبي ومثلت عبئًا نفسيًّا كبيرًا عليهم وعلى عائلاتهم أيضًا، لذلك فمن الضروري الانتباه إلى الصحة النفسية للأطباء، لأنها قد تؤثر سلبًا في قراراتهم الطبية الحرجة.
ويفرض إجراء الجراحة في أثناء هذه الفترة الحرجة من جائحة (COVID-19) كثيرًا من التحديات على الجراحين والممارسة الجراحية، إذ إن الجائحة أثرت تقريبًا في جميع جوانب الإجراءات الجراحية (1).
ولمتابعة المزيد عن هذا الموضوع، يمكنكم العودة إلى مقالنا الموجود على الرابط الآتي: هنا
المصادر:
2- Al-Jabir، A.، Kerwan، A.، Nicola، M.، Alsafi، Z.، Khan، M.، Sohrabi، C.، O'Neill، N.، Iosifidis، C.، Griffin، M.، Mathew، G. and Agha، R.، 2020. Impact of the Coronavirus (COVID-19) pandemic on surgical practice - Part 2 (surgical prioritisation). International Journal of Surgery، 79، pp.233-248. هنا
3- American College of Surgeons. 2020. COVID-19 And Surgical Procedures: A Guide For Patients. [online] Available at: هنا [Accessed 27 July 2020].
4- Nepogodiev D، Bhangu A. Elective surgery cancellations due to the COVID-19 pandemic: global predictive modelling to inform surgical recovery plans. British Journal of Surgery. 2020;. هنا