معضلات فيزيائية لم تجد حلًا إلى الآن (الجزء الأول)

على الرغم من وصول البشريَّة إلى مرحلة متطوِّرة - بل ثوريَّة في علم الفيزياء - تجعلنا نعتقد أنَّ معرفتنا شاملةٌ ومتكاملةٌ، إلا أنَّ الواقع يُخالِف هذا الاعتقاد؛ فهنالك عدَّة معضلات في علم الفيزياء والفلك تقف معرفتنا - حتَّى الآن - عاجزةً عن الإحاطة بتفسيرها تمامًا.

القياس في عالم الكم

يخضع عالم الجُسيمات دون الذَّرية لقوانين علم الكم؛ حيث تصف دالَّةٌ موجيَّة موقع الجُسيم وسرعته وخصائصه الأخرى. تنجح التَّجارب في قياس إحداها فحسب، لتنهار بعدها الدَّالة الموجيَّة للجُسيم دون أسبابٍ واضحة (1).

اتجاه الزمن

يتحرَّك الزمن نحو الأمام بسبب مَيلِ النِّظام إلى زيادة الإنتروبيَّة؛ والتي لا يُمكن عكسُ اتِّجاهها ضمن النظام المغلق. الأمر إذًا لا يتعلّق بالزمن وفق مفهومنا؛ فقد يكون مجرَّد وهم (1).

الجاذبية الكمومية

لا توجد حتى الآن أيَّة نظرية تُوحِّد بين الجاذبيَّة والكم؛ فلكلٍّ منهما مجالٌ خاص يُطبَّق فيه، فضلًا عن عدم امتلاكنا للتقنيَّات اللازمة لإجراء التَّجارب (2).

جسيمات النوترينو

نعلم أنَّها موجودة؛ لكنَّنا لا نعرف أنواعها ولا كُتَلَها على وجه الدِّقة، فضلًا عن عدم تطابقٍ بين النَّظرية والملاحظات المرصودة عن النوترينو الشَّمسي؛ وهذه إحدى المشكلات في علم الكون (2).

الكتلة السالبة

مادَّة افتراضيَّة تتحرَّك نحو "الأعلى" في مجال الجاذبيَّة الأرضيَّة، بعكس المادَّة الاعتيادية التي تتحرَّك نحو الأسفل. وفقًا لقوانين الفيزياء؛ لا مانع من وجودها فعلًا، إلا أننا لم نرصد أيًا منها بعد (2).

التشابك الكمومي (التأثير الشبحي)

ظاهرةٌ يرتبط فيها جُسيمان يبعدان عن بعضهما مسافاتٍ شاسعة، لكن يُرسل أحدهما إشارةً إلى الآخر بسرعةٍ تفوق سرعة الضوء؛ وهو ما يخرقُ قوانين الفيزياء الكلاسيكية (3).

مفارقة فيرمي

تشير هذه المُفارقة إلى التَّناقض بين الاحتمال الكبير لوجود حياةٍ خارج كوكبنا من جهة (نظرًا لاتِّساع الكون الهائل) والنَّقص الكبير الواضح في الأدلَّة على وجود هذه الحياة من جهةٍ أخرى (3).

المصادر: