القلب؛ الضحية الأولى لفرط نشاط الدرق

تُفرز الغدة الدرقية هرمونات تتحكم بكامل الجسم بما في ذلك القلب (1). 

يُعرّف فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) أنه زيادة إنتاج الهرمونات الدرقية، الّتي تؤدي إلى زيادة الاستقلاب في الجسم وفقدان الوزن وتسرّع في النبض وعدم انتظامه (2).

وتعدُّ المضاعفات القلبية في سياق فرط نشاط الغدة الدرقية مهمة، وعادةً ما تُشكل الشكايات الرئيسة التي تدفع المرضى إلى مراجعة المشفى، وترجع أهميتها إلى تواترها العالي بين الأعراض السّريرية وارتباطها بزيادة معدل المراضة والوفيات، وتُسبب زيادة الحمل القبلي وانخفاض المقاومة الوعائية الجهازية ممّا يؤدي إلى زيادة النتاج القلبي إلى جانب عدم انتظام النبض القلبي (3).

تظهر أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية على شكل قلق، وتهيج، وخفقان في القلب، ورعاش، وتعرّق، وزيادة الحساسية للحرارة، إضافة إلى تغيّرات في الدورة الشهرية، وصعوبات في النوم (2)، ولكن المشكلات القلبية تعدّ الأهم؛ إذ إنها تزيد من أعداد الوفيات (3)، ومن أهم هذه المشكلات الرجفان الأذيني الذي يزيد خطورة حدوث السكتات القلبية (2) وهو يحدث لدى ما يقدر بـ 10-25% من مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية، ويعاني المرضى المصابون بـ (Graves’ disease) مضاعفات مناعية ذاتية مثل إصابة الصمامات، واعتلال عضلة القلب، وارتفاع الضغط الشرياني الرئوي (3).

إضافة إلى أنه يُسبب فرط نشاط الدرق ما يُسمى بتسرّع القلب الجيبي (sinus tachycardia)؛ إذ يصبح معدل ضربات القلب غير طبيعي ويتجاوز الـ 100 ضربة في الدقيقة (4).

يُعدّ علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أمراً مهماً لمنع حدوث عدم انتظام النبض القلبي، وكذلك من المهم علاج الحالات تحت السّريرية خاصّة لدى المرضى المعرضين لخطورة عالية، ومن جهة أخرى يجب الوقاية من حدوث قصور الغدة الدرقية علاجي المنشأ في أثناء المعالجة (3) الذي قد يؤدي إلى قصور في وظيفة القلب (1).

في الختام، وكما ذُكر سابقاً فإنّ أثر الهرمونات الدرقية مهم على القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فإنه من الضروريّ دراسة حالة الغدة بعناية، وتقييم حالة المريض، وعوامل الخطورة المرافقة، وسبب فرط النشاط للوصول إلى النتائج الأمثل في العلاج.

المصادر: