«التعميم المتسرع - Hasty Generalization»

لأن الحوار أصبح النهج المُتَّبَع في عالمٍ أساسه التواصل وغايته الإقناع؛ تصبح الحجة وسيلتَه، ولكن يقع كثيرٌ من المحاورين في مغالطاتٍ منطقيةٍ في أثناء تقديمهم الحجج إما جهلًا وإما عمدًا بهدف تضليل المتلقّي وخداعه بصحة الحجة الخاطئة. نقدم لكم سلسلة المغالطات المنطقية.

«التعميم المتسرع - Hasty Generalization» هي مغالطةٌ تقوم على التسرع في الحكم والتوصل إلى نتيجةٍ تكون مُعمَّمةً في الغالب دون الأخذ بالحسبان أي بدائلَ أخرى قد تكون متاحة (1)، أي من خلال الاكتفاء بعيِّنةٍ صغيرة الحجم مثلًا بدلًا من النظر إلى بعض الإحصائيات التي من شأنها أن تتوافق أكثر مع الحالة العامة (2).

ويختلف عن «التعميم الاستقرائي» الذي نستمد من خلاله خصائصَ مجموعةٍ كليِّةٍ من خصائصَ عيِّنةٍ من هذه الفئة وهي التي تكون (ممثِّلةً - Representative) للمجموعة وغير متحيِّزةٍ لأي جانبٍ أو مأخوذةٍ من جانبٍ دون آخر (3).

وقد يكون «التعميم المتسرع» من أكثر المغالطات شيوعا لا سيما أنه ينطوي على كثيرٍ من التحيُّزات العرقية والعنصرية والطبقية، فضلًا عن بعض الأوصاف النمطية عن الشعوب واعتقاداتنا عن أنواع المنتجات وماركات الأجهزة التي تقوم غالبًا على بضعة أمثلة من واقع خبرتنا الحياتية القصيرة والمحدودة (3).

مثال 1:

قابلت ثلاثة أشخاصٍ من مدينة "كذا" وكانوا بخلاءَ جدًا، وبذلك؛ لا بد أن جميع أهل هذه المدينة بخلاء.

مثال 2:

يدخِّن جدي ثلاث علب سجائرَ في اليوم الواحد منذ أن كان عمره 20 عاما، وقد عاش حتى بلغ من العمر 70 عاما، ولذا؛ قد لا يكون التدخين أمرًا بهذا السوء بالنسبة لصحَّتك.

إلا أننا نضطر في كثيرٍ من الأحيان إلى التعميم، ولا سيما في حياتنا العملية وعند اتخاذنا بعض القرارات، ولكن من المهم أن نتَّبع نهجًا علميًا في استخلاص التعميمات لكي نتجنب «التعميم المتسرع» قدْرَ الإمكان، وأن نتذكر دائمًا ضرورة تنقيحها ومراجعتها بدلًا من عدِّها اعتقادًا راسخًا لا يمكن تغييره أو التفكير حياله بطريقةٍ مختلفة (3).

المصادر: