الاحتياجات الغذائية للطفل حتى عمر السنة

ها قد انتقل طفلك إلى مرحلة الأطعمة الصلبة بعد ستة أشهر من الرضاعة والتغذية المقتصرة على الحليب، ولا شكَّ أن كل طفل يختلف عن الآخر، فلكلٍّ منهم نمط غذائي وعاداتٌ مختلفة عن الآخر، لكن هنالك مكوناتٍ محددة يجب ألا تخلو منها وجباتهم الجديدة، فهي ستؤمن لهم جميع المغذيات الكبرى التي يحتاجونها (الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون) إضافةً إلى المغذيات الصغرة (الفيتامينات والعناصر المعدنية) اللازمة لنموهم. 

يتزايد احتياج الطفل اليومي من السعرات الحرارية تدريجيًا حتى يصل إلى 1000 سعرة حرارية تقريبًا بعمر السنة (1)، ويختلف توزيع تلك الوجبات وكمياتها كل شهرين تقريبًا، علمًا أن معظم الأطفال يستمرون بالرضاعة حتى عمر السنتين إلى جانب تلك الوجبات، وهو أمرٌ منصوحٌ به وبالكمية التي يرغبها الطفل (2,3). وبذلك يؤمن الحليب المناعة والطاقة الضرورية للطفل، مع ضمان حصوله على المغذيات اللازمة للنمو من الأطعمة الأخرى (2,3).

ويبدأ إدخال الأطعمة الصلبة بعمر 6 أشهر، ويمكن للطفل في هذا العمر أن يتناول الحبوب والأطعمة الحيوانية مثل اللحوم ومشتقات الألبان، إضافةً إلى الخضار والفواكه، لكن يجب أن تكون مهروسة جيدًا كي يسهل بلعها على الطفل، وتُقدَّم بمعدل ملعقتين إلى ثلاث مرتين في اليوم مع التأكيد على ضرورة التنويع بشكلٍ يضمن حصول الطفل على مغذياتٍ متنوعةٍ يوميًا (2,4).

وبعد أن يبلغ الطفل عمر 8 أشهر يصبح بإمكانه تناول ما يعادل نصف كوبٍ من تلك الوجبات مرتين إلى ثلاث يوميًا، ويمكن أن تصبح ثلاث إلى أربع مراتٍ عندما يصبح عمره بين 9 و12 شهرًا، ويصبح بإمكان الأهل البدء بتقديم بعض الخضار والفواكه غير المهروسة والتي يمكن للطفل أن يمسكها بيده في المرحلة الأخيرة، وبذلك يحصل الطفل على وجباتٍ خفيفةً صحية تُوزَّع بين الوجبات الرئيسية خلال اليوم (2,4). 

وفي حال عدم تمكن الأم من الإرضاع الطبيعي لسبب ما، يحتاج الطفل ملعقة طعامٍ إضافية في كل مرحلة من المراحل المذكورة أعلاه. ويجب الاهتمام بإدخال بعض المواد الدسمة في الطعام لتأمين الطاقة والمركبات الضرورية لنمو الأطفال وتطور أدمغتهم في هذه المرحلة (2)، باستثناء حليب الأبقار الذي يُمنع تقديمه للطفل قبل أن يبلغ عامه الأول، بسبب صعوبة هضمه في المعدة (4-5).

وما أن ينهي الطفل عامه الأول، يزداد عدد الوجبات ليصبح أربع مراتٍ في اليوم (3,4)، ويصبح بإمكانه أن يتناول الطعام الذي يتناوله أفراد الأسرة بمعدل ¾ كوبٍ أو كوبٍ كامل في كل مرة، إضافةً إلى الوجبات الخفيفة الصحية مثل الخضار والفواكه الطازجة (2-4).

وتوجد بعض الأطعمة التي يُمنع إعطاؤها للأطفال الذين يقل عمرهم عن السنة، ومنها العسل الذي قد يحوي بكتيريا تفرز سمومًا تضر بالأطفال بسبب ضعف جهازهم المناعي، والملح الذي يسبب الضرر بكليتيِّ الطفل، والتوابل التي تعيق حاسو التذوق الطفل عن استشعار النكهات المختلفة للأطعمة التي يجربها، وأخيرًا السكر لما له من أضرار على المدى الطويل (1,6,7). كذلك يُمنع تناول الطفل للأجبان المصنوعة من حليبٍ غير مبستر، لأنه قد يحتوي على البكتيريا الممرضة (6).

أخيرًا، توجد بعض الأطعمة التي قد تسبب الاختناق لدى الأطفال، مثل المكسرات والفول السوداني، لذا يُفضل ألا يتناولوها قبل سن الخامسة، أو أن تُقدَّم مع طعمة أخرى بعد هرسها جيدًا وعندها يمكن تقدمتها بعد عمر الـ 6 أشهر مباشرةً. وينطبق ذلك على البوشار والحلويات الصلبة والفواكه الصلبة والعنب والزبيب (6-8).

المصادر: