الديناصورات بِعَظَمتها لم تَسلم من السرطان أيضاً!

يبدو أن السرطان عدوٌّ أكثر فتكاً مما نظن، إذ تُذهلنا الخلايا السرطانية التي أثبتت حضورها منذ فجر التاريخ ولم تسلم منها حتى الديناصورات -أشرس المخلوقات التي عاشت على كوكبنا- وذلك بحسسب الدراسات الجديدة.

شخَّص علماء الأحفوريات حديثاً بالمشاركة مع علماء أشعةٍ وأمراضٍ وجراحين، ولأول مرةٍ ورماً سرطانياً خبيثاً في شظية إحدى أنواع الديناصورات (1،3،4).

تعود عينة الأحفوريات هذه إلى سينتروسوروس أبيرتوس(Centrosaurus apertus) وهو من الديناصورات القرنية العاشبة التي عاشت قبل حوالي خمسٍ وسبعين سنةً ونصف إلى سبعةٍ وسبعين مليون سنة (1،3،4).

السرطان المُشخَّص هو ساركومة عظمية (Osteosarcoma) في مراحلها المتقدمة، وهي إحدى أشيع الأورام السطحية الصلبة، والتي تنشأ من العظام وخاصةً الطويلة منها (2،3).

أُكدََّ هذا التشخيص عند إجراء تصويرٍ مقطعيٍّ عالي الدقة، وفحص شرائح رقيقة من الأحفورة تحت المجهر، ومن ثم مقارنتها مع شظيةٍ سليمةٍ لديناصورٍ من النوع نفسه وأخرى لإنسانٍ مصابٍ بالساركوما العظمية (1،3،4).

هذه ليست المرة الأولى التي تُشاهَد فيها الأورام في بقايا أحفورية، فوُجد مسبقاً نوع من الديناصورات مصاباً بأورامٍ حميدة، وسُجِّلت ساركوما عظمية لدى سلحفاةٍ تعود إلى ماقبل مئتين وأربعين مليون سنة (1،3).

وَصل الورم إلى مرحلةٍ متطورةٍ قد تكون قاتلة، ولكن نظراً لتواجد الأحفورة بجوار العديد من عيناتٍ أخرى للديناصور ذاته، فمن المُرجّح أن سبب وفاة الديناصور كان فيضاناً قضى على كامل القطيع (3،4).

يَهدف اكتشافٌ كهذا إلى تأسيس معايير جديدة في تشخيص الأمراض المبهمة في أحافير الديناصورات ويفتح الباب لفهمٍ أفضل للآليات الجينية لتطور الأمراض (1،3،4).

المصادر:

1. Ekhtiari S, Chiba K, Popovic S, Crowther R, Wohl G, Kin On Wong A et al. First case of osteosarcoma in a dinosaur: a multimodal diagnosis. The Lancet Oncology. 2020;21(8):1021-1022. هنا 
2. Abarrategi A, Tornin J, Martinez-Cruzado L, Hamilton A, Martinez-Campos E, Rodrigo J et al. Osteosarcoma: Cells-of-Origin, Cancer Stem Cells, and Targeted Therapies. Stem Cells International. 2016;2016:1-13. هنا 
3. Vogel G. Doctors diagnose advanced cancer—in a dinosaur. Science. 2020;. هنا 
4. Royal Ontario Museum. "Malignant cancer diagnosed in a dinosaur for the first time." ScienceDaily. ScienceDaily, 3 August 2020.  هنا