الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة
احذروا إطعام العسل لأطفالكم!!
هل يخطر في بالك أن العسل بسمعته الممتازة قد يكون سببًا في تسمم الأطفال؟!
ترغب كل أمٍّ بتقديم أفضل الأغذية لطفلها، وقد يقع اختيارنا على العسل لما يُعرَف عنه من فوائد عديدة، وهو ما يُنصح به فعلاً، لكن ليس للأطفال الذين يقل عمرهم عن 12 شهرًا، لأنه قد يكون سببًا في إصابتهم بالتسمم الغذائي!
يحدث التسمم السجقي لدى الرّضع (Infant botulism) نتيجة ابتلاع أبواغ بكتيريا المطثيات الوشيقية Clostridium botulinum التي توجد حولنا في التربة والغبار وفي عدد من الأغذية أيضًاـ ومنها العسل ومنتجاته. وتفرز هذه العصيات ذيفاناتها (سمومها) التي تهاجم الجهاز العصبي (الأعصاب والدماغ والنخاع الشوكي) انطلاقًا من الأمعاء الغليظة، ويمكن لها أن تسبب الشلل الكامل للطفل.
ويبدأ التسمم بالإمساك عادةً، إضافةً إلى صعوبة في الرضاعة (عمليتيِّ المص والبلع)، وتصاحبه أعراض أخرى منها بكاء ضعيف، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها، وصعوبات في التنفس، وضعفٌ في العضلات، وخمول وعصبية. وتظهر الأعراض في غضون 12 إلى 36 ساعة من تناول الغذاء المُلوَّث، وقد تتأخر لدى بعض الرُّضَّع المصابين إلى أكثرَ من 14 يومًا (1-4).
ماذا عن الأم المرضعة، هل يجوز أن تأكل العسل؟ وهل يمكن أن ينتقل هذا التسمم عبر حليب الثدي إلى الطفل؟
لا بأس بتناول الأم المرضعة للعسل، فالتسمم الغذائي لا ينتقل عن طريق حليب الأم. وتُنصح الأمهات دائمًا بمواصلة الرضاعة الطبيعية كونها تشكّل التغذية المثلى للرُّضع وتعزز قدرة أجسادهم على مقاومة الأمراض والتعافي (1,4).
هل توجد عواقب طويلة الأمد للتسمم السجقي لدى الرضع؟
لا توجد عواقب طويلة الأمد، لكن الجدير بالذكر أن الشفاء التام يرتبط بالتشخيص المبكر قدر الإمكان إذا يضمن ذلك عودة النهايات العصبية إلى نشاطها ونموها، واسترجاع قدرتها على توجيه العضلات للانقباض. كذلك فإن الذيفان (السم) الذي تفرزه المطثيات الوشيقية لا يتسلل إلى الدماغ، وبالتالي فإن الإصابة بهذا التسمم الغذائي لا تؤثر في معدل ذكاء الرُّضع وتطور قدراتهم العقلية أو الرياضية أو الموسيقية أو الحيوية فيما بعد (1,4).
يُذكر أن التعامل مع حفَّاضات الطفل في أثناء تعافيه من التسمم يجب أن يكون حذرًا، فمن المعروف أن خلايا المطثيات الوشيقية C. botulinum والذيفانات التي تنتجها يُطرحان تُطرح مع البراز فترةً تستمر بين عدة أسابيع إلى عدة شهور بعد ظهور الأعراض، لذا لا بدَّ من غسل اليدين بعناية بعد كل تغييرٍ للحفاضات، والتخلص من الحفاضات المتّسخة بسرعة في مكانٍ معزول عن الأشخاص أو الحيوانات، ويجب على الأشخاص المصابين بجروحٍ في أيديهم ارتداء قفازات عند تغيير الحفاضات بسبب سهولة انتقال هذه البكتيريا عبر الجروح المفتوحة (1,4).
إن حماية أطفالنا واجبٌ علينا، وتتجلى مهمة الوالدين ومقدّمي الرعاية في وجوب الامتناع عن إضافة العسل أو أيّ منتج يحتويه إلا بعد تجاوز الطفل عمر 12 شهر تمامًا، إذ يكتسب الجهاز الهضمي حينها القدرة على التعامل مع أبواغ تلك الجراثيم (2).
المصادر:
2-Can I Feed My Baby Honey? (for Parents) - Nemours KidsHealth [Internet]. Kidshealth.org. 2020 [cited 18 September 2020]. Available from: هنا
3- Botulism [Internet]. nhs.uk. 2020 [cited 18 September 2020]. Available from: هنا
4-Welcome to the Infant Botulism Treatment and Prevention Program [Internet]. Infantbotulism.org. 2020 [cited 21 September 2020]. Available from: هنا