التغذية والمناعة؛ عندما تتحول المكملات الغذائية إلى مصدرٍ للخطورة!

أصبحنا في هذا الوقت بأمسِّ الحاجة إلى دعم مناعتنا بالمغذيات التي تساعدها على مقاومة الأمراض الجديدة المُحطيةِ بنا من كل جانب، وقد لا يكون داء (COVID-19) آخرها!

وعلى الرغم من أن تقويةَ الجهاز المناعي ليست عملية لحظية تحدث بمجرد تزويد الجسم بكمياتٍ إضافيةٍ من المغذيات، لكننا أصبحنا نرى حالات استهلاكٍ جائر للمكملات الغذائية المباعة في الصيدليات، فهل يمكن أن تسبب لنا تلك المكملات ضررًا غير متوقع؟؟

على عكس التوقعات، يمكن أن يكون استهلاك كميات مفرطة من الفيتامينات والمعادن مؤذيًا لنا، وخصوصًا في ظل ما نشهده من عدم الاهتمام بموضوع الجرعات المناسبة، والمدخولِ اليومي من تلك العناصر التي نحصل عليها مع الغذاء الذي نتناوله يوميًا، وتجاهلِ بعض العلامات التي تدل على وجود خطأ ماَ! (1) ونتعرف اليوم إلى أهم التأثيرات التي يمكن أن تصيبنا في حال الإفراط بتناول بعض المكملات واستهلاكها على نحو خاطئ.

• يسبب الكثير من الفيتامين C أو الزنك أعراضًا هضميةً مثل الغثيان والإسهال والتشنجات المعدية (1,2).
• يسبب الإكثار من الزنك كبح الجهاز المناعي واضطرابًا في امتصاص النحاس (2).
• يسبب الكثير من السيلينيوم خسارة الشعر، واضطرابات الجهاز الهضمي، والتعب، وتلف الأعصاب (1,2).
• تجاوز الحدود المناسبة من حمض الفوليك قد يصعب من الكشف عن إشارات عوز الفيتامين B12، الذي يسبب بدوره ضرر الأعصاب إن تُرك دون علاج (1).
• تسبب كميات الفيتامين A الفائضة سميةً كبدية، وتغيراتٍ في البصر والشعر والجلد (2).
• تسبب الكميات الفائضة من الفيتامين D تكلس النسج الرخوة في الجسم (2).
• يسبب الإكثار من مكملات الحديد عدة أعراضٍ مثل الإمساك والغثيان والتقيؤ (2).

ويُذكر أن هذه التأثيرات تُلاحظ عند استهلاك المكملات الغذائية بكمياتٍ كبيرة، ولا تحدث عند الحصول على تلك العناصر عن طريق استهلاك الأطعمة كجزء من حمية متوازنة وصحية، بل على العكس، فإن تناول الأطعمة الطبيعية يساعد أيضًا على تزويد الجسم بالمركبات الحيوية الفعالة Bioactive compounds التي تعمل مع الفيتامين والمعادن بطريقة تآزرية تعزز الصحة العامة وتقوي الجسم على المدى الطويل (3).

أخيرًا، نذكِّر بأن الجهاز المناعي -كغيره من أجهزة الجسم- يُعزَّز تدريجيًّا وتراكميًّا عن طريق التغذية السليمة والمتوازنة وممارسة الرياضة المنتظمة، إضافة إلى دور الأمراض التي يصاب بها الجسم في اكتساب مناعة ضدها، والمكملات الغذائية ليست حلًّا سحريًّا، ولا يمكن أن تحلَّ محل النظام الغذائي الصحي بل قد تؤدي إلى تجاوز المدخول اليومي الموصى به من عنصرٍ ما بكل سهولة، وهو أمرٌ قد يعود علينا بالضرر أكثر من النفع!

المصادر: