المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
ركائز رعاية التنشئة: التغذية
يعد الاهتمام بتنمية الطفولة المبكرة من أهم الوسائل الفعالة في القضاء على الفقر وسوء التغذية وانعدام الأمن وعدم المساواة والعنف وتدهور الصحة النفسية، وترسيخ عوامل الرخاء وتعزيز النمو الاقتصادي والمجتمعي وزيادة مستويات التعليم، إذ يوجد اليوم أكثر من 250 مليون طفلٍ تحت سن الخامسة، ومن المهم لكل طفلٍ منهم أن يدرك أنه يملك الحقَّ في حياةٍ كريمةٍ ومزدهرةٍ وسويَّة (1,2).
وتعد السنوات الأولى من حياة الطفل مهمةً جدًا لترسيخ جميع تلك الأسس وبنائها، ولا شكَّ أن التغذية الصحيحة والسليمة تشكِّل إحدى أهم الركائز التي تستند عليها تنمية الطفولة، لذا فإنها تحتاج اهتمامًا خاصًا ومعرفةً كافيةً بالتفاصيل المهمة لصحة الطفل واحتياجاته الغذائية في هذا العمر. وعلى سبيل المثال، ينمو 80% من دماغ الطفل في السنوات الثلاث الأولى من عمره، مما يؤثر في سلوكه وقدرته على التعلُّم ومستوى الذكاء لديه (1,2).
يبدأ الاهتمام بتغذية الطفل منذ مرحلة الحمل، إذ يتأثر تطوره بالتغذية التي تتلقاها الأم التي يجب أن تحرص على الحصول على المغذيات الصحية واستهلاك المغذيات الصغرى في حال عدم الحصول على كفايتها منها؛ وخصوصًا عنصر الحديد، إضافةً إلى الابتعاد عن العوامل التي قد تهدد سلامة الحمل والجنين مثل التعرض للمواد الضارة والسموم وسوء التغذية والاعتماد على الأطعمة غير الصحية التي ثبت أنها تمتلك تأثيراتٍ طويلة الأمد في صحة الأطفال، مثل تراجع قدراتهم على التحليل المنطقي والحد من التطور اللفظي وسرعة البديهة لديهم (3)، إضافةً إلى زيادة احتمال إصابتهم بالأمراض المزمنة مثل الضغط وأمراض القلب والكلية والسكري (4). أما عند الولادة، فيجب على الأمهات أن يركزن على إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعيةً، فحليب الأم هو المصدر الأفضل للمغذيات في بداية حياة الطفل، لكن بعض الأمهات يعانين صعوباتٍ كبيرةً في إرضاع مواليدهنَّ الخدَّج، لذا لا بد من تأمين كامل الدعم الذي يحتجنه للتعامل مع الأطفال المولودين قبل أوانهم (1,2).
وبعد أن يتجاوز الطفل عمر الستة أشهر، تبدأ مرحلة إدخال الأطعمة المكملة والصلبة، والتي يجب أن تكون تدريجيةً ومتنوعةً تضمن حصول الطفل على كامل المغذيات الكبرى والصغرى التي يحتاجها لاستمرار نمو دماغه وجسده، ذلك إلى جانب استمرار الإرضاع الطبيعي الذي يعزز الصحة النفسية لديه ويمده بالمناعة التي يحتاجها لمقاومة الأمراض التي تكثر في هذا العمر، خصوصًا عندما يبدأ الطفل بمحاولة اكتشاف محيطه ولمس كل ما يحل بين يديه. ولا بد من إيلاء اهتمام خاص لسلامة الغذاء والممارسات الصحيحة في إعداد أطعمة الأطفال بما يتناسب مع مناعتهم التي ما زالت في طور التطور (1,5,6).
في ضوء تلك الاحتياجات، لا بدَّ من وضع القوانين والسياسات التي تسهل تحقيق هذه الأهداف، مثل تأمين الدعم والتوجيه اللازمَين للأمهات الحوامل والتوعية بالتغذية الصحيحة، وتنظيم حملات التوعية بفوائد الإرضاع الطبيعي، وتثقيف الأهالي بكل ما يخص تغذية الطفل واحتياجاته المتفاوتة عامًا بعد عام، ومراقبة المؤشرات التي تدل على سلامة التغذية وتضمن عدم إصابته بالأمراض والطفيليات، مثل الطول والوزن وغيرها، وأخيرًا التوعية بانتشار البدانة وسوء التغذية بين الأطفال وإيجاد الحلول المبكرة في حال حدوث ذلك (1,2).
المصادر:
2- Nurturing Care Framework toolkit – Nurturing Care [Internet]. Nurturing-care.org. [cited 12 October 2020]. Available from: هنا
3- Li C, Zhu N, Zeng L, Dang S, Zhou J, Yan H. Effect of prenatal and postnatal malnutrition on intellectual functioning in early school-aged children in rural western China. Medicine [Internet]. 2016 [cited 12 October 2020];95(31):e4161. Available from: هنا
4- Fall C. Fetal Malnutrition and Long-Term Outcomes. Maternal and Child Nutrition: The First 1,000 Days [Internet]. 2013 [cited 12 October 2020];:11-25. Available from: هنا
5- Food Safety Tips for Infants and Toddlers [Internet]. Eatright.org. 2019 [cited 12 October 2020]. Available from: هنا
6- Children's food: safety and hygiene [Internet]. nhs.uk. 2018 [cited 12 October 2020]. Available from: هنا