رسام البلاط الملكي؛ أنطوني فان ديك.

من أنطوني فان ديك؟                                                                               

أنطوني فان ديك (Anthony Van Dyck)؛ الرَّسام الباروكي الفلمنكي الأبرز في القرن السابع عشر وُلِدَ في 22 مارس - آذار - 1599م في أنتويرب (Antwerp). كان الابن السابع لفرانس فان ديك (Frans Van Dyck) تاجر الحرير الثريّ، وماريا كويبرز (Maria Cuypers) التي اشتهرت بمهاراتها في التطريز (1,2).

في سنّ العاشرة تتلمذ على يدِ هندريك فان بالين (Hendrick Van Balen) الذي كان رسام ناجح في أنتويرب. يعود تاريخ أوّل أعمال (Van Dyck) إلى عام 1613م في التراكيب التصويرية للسنوات الثماني الأولى من حياته المِهنية، من الواضح أنّه قام بمحاكاة أسلوب روبنز الميلودرامي (Rubens' melodramatic style)؛ روبنز الفنَّان الدبلوماسي الفلمنكي الأكثر نفوذًا في تقليد الباروك الفلمنكي.

كانت صوره الأولى ذات خلفيات محايدة، ولكن تحت تأثير (Rubens) قدَّم دعائم مثل الأعمدة لإثراء المكان بمهارة بارعة، وقدم تفاصيل الأزياء والديكور.

 تُظهر صوره دائمًا  النماذج على أنها هادئة (1).

خلال أواخر عام 1610م، لم يُنشئ مشاهد دينية وأسطورية خاصة به فحسب، بل كان أيضًا نشطًا بوصفه أهم مُساعد لـ (Rubens)، ساعده في عدد من تكليفاته الكبيرة بما في ذلك تصميمات سلسلة نسيج ديسيوس موس (Decius Mus tapestry series)، وزخارف السقف لكنيسة سانت تشارلز بوروميو (Saint Charles Borromeo)؛ الكنيسة اليسوعية الجديدة في أنتويرب (2).

عُيِّن (Van Dyck) سيّدًا في نقابة أنتويرب سانت لوك (Antwerp Saint Luke) 

 في 11 فبراير - شباط - 1618م، وفي ذلك الوقت كان مطلوبًا بالفعل لأنّه رسام بورتريه (2).

في أوائل العشرينات من عمره، ذهب (Van Dyck) إلى إيطاليا؛ إذ درس لوحات تيتيان (Titian) وباولو فيرونيزي (Paolo Veronese) وعمل رسامًا بورتريًّا ناجحًا للنبلاء الإيطاليين. أصبح معروفًا جدًا لدرجة أن الملك تشارلز الأول -ملك إنجلترا- استدعاه إلى لندن ليكون رسام البلاط الحصري الخاص به، ومنحه في النهاية وسام الفروسية. كانت صور (Van Dyck) العديدة لتشارلز الأول وعائلته موضع إعجاب كبير من قبل معاصريه. 

بعد أن أدرك أنّ ثرواتَ تشارلز السياسية والمالية في حالة تدهور، غادر إنجلترا متوجّهًا إلى أنتويرب وباريس (3).

بعد عودته إلى أنتويرب، كان مثمرًا للغاية لكونه رسام بورتريه، ورسام تاريخي. سعى سكان أنتويرب ورعاة الأمراء إلى الحصول على صوره الشخصية، بما في ذلك الأرشيدوقة إيزابيلا، والملكة الأم ماريا دي ميديشي من فرنسا. تلقّى (Van Dyck) العديد من العمولات لأعمال القطع الكبيرة، بما في ذلك اثنتان رسمهما لأخوية العزّاب اليسوعيين (Sodaliteit van de bejaerde Jongmans) في أنتويرب، وهي جماعة أخوية انضمَّ إليها عام 1628.

في أواخر عشرينات القرن السادس عشر، بدأ مشروعًا واسعًا يُعرف باسم الأيقونية (the Iconograph)، وهي سلسلة من النقوش لأمراء أرستقراطيين وفنانين مشهورين، بصرف النظر عن إنجازاته الخاصة، فقد ساعد غياب (Rubens) عن انتويرب في أواخر عشرينات القرن السادس عشر على تعزيز المكانة الفنية والاجتماعية الصاعدة لـ (Van Dyck). في عام 1630م، سمّيت الأرشيدوقة (the archduchess) رسام البلاط فان ديك( Van Dyck court painter).(2)

بين عامي 1635 و 1640، واصل (Van Dyck) ورشته الواسعة في تنفيذ صور ولوحات أسطورية للمحكمة الإنجليزية.

 في 27 فبراير -شباط- 1639م، تزوّج ماري روثفن (Mary Ruthven) وبعد أشهر قليلة من وفاة (Rubens) في 30 مايو -أيار- 1640م، عاد (Van Dyck) مرّةً أُخرى إلى أنتويرب، على ما يبدو كان رئيس المدرسة الفلمنكية بلا منازع.

ومع ذلك، عند وصوله، طلب منه الكاردينال إنفانتي فرديناند (Cardinal Infante Ferdinand)  إكمال مجموعة من أربع صور لملك إسبانيا تركها (Rubens) غير مكتملة. رفض (Van Dyck) قبول هذا المشروع، لكنّه أشار إلى أنّه سيكون على استعداد لتولي مهمة جديدة، لكن رُفض على ما يبدو وسرعان ما غادر إلى باريس في محاولة فاشلة لتأمين لجنة زخرفة (the Grande Galerie of the Louvre) غراند غاليري في متحف اللوفر (2).

بحلول مايو -أيار- 1641م عاد إلى لندن، لكنّه كان مريضًا واستمر في العمل بصعوبة. علاوة على ذلك، فإنّ الاضطرابات السياسيّة التي اندلعت في إنجلترا قد زعزعت بالفعل حياة العديد من الرعاة الأرستقراطيين الذين اعتمد عليهم. كان يعاني حينها من مرض خطير، أنجبت زوجته طفلتهما الوحيدة في الأول من ديسمبر (كانون الأوّل)، بعد ثلاثة أيام قدّم (Van Dyck) وصيّته، وفي التاسع من ديسمبر- كانون الأوّل- 1641م توفّي. دُفِنَ في 11 ديسمبر (كانون الأوّل) في جوقة كاتدرائية القديس بولس في لندن وهو امتياز مخصص فقط للمواطنين البريطانيين اللامعين (2,3).

المصادر: