النصب التذكاري العالمي لضحايا جائحة كورونا

نظرًا لسيطرة الجائحة على العالم بأكمله، استُعمِلت خريطةٌ جديدةٌ للعالم تُظهِر تباين انتشار الجائحة في البلدان جميعها (1)، ومع تجاوز عدد المصابين عتبة الـ 25 مليون شخص ومن ضمنهم 900 ألف حالة وفاة (2)، فرضت علينا الجائحة نمط حياةٍ جديد؛ أسلوبًا مختلفًا لحياتنا الاجتماعية وقيودًا جديدة (1).

وتكريمًا للمتضررين من الجائحة صَمَّم المعماري غوميز بلاتيرو (Gómez Platero) أوَّل نصبٍ تذكاري مخلِّدًا ذكراهم، ليُبنى في الأورغواي (Uruguay) على حافة واجهةٍ بحرية، وما تزال المفاوضات جارية مع الحكومة لاختيار الموقع النهائي، ليستوعب أكثر من 300 زائر مع الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، ويدعى هذا النصب "النصب التذكاري العالمي للجائحة" (3).

صُمِّمَ النصب على نحوٍ بسيط يجذب الزائر بتشكيله المميز والدقيق متربِّعًا في موقعه ومندمجًا مع الطبيعة وداعمًا للحظات الهدوء والحداد. إذ يعبِّر الشكل الدائري للنصب عن مفهوم الاتحاد والمجتمع، أمَّا تقعره فيعطي علامةً مرجعيةً لقياس مدى التغير في البيئة المحيطة ومقياسًا لشدَّة البحر وملجأً (1)، وصلة وصلٍ تضيِّق الفجوة بين البيئة المبنية والطبيعة. وقد فُرِّغت المنصة في منتصفها لتطلَّ على المحيط في الأسفل ممَّا يسمح للزوار بمشاهدة الطبيعة بحالتها الخام لتذكِّرهم بحالتها المطلقة مقارنةً بهشاشتنا (1،3)، في حين اقتُطِعَ الشكل الدائري بشقٍّ وحيد عند المدخل مذكِّرًا بالحدَث والظاهرة العالمية (1).

يحاول التصميم تحفيز وتوحيد مشاعر الزوار عبر التناوب بين الأصوات والهدوء، والتضاد بين مادة بناء المعلم الملساء والنسيج الوعر للمحيط، ممَّا يساعدنا على التفكير بمشاعرنا والاستماع إلى أنفسنا وتخيل مستقبلنا المشترك (1).

يقول المعماري: "العمارة هي الطريقة الأمثل لإظهار من نحن على هذا الكوكب، والنصب التذكارية أدواتٌ تعبِّر عن ثقافتنا وعواطفنا، وببناء نُصُبٍ قادرةٍ على تفعيل حواسنا وذكرياتنا بهذه الطريقة نستطيع تذكير الزوار (كما تذكِّرهم الجائحة) أنَّنا بشرٌ تابعين للطبيعة وليس العكس" (3).

المصادر: