علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
اللعب بالرمال علاج نفسي جديد!
(العلاج بالرمال - Sandtray Therapy أو Sandplay Therapy):
هو تدخلٌ علاجيٌّ غير لفظيٍّ يستخدم صندوقاً من الرمال وبعض الألعاب الصغيرة، وفي حالاتٍ أخرى يوجد بعضاً من الماء أيضاً، وذلك بهدف إنشاء عوالم مصغرةٍ تعكس أفكار الشخص الداخلية وصراعاته ومخاوفه. يُستخدم العلاج بالرمل غالباً لدى الأشخاص الذين مروا بأحداثٍ صادمةٍ (مثل سوء المعاملة أو حادثٍ مؤلم)، وعلى الرغم من كونه أكثر استخدماً لدى الأطفال، فإنه يمكن تطبيق العلاج بالرمل لدى البالغين والمراهقين (1,2).
يُمارس هذا النوع من العلاج إمّا جنباً إلى جنبٍ مع العلاج بالكلام أو يكتفي المُعالج بالمراقبة، ونادراً ما يُقاطع المريض وتكون المناقشة بعد الجلسة. وفي الحالتين يعتمد على صندوق الرمال والألعاب الصغيرة بوصفها وسيلة تواصلٍ أساسية (1,2) .
ويُعدُّ العلاج بالرمل الاسم الشائع لهذا النوع من العلاج، إلا أنه يندرج تحت نوعين مختلفين من العلاج، يشتركان باستعمال الرمل وأدوات اللعب كونهم وسيلة اتصالٍ أساسيةٍ بين المريض والمعالج، ويُلخص الجدول الآتي بعض أوجه الاختلاف الرئيسية (3):
Sandtray Therapy |
Sandplay Therapy |
|
فكرة العلاج | متأثرةٌ بعدة نظريات مختلفة. | علم النفس اليونغي والفلسفة الشرقية (2)
(Jungian psychology هنا) نسبةً إلى "Carl Jung" |
كيفية العلاج | يرتكز العلاج على ما يعيشه المريض في تلك اللحظة، ويُشارك المعالج بنشاطٍ في جعل العملية أكثر سلاسة، مما يزيد من وعي المريض وإدراكه لما يفعله.
وهذا يتطلب انفتاحاً منه كي يبوح بمشاعره وأفكاره الدفينة، وبمعنىً آخر يتطلب علاقةً قويةً بين المريض والمعالج. |
يستهدف اللاوعي؛ من خلال تأمين مساحةٍ آمنةٍ وحرةٍ للمريض في أثناء الجلسة، فلا يقاطع المعالج المريض بأيِّ شكل من الأشكال حتى نهاية الجلسة، وتُحليل التصرفات. |
التواصل اللفظي |
يُعدُّ التواصل اللفظي جانباً أساسياً في أثناء العلاج. |
المناقشة والتواصل بعد الجلسة |
ما الأساس الذي يرتكز عليه العلاج بالرمل؟
يُعدُّ العلاج بالرمل مزيجاً علاجياً من اللعب والفن، إذ يُقدم المعالج للعميل صينية أو صندوقاً مملوءاً بالرمال إضافةً إلى مجموعةٍ متنوعةٍ من الألعاب المصغرة لإنشاء عالم اللعب، من ثمَّ يختار العملاء الألعاب التي يجب دمجها وترتيبها بأي طريقةٍ يريدونها، وبعد ذلك يبحث المعالج عن الدلائل التي تشير إلى انعدام الأمن أو السلوك العدواني وكذلك المرونة والتعبير العاطفي الإيجابي (1) .
يعتمد الأطباء الذين يستخدمون هذه التقنية على المرضى لإيجاد حلولٍ لمشكلاتهم بأنفسهم، فمن خلال التعبير الإبداعي يمكن للشخص أن يُظهر في الرمال الأشياء التي لا يستطيع التعبير عنها أو مناقشتها في العلاج التقليدي، أي يَسمح العلاج بالرمل للشخص بالعثور على الإجابات الموجودة بالفعل بداخله (3)، كذلك فقد أظهرت الأبحاث أن العلاج بالرمل يقلل من أعراض العديد من مشكلات الصحة العقلية ويزيد من المرونة، إذ يُحرر المرضى من المشاعر السلبية الدفينة في أثناء العلاج وذلك بسبب إمكانية التعبير عن أفكارهم الداخلية والشعور بالقبول من المُعالج (1).
ما الذي تخبرنا به الأبحاث؟
تُظهر الدراسات أنَّ العلاج بالرمل يُعدُّ فعالاً لمجموعةٍ متنوعةٍ من المشكلات النفسية، كذلك يمكن استخدامه على نطاقٍ واسعٍ. وعلى سبيل المثال نستعرض الدراسات الآتية (1):
- أظهرت دراسةٌ أُجريت على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الأربع والخمس سنواتٍ والذين يعانون مشكلاتٍ سلوكيةٍ، أن هؤلاء الأطفال أبدوا سلوكاً أقلَّ عدوانيةً بعد تلقي ثلاثين دقيقةً من اللعب الجماعي، وقد شاركوا في العلاج مرتين في الأسبوع مدة ستة عشر جلسة.
- جمعت دراسةٌ شملت أطفالاً مصابين بمتلازمة أسبرغر (Asperger syndrome) بأنَّ العلاج بالرمل ساعدهم على تطوير صحتهم النفسية ومهارات التواصل.
من هي أكثر الفئات التي تخضع لهذا النوع من العلاج؟
- الأطفال على نحوٍ رئيسي، وخصوصاً أن الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاعره الداخلية بالكلام، إذ تُعد فعالةً للوصول إلى التجارب المؤلمة للطفل.
- البالغون الذين قد تعرضوا لأي نوعٍ من الصدمات النفسية الشديدة أو الذين يجدون صعوبةً في التعبير عن أنفسهم جيداً (2,3).
هل يستطيع جميع المعالجين النفسيين تنفيذ العلاج بالرمل؟
لا توجد شهادة مطلوبة لممارسة هذا العلاج في الولايات المتحدة (2)، غير أنه يمكن للمعالج الحصول على نوعين من الشهادات التخصصية (3):
- للتخصص في (Sandplay Therapy):
يتطلب ذلك شهادةً من الجمعية الدولية للعلاج بالرمال (International Society for Sandplay Therapy - ISST) إذ يمكن لأختصاصي الصحة العقلية الإعلان قانونياً بوصفه متخصصاً في العلاج بالرمال بعد خضوعه لـمئةٍ وعشرين ساعةً من التدريب.
- للتخصص في (Sandtray Therapy):
يتطلب ذلك شهادةً من الجمعية الدولية للعلاج بالرمال (International Association for Sandtray Therapy - IAST).
ومن الطبيعي وجود بعض المعوقات لهذا العلاج نذكر منها (3):
1- قد يُنظر إلى هذه التقنية على أنها تستغرق وقتًا طويلاً، أو مربكة، أو مُحبطة.
2- تعتمد كثيراً على الخبرة السريرية للمعالج.
3- قد يقاوم البالغون هذا النهج العلاجي بصرياً لاعتقادهم بأنهم يفتقرون إلى الإبداع أو المهارات الفنية الكافية ليكون العلاج فعالاً.
4- قد يكون تفسير الرموز أو الأشكال أو المشاهد الكاملة من قبل المعالج أو المريض غامضاً.
المصادر: