مركز العرافة للمرأة الحاصل على جائزة أفضل تصميم لعام 2020

يوازن مركز العرافة "Sibyl Centre" الجديد التابع لكلية النساء في جامعة سيدني بين الهندسة المعمارية المدرجة في قائمة التراث وبين مرافق طلاب الفن، وهو مبنى جديد متعدد الأغراض يشتمل على أنشطة اجتماعية ومحاضرات وعروض ومؤتمرات وأوقات فراغ عامة(1)، 

حصل المركز الذي صُمم من قبل شركة "m3architecture" على وسام الفائز بجائزة التصميم الجيد "Good Design" المرموقة في فئة التصميم المعماري التجاري والسكني تقديرًا للتصميم المتميز والابتكار خلال أسبوع "Good Design" في سنة 2020.، إذ تُعد جوائز "Good Design" السنوية أقدم الجوائز الدولية وأعرقها في أستراليا للتصميم والابتكار مع تاريخ عريق يعود إلى عام 1958، إذ تحتفل الجوائز بأفضل المنتجات والخدمات الجديدة في السوق الأسترالية والتميز في التصميم المعماري والهندسة والأزياء والرقميات وتصميم الاتصال واستراتيجية التصميم وتصميم التأثير الاجتماعي والمصممين الشباب(2).

موقع المركز:

يقع المركز على أرض جامعة سيدني موازنًا بين أسلوب العمارة المدرج ضمن لائحة التراث العالمي ومرافق الطلاب ذات الطابع الفني الجميل، وهو مبنى متعدد الاستخدامات يدمج الأنشطة الاجتماعية والمحاضرات والعروض والمؤتمرات للمستفيدين، إضافة لوجود مساحات ترفيهية عامة(1). 

سُلِّم المشروع تدريجيًا إلى الكلية لتخفيف التعطيل الذي يمكن أن يطرأ على الطلاب وعلى أعضاء هيئة التدريس، إذ تضَّمنت حزمة تصميم الأعمال المبكرة ترقيات وتطويرات رئيسية للخدمات مع تنسيق وتكامل معقد للعمل بما يضمن بقاء المباني المجاورة تعمل طوال مرحلة البناء(1). 

تحدي التصميم:

حل التصميم لغزًا كبيرًا يحيط بالموقع الهندسي الموجود مسبقًا، فسلسلة من الملاحظات المتعلقة بالمصادفات الهندسية القوية جدًا أظهرت أن ما صُمم ربما كان دائمًا مقصودًا، فجدار الحديقة الذي يحيط بمبنى "Langley " ذو الأجنحة الثلاثية والمُشَيد في الستينيات يُشكل مماسًا للمبنى الأساس، وكذلك يُلاحظ الاستجابة الهندسية لمبنى "Langley" لكل من جارته الشمالية كليّة "Wesley" والانعطاف اللطيف في الطريق والذي يُنشئ نمطًا جديدًا في شبكة الجامعة(3). 

حل التصميم:

دائما ما بدا مبنى "Langley" الذي كان يُعد منزلًا ل150 امرأة غريباً ضمن محيطه وقد وصل إلى حد الإغلاق، ووُضعت علامة الهدم عليه، لكن التكلفة المادية والتخلص من نفايات الهدم وخسارة 150 غرفة والهندسة الجيدة للمبنى حالت دون هدمه(3).

أتت عملية إعادة التأهيل كما يصفه المهندسون المشرفون بوصفه عملا متمما لعمل المهندسين المعماريين الأصليين وليس تجديداً لما كان عليه المبنى، وعليه أصبح المبنى وحدة دائرية كاملة مع ثلاث حدائق فناء خاصة مثلثية الشكل(3).

لم يقدم المشروع مبنى "Sibyl Centre" الجديد فحسب، بل أعاد معايرة كاملة لتصور الناس لمبنى "Langley"(3).  

الموقع العام للمشروع 

مساقط المشروع 

الواجهة الشمالية الشرقية 

الواجهة الغربية 

مقاطع:

منظور :

الواجهة النحاسية: 

 تميز المشروع بواجهة نحاسية مثقبة عليها مجموعة من النساء والتي تبدو كأنها أشباح  تطفو، ويوجد خلفها واجهة خضراء اللون لتبدو كاستمرار للمناظر الطبيعية، إذ تظهر أشباح النساء بمظهر الإفريز في النهار والهولوغرام في الليل.

استُلهمت الفكرة من مسرحية أُديت في الكلية وذلك في عيد ميلاد الكلية الحادي والعشرين في عام 1913، حيث كُتبت المسرحية وأُُديت في المروج الأمامية وكانت بطلة المسرحية هي "Sibyl" (العرافة) التي دعت نساء عظماء من التاريخ إلى سرد قصصهن يهدف التنبؤ بشيء عن مستقبل المرأة، ووضعت صورة عن هذا الحدث في الممر الرئيسي والتي كانت الملهم الأساسي للواجهة النحاسية في المبنى الجديد(3). 

يجمع المركز المساعي التاريخية والهندسية والفكرية والاجتماعية في لغة معمارية، إذ تُعد الأشكال والمساحات جزءًا من التطور المستمر لها، فهي سلسلة من الغرف العامة والتعبيرات الخارجية التي تجسد وتعاصر تاريخها الهام وثقافتها الخاصة(2).

المصادر: