المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
حماية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من سوء المعاملة
قد تجد بعض عائلات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبات في التعامل مع أوضاعهم وتلبية احتياجاتهم؛ وقد يرجع ذلك لعدة أسباب منها تزايد متطلبات نموه على نحو خاص، وقد تتفاقم الأمور سوءًا نتيجة قلة وعي الأسرة بهذه الاحتياجات، إضافةً إلى تأثير عوامل بيئية واجتماعية عديدة، مما قد يعرّض هؤلاء الأطفال إلى سوء المعاملة والإهمال، وهو ما ينعكس سلبًا في نموهم وتقبلهم لذواتهم، فكيف يمكن للقائمين على رعايتهم حمايتهم من التعرض لمواقف الإساءة والتخفيف من قيودهم وتعزيز شعورهم بالأمان والثقة؟
بدايةً من هم الأطفال ذوي الاحتياجات؟ هم الأطفال "غير العاديين" الذين ينحرفون عن أقرانهم بدرجة ملحوظة سواء إيجابًا أم سلبًا؛ مما يستلزم تقديم خدمات خاصة لهم (1)، كأن يعاني طفلٌ ما ضعفًا ملحوظًا في البصر بدرجة أقل من أقرانه، أو أن يحقق طفل درجة عالية في الذكاء متجاوزًا أقرانه في العمر نفسه؛ أي إن ذوي الاحتياجات الخاصة هم الأطفال الذين يعانون إعاقات معينة، إضافة إلى الأطفال الموهوبين مما يستدعي توافر ظروف خاصة لهم.
أما "الإعاقة" حسب اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ فهي تحدث نتيجة التفاعل بين الأفراد -الذين يعانون قصورًا معينًا- وبين الحواجز في البيئات المحيطة التي تحول دون مشاركتهم بفعّالية في مجتمعهم كما الآخرين (2)، وتشمل ذوي الإعاقة الجسدية والعقلية والحسية نتيجة مرض طارئ أو خلل وراثي تكويني (1)، ويمكن أن تحدث الإعاقة على ثلاث مستويات:
- خلل في بنية الجسم أو وظيفته؛ كالإعاقة البصرية والسمعية.. إلخ.
- تقييد النشاط؛ مثل عدم القدرة على القراءة أو التنقل وممارسة الأنشطة اليومية.
- تقييد المشاركة والتفاعل الاجتماعي؛ مثل الاستبعاد من المدرسة (3).
وتوصف الإساءة الموجهة للطفل ذي الاحتياجات الخاصة بأنها أي فعل أو تهديد بفعل من والديه أو القائمين على رعايته أو المحيطين به يؤدي إلى إحداث أذى جسمي أو نفسي أو جنسي، أو يسلبه أحد حقوقه، أو يحد من حريته بسبب إعاقته مما يجعله عرضة للاستغلال ويعرقل نموه وتوافقه، ويشمل جميع أنواع السلوك الفردي والجماعي المباشر وغير المباشر الذي يسيء للطفل (4).
مما يجعل من حماية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مسؤولية بالغة الأهمية، فالمدى الحقيقي للإساءة والعنف في خلال فترة الطفولة المبكرة غير معروف نظرًا إلى أنه يحدث رئيسيًّا في بيئات خاصة كالمنازل ومراكز الحضانة والرعاية، وقد تسهم العادات والأعراف الاجتماعية والثقافية في إخفاء أو التغاضي عن بعض سلوكيات الإساءة والعنف بحقهم، ولا سيما أنهم أكثر عرضة للإيذاء والاستغلال الجسدي والجنسي والنفسي بثلاث إلى أربع مرات من أقرانهم العاديين نتيجة العزلة الاجتماعية والضعف ووصمة العار التي يواجهونها من محيطهم (3)، وتتمثل حماية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمجموعة من الخطوات المطلوبة من القائمين على رعايتهم نلخصها فيما يأتي:
- التوعية: الوعي والتوعية بخصائص الأطفال ذوي الاحتياجات، واحتياجاتهم وأشكال الإساءة التي قد يتعرضون لها وطرائق حمايتهم منها.
- الوقاية: بهدف الحد من الانتهاكات بحق هؤلاء الأطفال عن طريق خلق وسط يجنّبهم إياها نتيجة توعيته، إذ يمكن نقل هذه التوعية من القائمين إلى الأطفال أنفسهم.
- الاكتشاف: التدرب على تعرُّف العلامات الدالة على تعرض الطفل للإساءة والإيذاء، مع الأخذ بالحسبان عدم قدرته أحيانًا على التعبير عما يتعرض له.
- الإبلاغ: أي نقل المعلومات المتعلقة بحالة الإساءة للطفل إلى الجهات ذات الصلة (5).
أخيرًا؛ للطفل ذي الاحتياجات الخاصة الحق في الحياة الآمنة والكريمة كبقية الأطفال، وهي مسؤولية الجميع تجاهه وخاصة أسرته فهي المصدر الأول لتعليم الطفل وتشكيل سلوكه.
المصادر: