الموسيقا > موسيقا
الإيقاعات الشرقية
يعرف الإيقاع في الموسيقى والغناء بأنه ذلك التركيب الزمني المخصوص الذي يتكون من عدد من النقرات، منها القوي ومنها الضعيف، أو عدد من الحركات أو الأصوات، ويعاد مرات عديدة ليبعث في الإنسان وحتى الحيوان انسجاماً مع ذلك الإيقاع (1).
أول من تناول موضوع الإيقاع بالبحث من العلماء العرب هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقد ضبط موازين الشعر العربي، مما دلّ على مدى معرفته بالإيقاع وتطبيقه على الشعر العربي أو على الموسيقا والغناء بطريقة تجعله يتربع على عرش هذا الفن. فقد أقر الخليل الوحدة الزمانية بالحرف وتبعه في ذلك إسحق يعقوب الكندي ولاحقًا أتى أبو نصر الفارابي بعد ذلك بما يناهز القرن (1).
مركّبات الإيقاع:
يتركب الإيقاع من مركبات أساسية هي الأزمنة (الضروب) القوية والأزمنة الضعيفة والسكتات (2) (1).
1- الأزمنة القوية: هي إحدى مركبات الإيقاع الأساسية التي تحدد الإيقاع من جهة القوة. والقوة هنا في الإيقاع تعني النبر القوي. حالياً تُستخدم الكلمات الدالة على هذه المهمة مثل (دُم) وهو الصوت الغليظ الذي تصدره آلة الإيقاع.
تختلف طرائق تأديته على الآلة الإيقاعية باختلاف نوع هذه الآلة، مثلا يكون بضرب الكف بقوة وسط الجلد في آلة الرحماني، أو إذا كانت الآلة الإيقاعية تتطلب استخدام العصا مثل الطبل فيُراعي العازف التفريق بين أنواع النقرات بواسطة قوة الضرب على الجلد أو كتم الرقمة بعد الطرق أو من خلال ميل العصا عند الطرق.
2- الأزمنة الضعيفة: تُعد المُركبة الأساسية الأخرى لتكوين الإيقاع، وفي الغالب لا يمكننا إصدار إيقاع كامل من دونها، ويمثل لها حاليا في الوصف العلمي والعملي بالكلمة (تَك).
وطرائق تأديتها تختلف أيضاً باختلاف الآلة، مثلا يُضرب على حرف السماع أو الطار، وعلى الرحماني يضرب على الحرف أو بالأصابع على الجلد.
بواسطة هاتين المركبتين يمكننا تركيب أي إيقاع. فمثلاً الإيقاع الثنائي يمكن وصفه من خلال هاتين المركّبتين: دُم تَك دُم تَك. وإذا كان الإيقاع ثلاثياً فيمكن وصفه هكذا: دُم تَك تَك (1).
3- السكتات: يُعبّر عنها بكلمة (أس)
مثل كل الإيقاعات في الموسيقا، تصنف الإيقاعات الشرقية إلى إيقاعات بسيطة (2/4، 4/4، 2/8، 4/8)، وإيقاعات مركبة (5/4، 9/8) (2).
أشهر الإيقاعات العربية المستخدمة (2):
1- شفتتللي (سنباطي):
2- فالس:
3- سماعي طائر:
4- لف (ملفوف):
5- أيوب:
6- سماعي ثقيل:
7- دويك:
8- وحدة كبير:
في الرابط التالي نجد مقطع فيديو يعرض بعض الإيقاعات التي تحدثنا عنها، إضافة لمجموعة أخرى من الإيقاعات العربية المتداولة:هنا
من أهم الآلات المستخدمة في الإيقاعات الشرقية:
1- الدف (الرق): آلة إيقاعية قديمة جداً، يمكن أن يتغير تصميمها تبعاً للاستعمال المطلوب، وهو على نحو عام عبارة عن إطار من الخشب أو المعدن مستدير يُشد عليه غطاء من الجلد، فيه عدة فتحات يثبت فيها عشرة أزواج من الصنوج النحاسية الصغيرة المتحركة، ويُمسَك باليد اليسرى ويُنقَر عليه باليد اليمنى. عند النقر وسط الدف نقرة تامة ينتج صوت دُم أو تَك، أما الصوت الخفيف فينتج من النقر على طرف الدف فقط صوت تَك (1) (3).
- الطبل: آلة إيقاعية لها أشكال عديدة ومتنوعة وعموماً يتكون الطبل من الجسم الذي يكون على شكل إسطواني عادة ومن سطح أو سطحين من الجلد المشدود على طرفي الجسم يُطرَق عليهما لإنتاج الصوت. للطبل أهمية كبرى في موسيقا الهيكل؛ إذ كان يدعى "الطبل الكبير المقدس" وكذلك في الموسيقا المدنية والعسكرية على السواء(1).
- الدربكة أو الطبلة: إحدى أشهر الآلات الإيقاعية المنتشرة في البلدان العربية وتركيا، يصنع جسم الآلة الكأسي الشكل من الخزف أو الخشب ويشد على الطرف العريض منها سطح جلدي أو بلاستيكي. يمسك العازف الدربكة تحت ذراعه وينقر على سطحها بكلتا يديه ويُنقَر على وسط السطح أو على طرفه لإنتاج الصوتين المختلفين المستخدمين في الإيقاع ( دُم - تَك)(1,3).
من أهم المدارس الإيقاعية العربية:
1- المدرسة المصرية ومن أشهر روادها: سعيد الارتيست، وخميس حنكش، ورضا حنكش، وأحمد بدير، ومحمد العربي، وهشام العربي، وستار السعدي، ومحمد عفيفي.
2- المدرسة الخليجية ومن أشهر روادها: عابدين الراجحي، وعبيد راشد، ووجدي العجماني (1).
المصادر: