الطب > طب العيون
ماذا سيحدث إن غرق دماغك بالماء؟
تتجمع السوائل داخل الدماغ باستمرار، وفي الحالة الطبيعية يكون هناك توازن بين تجمع هذه السوائل وخروجها، وذلك كي يبقى جزء بسيط يحيط بالدماغ ويحميه من الصدمات.
ولكن ماذا سيحدث إن ازدادت هذه السوائل؟ بدايةً سيزداد الضغط على الدماغ، وأول ما سيتأثر بهذا الضغط هو العصب البصري، وذلك بسبب موقعه بين العين والدماغ. فالضغط داخل الدماغ يمكن أن يضغط على العصب البصري بطريقة خانقة مسببًا انتفاخه، ومن ثم ضغطه على جدران العين مسببًا ما يدعى بوذمة حليمة العصب البصري (1). وهذا ما سيكون مفيدًا في كشف الأمراض التي ترفع الضغط داخل الجمجمة مثل الالتهابات النخاعية الشوكية والأورام الدماغية وارتفاع الضغط المجهول السبب (2).
وتحدث وذمة العصب البصري عند النساء أكثر منه من الرجال، ويُصاب بها أيضًا أصحاب البشرة الفاتحة أكثر من ذوي البشرة الداكنة، والعمر المتوسط لحدوثها هو28 عامًا تقريبًا، وذلك حسب دراسة أجريت على 86 مريضًا. وكان أكثر أسباب حدوث وذمة العصب البصري هو ارتفاع التوتر داخل القحف مجهول السبب (3).
ما هي الأعراض؟
تظهر الأعراض بسبب ارتفاع الضغط داخل القحف، وهذا ما يسبب غثيانًا وصداعًا وسماع أصوات آلية(1)، وقد يحدث فقدان رؤية مؤقت ولاسيما عند الوقوف (4) أو بعد السعال أوالضغط على البطن (1).
أو قد ينتهي الأمر بضمور العصب البصري إن لم تعالج الحالة أو في حال كان العلاج غير كاف، وهذا سيؤدي إلى العمى الدائم (5).
كيف يشخص؟
تظهر نهاية العصب البصري الأمامية -والتي تدعى القرص البصري- في مؤخرة العين، ويستطيع طبيب العيون رؤية التغيرات الحاصلة في العصب البصري عبر(ophthalmoscope) منظار العين (1)
فتظهر حواف القرص البصري غير واضحة، ويظهر القرص البصري مرتفعًا عن شبكية العين. وقد يحدث أيضًا نزيف في الحالات الحادة بظهور بقع لها شكل كرات الصوف(4).
العلاج:
يجب البحث عن سبب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة قبل تحديد العلاج المناسب، فأول خطوة تجرى عند الشك بوجود وذمة حليمة العصب البصري هي إجراء صور الرنين المغناطيسي للدماغ للبحث عن الأورام. (5) وفي حالة إثبات وجود ورم، قد يكون العلاج بالجراحة الدماغية. أما إذا كان السبب هو خثرة في الجيب الوريدي، فيجب البدء بالفحوصات الوراثية والوقاية عبر إعطاء موانع تخثر الدم.
ولكن عند إكمال جميع الفحوصات وعدم ظهور سبب واضح لارتفاع الضغط داخل الجمجمة، فيُشخص بارتفاع التوتر المجهول السبب ويُعالج بإنقاص الوزن وبوصف دواء الأسيتازولاميد acetazolamide، وهو دواء مدر للبول. ويمكن أيضًا إجراء عدة جراحات لتخفيض الضغط ومن ثم الوذمة في حالة إثبات تراجع في القدرة البصرية (2).
المصادر: