المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
العنف ضدّ الأطفال
يعدُّ العنف ضد الأطفال من أكبر المشكلات التي تُؤثّر في الأُسرة والمجتمع، وهو يحدث في جميع أنحاء العالم وفي جميع المجتمعات. إن الحجم الصغير نسبيًّا للأطفال وعدم نضجهم وحالة الاعتماد على البالغين التي يمرّون بها تجعلهم أكثر عُرضةً للعنف من قبل البالغين. هذا الاختلال في ميزان القوة يجعل البالغين ينظرون إلى الأطفال على أنهم بشر غير متكافئين بدلًا من عدّهم متساويين في احترام الحقوق والكرامة (1).
العنف وأشكاله:
يشمل العنف ضد الأطفال جميع أشكال العنف ضد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، سواء ارتكبها الوالدان أم غيرهم من مُقدميْ الرعاية أو الأقران أو الغرباء (2). وهناك أربعة أنواع شائعة من العنف ضد الأطفال:
العنف الجسدي: أي استخدام القوة الجسدية ضدّ الطفل، مثل الضرب والركل والهز والحرق أو غير ذلك.
العنف الجنسي: ويشمل إِكراه الطفل على الانخراط في أفعالٍ جنسية؛ ويتضمن سلوكيات مثل التحرش الجنسي والمداعبة والإيلاج أو تعريض الطفل لأنشطة جنسية أخرى (2,3)، ويكون أكثر شيوعًا من جانب شخص يعرفه الطفل مثل أحد أفراد الأسرة أو شخص بالغ يثق به الطفل مثل المعلمين وعلى نحو أقل من جانب غرباء لا يعرفهم الطفل (4).
العنف النفسي: وتُعنى بالسلوكيات التي تضرّ بقيمة الطفل الذاتية أو العاطفية وحالته النفسية، مثل التنمّر والشتائم والاتهام بجلب العار والنفور والتهديد والترهيب وتقييد حركاته والسخرية منه والتمييز والرفض وغيرها من السلوكيات العدائية غير الجسدية.
الإهمال المتعمّد: وهو عدم تلبية احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية الأساسية، وتشمل هذه الاحتياجات المسكن والمأكل والملبَس والتعليم والحصول على الرعاية الطبية اللازمة (2,3).
الظروف التي يحدث فيها العنف:
المنزل والأُسرة: مع أنها تُمثل البيئة الطبيعية لنمو جميع أفرادها على نحو صحي وسليم، لكن الأُسرة كانت وما تزال واحدةً من أكثر البيئات التي تنتشر فيها ممارسة العنف ضدّ الأطفال، حتى إن بعض حالات العنف قد تُسبب أضرارًا دائمةً أو من الممكن أن تُفضي إلى الموت وخصوصًا إذا كان يُمارَس ضد الأطفال ذوي الأعمار الصغيرة جدًّا. العنف النفسي متفشٍّ في الأسر أيضًا، فالإهانات والسباب والعزل والتهديد وعدم الاكتراث والتحقير كلها من أشكال العنف التي تؤثر في حالة الطفل النفسية ونموّه.
المدرسة: يتعرض الأطفال في المؤسسات التعليمية لجميع أنواع العنف ضدّ الأطفال في مُعظم البُلدان، وأهمه العُنف الذي يطبّقه المُعلمون وأفراد الطاقم الإداري بموافقة صريحة أو ضمنية من وزارات التعليم المعنية، ويتضمن هذا العنف أنواعه الجسدي والنفسيّ والجنسي، الذي يتعرّض له الأطفال من الطاقم التعليمي الذي من الواجب عليه تأمين بيئةٍ آمنةٍ تدعم كرامة الأطفال ونموّهم. علاوةً على ذلك يتعرض الأطفال لمختلف أنواع العنف من الأقران ولا سيما اللفظي منه كالتنمّر.
المرافق الحكومية: يتعرض الأطفال للعنف على يد الموظفين في المؤسسات المعنية بالرعاية أو الحماية، كدُور رعاية الأيتام ودور الرعاية ومعتقلات الشرطة والأحداث. وتتفشى في هذه المرافق ظاهرة الإفلات من العقاب والتسامح مع أشكال العنف.
المجتمع: ويشمل إيذاء الطفل أو إحداث ضررٍ به في الأماكن العامة أو الطرقات مثل عنف العصابات أو الشرطة أو الخطف والاتجار والعنف الجنسي (4).
على الرغم من أن أشكال العنف ضد الأطفال والظروف التي يُمكن أن يحدث فيها متعددة، إلّا أنّه يُمكن منع العنف ضد الأطفال أو الحدّ منه على أقل تقدير. يتطلب منع العنف ضد الأطفال والاستجابة له أن تتكاثف الجهود لجميع المخاطر المُحدقة بالأطفال ومحاولة حمايتهم في جميع الظروف المذكورة لضمان نمو جسدي ونفسي صحي.
المصادر:
2.Violence against children [Internet]. World Health Organization. 2020. Available from: هنا
3.Fortson B, Klevens J, Merrick M, Gilbert L, Alexander S. Preventing Child Abuse & Neglect |Violence Prevention|Injury Center|CDC [Internet]. Centers for Disease Control and Prevention. 2016. Available from: هنا
4.Paulo P. The United Nations Study on Violence against Children [Internet]. UN Human Rights; 2006. Available from: هنا