الازدحام في وسائل النقل العام

لا بد أن معظمنا قد مر بهذا الموقف، الانتظار الطويل عند موقف الباص، ثم مزيد من القادمين الآخرين يُضاف إلى قائمة المنتظرين السابقين، وبعدها تدرك أن أمامك رحلة غير مريحة قد لا يكون فيها لقدمك موطئًا كافيًا، وبمجرد مجيء الباص لا يلبث أن يتكدس بالركاب، هنا يأتي السؤال المهم؟ هل تستقل الباص على الرغم من ازدحامه في سبيل أن تضمن وصولك، أم تنتظر الباص التالي متعللًّا بانخفاض الزحام مع الزمن دون معرفة هذا الزمن؟

يعد الازدحام في وسائل النقل العامة مشكلة أساسية تواجه مستقلي هذه الوسائل في شتى أنحاء العالم؛ إذ يُعدُّ أيضًا إلى جانب معايير أخرى (مدة الرحلة وأسعار التذاكر) على علاقة وثيقة بمدى رضا المستخدمين عن الخدمة وجودتها، ويؤثر الازدحام في وسائل النقل العام في تجربة المستخدمين لها لعدة أسباب تتضمن: تزايد القلق والتوتر لا سيما مع اقتراب الركاب من بعضهم، والتأثير في الأمان والسلامة الشخصية، والتأثير في جدولة أوقات العمل من حيث التأخير على مواعيد العمل (1,2). 

أمّا عن حل المشكلة، فهو لا يتعلق فقط بتحسين البنية التحتية المادية الذي يعد حلًّا مكلفًا بمفرده، بل لا بد من اتخاذ تدابير أخرى منخفضة التكلفة تعتمد على تقدير كلفة الازدحام بنحو صحيح (2)؛ إذ يمكن توظيف التحليل النظري والرياضي معًا لتوليد مؤشرات يمكن البناء عليها في إيجاد الحل (2). 

ويجب أن يتضمن ذلك أخذ الزمن الذي يقضيه مستخدمو خدمة النقل العام في الانتظار بالحسبان بصفته عاملًا أساسيًّا ومهمًّا في عملية تخطيط تشغيل النقل العام وجدولة انطلاق المركبات بما يراعي مصالح كل من المشغلين والمستخدمين (3). وهنا تبرز أهمية الأبحاث التي تتناول هذه المشكلة الشائعة، ومدى أهمية اعتمادها على بناء النماذج الرياضية في جدولة عمل المركبات وإتاحة الأدوات المناسبة لصانعي القرار لاتخاذ القرارات المناسبة للحل لا سيما في مراكز المدن الكبرى (4).

المصادر: