حماية الطفل من الاستغلال

يُعدُّ استغلال الأطفال شكلًا من أشكال الإساءة للأطفال، ويتعرض الأطفال بتزايدٍ لأشكالٍ مختلفةٍ من الاستغلال وخصوصًا في حالات النزاع واللجوء، وهناك تداخلٌ كبيرٌ بين مصطلحَي "إساءة" و"استغلال". تُعرَّف الإساءة بأنها عملية الانتهاك أو الإيذاء أو إساءة المعاملة. في حين يعني الاستغلال حرفيًّا استخدام شخصٍ لتحقيق منفعة شخصية أو لأغراضٍ أنانية، أما الاستغلال اصطلاحًا فهو الإساءة إلى الطفل ليستفيد الجناة بطريقة ما ماليًّا أو اجتماعيًّا أو سياسيًّا (1)، ويحدث عندما يُستَغَل الأطفالُ لتحقيق مكاسبَ شخصيةٍ (2)، ويُشكِّل الاستغلالُ شكلًا من أشكال الإكراه والعنف يضرُّ بصحة الطفل البدنية والعقلية ونموه وتعليمه (1).

تختلف أنواع الاستغلال وتأخذ أشكالًا عديدةً؛ أهمها:

الاستغلال الجنسي: وهو أهمُّ أنواع الاستغلال وأخطرها، ويحدث مع الطفل من شخصٍ أكبر سنًّا؛ إذ يشتري الجناةُ هدايا الأطفال بانتظام ويخدعونهم للاعتقاد بأنهم في علاقة حب قبل الإساءة إليهم (2)، ويتضمن أشكالًا ثانية مثل الاغتصاب والاستغلال الجنسي التجاري (1).

عمالة الأطفال: تختلف الأسباب التي تدفع الأطفال للعمل في سن صغيرة، وتتعلق بعضُ الأسباب بالأعراف والتقاليد في المجتمع، ويتعلق بعضها الآخر بوضع العائلة الاقتصادي الصعب، ويميل أصحاب العمل لتوظيف الأطفال؛ لأنّ لهم مزايا محددة تصبّ في مصلحتهم، فتوظيف الأطفال أرخص ويسهل الاستغناء عنهم، إضافةً إلى أنّهم أقل وعيًا بحقوقهم وأكثر امتثالًا للأوامر، وكذلك إشراك الفتيات خصوصًا في الأعمال المنزلية. ويؤثر ذلك مباشرةً في وضع الأطفال دراسيًّا (1).

الاستغلال في الجريمة والحرب: وهو استغلال الأطفال في الأعمال غير الشرعية مثل تجنيد القاصرين والإتجار وتهريب المخدرات (1). يُمكن ملاحظة أمثلةٍ عن هذا النوع من الاستغلال في تجنيد الأطفال في المجموعات المتشددة في الشرق الأوسط وأفريقيا، إضافةً إلى السرقة وتوزيع المُخدرات في أمريكا اللاتينية.

متى يجب علينا القلق؟

الخطوة الأولى لمساعدة الأطفال الذين يتعرضون للاستغلال هي معرفة التصرفات التي تُصنَّف على أنّها كذلك. ويجب علينا أن نتدخل عندما نرى واحدةً أو أكثر من العلامات والأعراض التي قد تشير إلى استغلال الأطفال؛ وأهمها:

• عندما يتلقّون هدايا أو أموالًا غير منتظرة وغير معروفة المصدر.
• عندما يستخدمون هواتفهم سريًّا.
• عندما يكون لهم أصدقاء أكبر سنًّا.
• عندما يصطحبهم غرباء من المدرسة.
• عندما يتغيبون بانتظام عن المدرسة والمنزل (2).

حماية الأطفال من العمالة الاستغلالية:

لتحديد إذا ما كان عمل الأطفال في سياقٍ معينٍ يُعدُّ استغلالًا، يجب النظر إلى العوامل الآتية:

• عمر الطفل.
• الساعات التي يقتضيها العمل كل يوم.
• مستوى الإجهاد البدني أو النفسي الذي يخلقه العمل.
• شروط العمل.
• الراتب.
• مستوى المسؤولية.
• إذا ما كان الطفل يستطيع أن يذهب إلى المدرسة.
• مستوى الكرامة واحترام الذات الذي يحافظ عليه الأطفال.
• إذا ما كان العمل يسهم أو يضر بنمو الطفل النفسي والبدني(1).

بعض الطرائق لحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي:

• استمع إليهم باهتمام وأثنِ على تصرفهم عن طريق إخبارك عما يتعرّضون له وابتعد عن اللوم، وأخبرهم أن ما حدث ليس خطأهم.
• تحدّث إليهم عن البقاء بأمان مثل أن تخبرهم عن قواعد العلاقات الصحية وأن تؤّكد لهم أنه يوجد بالغون موثوقون بإمكانهم التحدث إليهم عن مخاوفهم.
• كن حذرًا فيما يتعلق بما يفعله أطفالك على الإنترنت، وشجِّعهم على التحدث بشفافية عما يفعلونه على الإنترنت وعلّمهم كيفية البقاء آمنين في أثناء استخدامه، ويمكنك وضع أجهزة الألعاب وأجهزة الكمبيوتر في غرفة المعيشة أو في المساحات العائلية (3).

المصادر: