علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية الفُصامية _ Schizotypal Personality Disorder
يتميز اضطراب الشخصية الفُصامية بوجود صعوبة كبيرة لدى الأشخاص في إقامة علاقات وثيقة مع الآخرين والحفاظ عليها. وقد يشعون بعدم ارتياح شديد تجاه هذه العلاقات, وبالتالي تضعف قدرتهم على التعامل معها. وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب تشوهات معرفية أو إدراكية إضافة إلى غرابة في سلوكهم الاعتيادي.(3)
الأعراض:
يتضمن اضطراب الشخصية الفُصامية عادةً خمسة أو أكثر من العلامات والأعراض الآتية:
- الوحدة وقلة الأصدقاء المقربين خارج نطاق العائلة المباشرة.
- تبلد المشاعر أو محدوديتها أو استجابات عاطفية غير مناسبة.
- القلق الاجتماعي المستمر والمفرط.
- التفسير غير الصحيح للأحداث، مثل الشعور بأن شيئًا غير ضار أو غير مؤذٍ فعلياً له معنى شخصي مباشر.
- أفكار أو سلوكيات غريبة أو شاذة أو غير عادية.
- أفكار ارتيابية وشكوك مستمر حول ولاء الآخرين.
- الإيمان بالقوى الخاصة مثل التخاطر العقلي أو الخرافات.
- تصورات غير عادية، مثل الشعور بوجود شخص غائب أو وجود أوهام.
- ارتداء الملابس بطرق غريبة، مثل الظهور بهيئة شعثاء أو ارتداء ملابس غير متطابقة بأسلوب غريب.
- أسلوب غريب في الكلام، مثل أنماط الكلام الغامضة أو غير العادية، أو يسهب بأسلوب غريب في أثناء المحادثات. (2)
ونظرًا لأن اضطرابات الشخصية تصف أنماطًا طويلة الأمد ثابتة للسلوك ، فغالبًا ما يكون تشخيصها في مرحلة البلوغ ومن غير المألوف أن يكون التشخيص في مرحلة الطفولة أو المراهقة, لأن الأطفال أو المراهقين ينمون وينضجون بحال مستمر وتتغير شخصياتهم ومع ذلك, إذا تم تشخيصهم فيجب أن تكون السمات المميزة للاضطراب موجودة مدة عام واحد على الأقل.
ومثل معظم اضطرابات الشخصية, عادة ما تنخفض شدة اضطراب الشخصية الفُصامية مع التقدم في العمر, حيث يعاني العديد من الأشخاص بعدد قليل أعراضاً أكثر تطرفاً في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر. ويظهر اضطراب الشخصية الفُصامية بقرابة 3.9 % من عامة السكان وفقًا لأبحاث NESARC).3 )
الأسباب:
قد تلعب الجينات دورًا في اضطراب الشخصية الفُصامية. فهو أكثر شيوعًا بين أقارب المصابين بالفصام. و من المحتمل أن يكون لمزاج الأشخاص وردود أفعالهم تجاه أحداث الحياة والعلاقات واستراتيجيات التأقلم علاقة بكيفية تطور شخصيتهم خلال الطفولة والمراهقة. (1)
العلاج:
1. العلاج النفسي
و هو العلاج الأكثر شيوعًا ولكن أعراض اضطراب الشخصية الفُصامية قد تصعب بدء العلاقة مع المعالج, لكن بمرور الوقت, يمكن العمل مع الطبيب لتحديد أهداف مشتركة والعمل على تحقيقها.
الهدف من العلاج هو مساعدة الأشخاص على تغيير أنماط علاقتهم وتوقعاتهم وعادات التفكير والسلوك. و غالبًا ما يتعلم الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب أن يدركوا متى يساهمون بتحريف الواقع.
قد يشمل العلاج النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT), والذي يوضح للأشخاص كيف يمكن يمكن أن يرى الآخرون سلوكهم ويساعدهم على التخفيف من درجة القلق وتحسين مهاراتهم الاجتماعية.
- العلاج الداعم (Supportive therapy) والذي يركز على كيفية التعامل مع المشاعر أو الأفكار السلبية, وكيفية الوثوق بالناس, وكيفية بناء العلاقات.
- العلاج التعبيري الداعم (Supportive-expressive therapy) والذي يساعد على التخلص من التحيزات السلبية حول العلاقات. وأن يصبح الأشخاص أكثر انفتاحًا حول أفكارهم و مشاعرهم ومخاوفهم.
- العلاج الأسري (Family therapy) الذي يعمل بأسلوب أفضل عندما يكون أفراد الأسرة مشاركين وداعمين.
2. العلاج الدوائي
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفُصامية والذين يعانون أيضًا اضطرابًا آخر, مثل القلق أو الاكتئاب, قد يتناولون الأدوية لكنها ليست العلاج الرئيسي لاضطرابات الشخصية عادة. (1)
اضطراب الشخصية الفُصامية والفصام:
يمكن بسهولة الخلط بين اضطراب الشخصية الفُصامية وبين الفصام, فالفصام هو مرض عقلي حاد يفقد فيه الأشخاص الاتصال بالواقع (الذهان). بينما قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفُصامية نوبات ذهانية قصيرة يصاحبها أوهام أو هلوسة, ولكن هذه النوبات ليست متكررة أو شديدة ولا تستمر لفترة مثل مرض الفصام.
الفرق الآخر المميز هو أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفُصامية عادة ما يكونون على دراية بالفرق بين أفكارهم المشوهة والواقع, ولكن المصابين بالفُصام عمومًا لا يمكن فصلهم عن أوهامهم.
وعلى الرغم من الاختلافات, فيمكن للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفُصامية الاستفادة من علاجات مشابهة لتلك المستخدمة مع مرضى الفُصام. وأحيانًا ما يُعد اضطراب الشخصية الفُصامية في طيف مع الفُصام ولكن يُنظَر إليه على أنه أقلّ شدة.(2)
المصادر:
2. Schizotypal personality disorder - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2020 [cited 25 August 2020]. Available from: هنا
3. John M. Grohol P. Schizotypal Personality Disorder [Internet]. Psych Central. 2020 [cited 25 August 2020]. Available from: هنا