مأساة الانتحار

يودي الانتحار بحياة كثير من الأرواح، فهو ردُّ فعلٍ على مواقف الحياة المُجهدة، وانطلاقًا من كونه حدثًا مأساويًّا يقع على عاتقنا منعُ انتشاره (2). 

 ويندرج تحت نوعين من الأفكار (1):

⁦أفكار كامنة: عندما تتمنى الموت، لكنك تفتقد التخطيط للانتحار.

⁦أفكار نشطة: لا تشمل التفكير بالانتحار فحسب، بل تتضمن النية والتخطيط لكيفية تنفيذ ذلك.

فحتى الدول المتطورة التي يعيش شعبها رفاهيةً تحلم بها بقية الشعوب لم تسلم من حالات الانتحار الآخذة بالازدياد؛ إذ يعدُّ الانتحار السببَ الرئيس العاشر للوفاة في الولايات المتحدة، والسبب الرئيس الثاني للوفاة من فئة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 34 عامًا.

 من أعراض التفكير بالانتحار:

يمكن تسميتها "العلامات التحذيرية للشخص الذي يفكر بالانتحار" (سواء كنت أنت أم أحد المقربين إليك)، وتتضمن (1,2,3,5):

1. الانعزالَ عن الأحباء والمقربين.

2. الشعور باليأس.

3. الحديث عن الموت أو الانتحار.

4. التخلي عن الممتلكات.

5. زيادة تقلبات المزاج (الغضب على نحو رئيس).

6. الميل للمخاطرة،؛ كتعاطي المخدرات أو ممارسة الجنس دون وقاية.

7. امتلاك الوسائل لقتل نفسك، كالأدوية أو المخدرات أو السلاح الناري.

8. محاولة إظهار الوداع لمن حولك من خلال تصرفاتك.

9. القلق الشديد.

_وإذا اعترف شخص مقرب إليك بأنه يفكر في الانتحار، فتأكد من سلامته، وكن موجودًا من أجله عندما يحتاجك.

 ما الأسباب الكامنة خلف التفكير الانتحاري؟

تبدأ الأفكار الانتحارية غالبًا عند الشعور باليأس وفقدان الغاية من الحياة، وينتج ذلك عن مشكلات كثيرة نذكر منها (1,2,3,4):

1_ المشكلات العاطفية، أو تعاطي المخدرات، أو الوقوع في ضائقة مادية، أو المشكلات الصحية الجسدية كالإصابة بمرض خطير.

⁦2_ الأسرة: يرتبط الانتحار وراثيًّا بتاريخ الأسرة من حالات الانتحار وتبني التفكير الانتحاري.

3_ الاضطرابات النفسية: يسرد الدليل التشخيصي والإحصائي (Diagnostic and Statistical  Manual of Mental Disorders - DSM) عديدًا من الحالات النفسية التي قد تؤدي إلى السلوك الانتحاري (3):

1. اضطراب التكيف: استجابة نفسية للضغوط التي قد تؤدي إلى أعراض سلوكية أو عاطفية كبيرة.
2. القهم العصبي: اضطراب في الأكل يتميز بعدم القدرة على الحفاظ على وزن صحي للجسم والخوف الشديد من اكتساب الوزن.
3. اضطراب ثنائي القطب: حالة مزاجية تحددها نوبة أو أكثر من مستويات الطاقة المرتفعة على نحو غير طبيعي، وقد تترافق مع نوبة اكتئاب واحدة أو أكثر.
4. اضطراب تشوه الجسم: حالة نفسية تتسم بالقلق المفرط بسبب خلل واضح في السمات الجسدية.
5. اضطراب الشخصية الحدية: حالة شخصية تتميز باضطراب طويل الأمد في وظيفة الشخصية.
6. اضطراب الهوية الانفصالية: حالة نفسية تضم فيها شخصيات مختلفة.
7. اضطراب الهُوية الجنسية: الاضطراب العقلي الذي يحدث عندما لا تتوافق الهوية الجنسية للمرء مع الجنس المحدد عند الولادة.
8. اضطراب اكتئابي كبير: حالة تتميز بمزاج منخفض حاد يترافق مع تدني احترام الذات والعزلة الاجتماعية.
9. الذعر: شكل من أشكال القلق يتميز بنوبات هلع شديدة ومتكررة.
10. اضطراب ما بعد الصدمة: حالة قد تتطور بعد التعرض لحادث يؤدي إلى صدمة نفسية.
11. الفصام: حالة نفسية خطيرة تتميز بانفصال عمليات التفكير عن الواقع والحد من الاستجابة العاطفية.
12. الرهاب الاجتماعي: شكل من أشكال القلق تتسبب فيه المواقف الاجتماعية فيعاني الفرد خوفًا وضيقًا كبيرين، فيؤدي إلى ضعف القدرة على العمل.

كيف تميز الشخص الانتحاري؟

إضافةً إلى الأعراض السابقة، يُشخص التفكير الانتحاري من خلال الإجابة على استبيانٍ يتضمن الأسئلة الآتية (1):

•  هل لديك تاريخ من الاكتئاب أو المرض العقلي؟
•  منذ متى تراودك أفكار عن الانتحار؟
•  هل أنشأت خطة انتحار؟
•  هل تتناول أي دواء؟ وإن كان الأمر كذلك فما نوعه؟
•  كم مرة تستخدم الكحول أو المخدرات؟

 ما السبيل لعلاج التفكير والسلوك الانتحاري؟

يشمل التعافي من التفكير بالانتحار عدة طرائقَ أساسية، نذكر منها:

العلاج النفسي:

يعد العلاج النفسي اليأس هو العامل الأقوى المسبب للتفكير بالانتحار؛ لذلك يهدف هذا العلاج بشكل أساسي إلى استعادة الأمل، وقد يتطلب الأمر مستوى عالٍ من الرعاية إذا كان الفرد معرضًا لخطر الانتحار، فيخضع إلى علاج مكثف في المشفى أو خارجها (3)، كما اُعتمدتْ عدة أساليب للعلاج النفسي للأشخاص الذين حاولوا الانتحار (5).

• العلاج السلوكي المعرفي ( Cognitive Behavioral Therapy - CBT): يساعد في تعلم طرائق جديدة للتعامل مع التجارب المجهدة عن طريق التدريب على تغيير أنماط التفكير والنظر في الحلول البديلة.
• العلاج السلوكي الجدلي ( Dialectical Behavior Therapy - DBT): يساعد في التخفيف من السلوك الانتحاري عند المراهقين كما يقلل من معدل الانتحار عند البالغين الذين يعانون اضطراب الشخصية الحدية. هنا

تُوصف الأدوية لأي خلل نفسي قد يتسبب بالتفكير الانتحاري، ويشمل ذلك مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للذهان والأدوية المضادة للقلق (1)، ويجب إبقاء الطبيب على علم بجميع المستجدات فيما يخص الجرعات والآثار الجانبية (5).

كيف تساعد نفسك أو تساعد صديقًا يعاني التفكير الانتحاري؟

إليك بعضَ الطرائق للمساعدة في التخفيف من الأفكار الانتحارية وتأمين المساعدة التي تحتاجها أنت أو بعضَ أصدقائك (1):

1.  تحديد الأسباب: ابحث عن المحفزات التي تؤدي إلى مشاعر، اليأس وحاول التحدث إلى شخصٍ مقربٍ إليك عما يحدث معك.
2.  حاول ضبط الانفعالات: تعلم المرونة وكيفية التعامل مع ضغوط الحياة في أثناء العلاج، فحتى مجرد السماح لنفسك بقيلولة عندما تشعر بمزاج سيئ قد يؤدي دورًا في التخفيف من حدة الأفكار الانتحارية.
3.  اعتنِ بنفسك: إضافة إلى تناول وجبات صحية منتظمة، حاول الحصول على الراحة والاسترخاء مما يساعد جسمَك على التعافي، وتُعدُّ الرياضة عاملًا مهمًّا من أجل تخفيف التوتر وتحسين صحتك العاطفية.
4.  أحط نفسك بالدعم: خصص وقتًا للتواصل مع أشخاص لهم تأثيرات إيجابية على حياتك، وأولئك الذين يشعرونك بالرضا عن نفسك.

 ما معنى العدوى بالانتحار (4)؟ 

هي الزيادة في عدد محاولات وحالات الانتحار بعد انتشار الخبر عبر وسائل الإعلام، وقد أُثبت أنّ انتحار أحد المشاهير البارزين قد يرتبط بارتفاع حالات الانتحار، فتحدث هذه الظاهرة بسبب الميل للتعلم من الشخصيات المهمة والمؤثرة إضافة إلى أن فكرة الانتحار تصبح أكثر نضجًا في ذهن المرء.

المصادر: