Amazon Spheres؛ فراغاتٌ مكتبية في بيئةٍ طبيعية

عَمل معماريو (NBBJ) مع شركة (Amazon) -أكبر متاجر البيع بالتجزئة عبر الإنترنت في العالم- من أجل تنشيط حي (Denny Regrade) في مدينة سياتل (Seattle) عن طريق إنشاء مساحاتٍ مكتبيةٍ جديدةٍ للشركة. وقد شمل المشروع ثلاثةَ أبراجٍ مكتبية بارتفاع 37 طابقًا، وبناء مكاتب متوسط ​​الارتفاع، ومركز اجتماعاتٍ متعدِّد الاستعمالات يتَّسع لـ 2000 شخص، إضافةً إلى ثلاثية الكرات الزجاجية (The Spheres) التي تُعَدُّ نقطة الجذب الأهم (1)، سعيًا إلى خلق مشروعٍ يندمج مع النسيج الحضري للمدينة (2).

تضم ثلاثية الكرات الزجاجية حديقةً نباتيةً (botanical garden) متعددة المستويات مليئة بـ 40000 نوع من النباتات المأخوذة من الغابات المطيرة الجبلية (high-altitude cloud forests) من خمس قارات (2).

افتُتِح المشروع رسميًّا من قبل مؤسس أمازون ورئيسها التنفيذي جيف بيزوس (Jeff Bezos) في 29 كانون الثاني/ يناير عام 2018، وصُمِّم الهيكل الإنشائي للكرات الزجاجية من قبل شركة (NBBJ) الأمريكية (3). 

اعتُمِدت فكرة الكرات الزجاجية انطلاقًا من دورها بتوفير الارتباط المباشر مع الطبيعة؛ إذ كانت نتيجةً للتفكير الابتكاري والنقاشات الموسعة التي تناولت ما تفتقده مكاتب العمل التقليدية والطرق التي تساعد الموظفين على التفكير بطريقة إبداعية والعمل بأفضل ما لديهم (3, 4).

وتبدو هذه الكرات بناءً يضمُّ الحديقة وحديقةً تضمُّ البناء بمساحةٍ تبلغ قرابة 6225 م2، وتتميَّز بوجود أنواع كثيرة من النباتات، بعضها منقرضٌ في البرية وبعضها الآخر نادرٌ جدًّا (2). 

ولاختيار وتغذية وتنظيم النباتات وظَّفت أمازون عالم البستنة رون غاغلياردو (Ron Gagliardo) الذي عمل سابقًا في حديقة أتلانتا النباتية (2). وقد نُفِّذ نظام ريٍّ متطور ضمن الجدران التي تنمو عليها النباتات يعيد تدوير العناصر الغذائية والمياه بكفاءة؛ إذ تُضَخُّ إمدادات الري إلى أعلى الجدران وتتسرب ببطءٍ إلى الأسفل لتخصيب وسقاية النباتات في أثناء نزولها. وتتكون الجدران من شبكةٍ سطحيةٍ تغذِّي النباتات جميعها، وتجمع أحواض التجميع المياه الزائدة، ثمَّ تشقُّ طريقها إلى الخزان المركزي لتبدأ العملية مرةً أخرى، ممَّا يوفِّر نظام ريٍّ بسيطٍ ومستدام (4).

وللحفاظ على كل هذه النباتات؛ يُضبَط المناخ في الكرات الزجاجية لتبلغ الحرارة 72 درجة فهرنهايت أي ما يقارب 22 درجة مئوية والرطوبة 60% في أثناء النهار، ثمَّ تُعَدَّل الحرارة إلى 55 درجة فهرنهايت أي ما يقارب 13 درجة مئوية والرطوبة إلى 90% في أثناء الليل (2).

ولإنشاء هذه الكرات الزجاجية ابتكر المهندسون المعماريون في شركة (NBBJ) إطارًا فولاذيًّا مكونًا من 180 وحدة ذات شكل خماسي متعدد السطوح (elongated pentagonal)، والتي استوحيت من عمل عالم الرياضيات البلجيكي (Eugène Charles Catalan) يوجين تشارلز كاتالان (2).

وقد بلغ ارتفاع أكبر كرة قرابة 27 مترًا، وقطرها 39 مترًا، وغُطِّي الهيكل بـ 2643 قطعة من الزجاج الشفَّاف المجزَّأ لتشكيل السطح المنحني (3). 

وقد نال هذا المشروع العديد من الجوائز (1)، فهل تعتقدون أنَّ الاتصال مع الطبيعة وبيئة العمل الجديدة قد حسَّن إنتاجية الموظفين وطوَّر أداءهم؟  

المصادر: