المكتب الإعلامي > حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
مخاوف الأطفال في المرحلة المبكّرة
تبدأ مشاعر الخوف الطبيعية بالظهور عند الطفل مع نهاية عامه الأول بعد الولادة؛ يَظهر خوفه من الأصوات الحادة، وتَظهر استجابة الخوف تجاه الأشخاص الغرباء أيضًا (1)، وتتطور مخاوف الطفل في سن 2 - 6 سنوات، وتصبح أكثر مخاوفه شيوعًا هي تركه بمفرده (قلق الانفصال)، والخوف من الغرف المظلمة، والأشخاص الغرباء، والأفاعي، ويبدي الطفل في سن 4 - 5 سنوات خوفًا من الحيوانات والكائنات الخيالية والعواصف الرعدية والأماكن الغريبة أكثر من الأطفال الأكبر سنًّا منه (2).
والخوف ليس أمرًا سيئًا تمامًا، بل هو جزء من مسيرة نمو الطفل الطبيعية، ويُكوِّن قوةً إيجابيةً تكيفيةً تتمثل في تنبيهه للموقف الذي قد يُعرِّضه للخطر؛ كالخوف والحذر عند عبور الشارع..، فالخوف الطبيعي هو نظام تنبيه بيولوجي ليستعد الفرد للهرب؛ أي تقنية للنجاة (2)، ولا يسمّى اضطرابًا انفعاليًّا ما لم يتجاوز حدوده عند الطفل بالزيادة أو بالنقصان، وبذلك؛ الخوف هو رد فعل انفعالي لمثير موجود في محيط الفرد يُدرك أنه مهدِّد لكيانه الجسمي أو النفسي، ويبقى جيدًا ما لم يصبح معيقًا لنمو الطفل وتفاعله مع المحيط (3).
ويساعد تعرُّف مصدر الخوف على السيطرة عليه والتخفيف من حدته عند الطفل؛ إذ يشتدُّ الخوف تبعًا لسعة خيال الطفل، فكلما كان الطفل أكثر تخيّلًا كان أكثر تخوّفًا، وينتقل الخوف من الكبار إلى الصغار أيضًا، وتُخفِّف -تجارب الطفل مع الأشياء وتكرار مصادفته لها واحتكاكه بتجارب أقرانه معها- من مخاوفه منها تدريجيًّا حتى يتآلف معها (4).
ويمكن أن نصنِّف مخاوف الطفل إلى:
- مخاوف منطقية: يدخل فيها دور القائمين على رعاية الطفل في تعليمه التعايش مع هذه المخاوف كونها وسيلة حماية له؛ كالخوف من النار المشتعلة أو الشوارع المزدحمة.
- مخاوف غير منطقية: كالخوف من الأشباح الخيالية أو الخوف من العتمة، ويحتاج الطفل هنا إلى مصدر قوة يمنحه الشعور بالاطمئنان والأمان؛ فنجده يطالب والديه بالبقاء والنوم معه.
- الخوف نتيجة سوء الفهم: قد يؤدي فهمُ الطفلِ معلومةً ما على نحو خاطئ إلى شعوره بالخوف؛ كتفكيره أن ابتلاع بذرة البطيخ سيؤدي إلى نمو بطيخة كاملة في معدته (2)، ويجب التقليل من هذا الخوف بتشجيع الطفل على طرح الأسئلة والإجابة عنها بمعلومات مبسطة، ولا سيما أن خوفه هنا ناشئ من تجاربه المحدودة وقلة مصادر معلوماته (5).
- تفهم مخاوف الطفل ومعرفة أسبابها والنظر إليها بأعينهم.
- تعويد الطفل على التفكير في موضوع الخوف لديه (6).
- تلبية احتياجات الطفل من محبة وعطف وطمأنينة.
- الابتعاد عن إقناع الطفل المباشر بعدم خطورة الشيء الذي يخيفه.
- تعريف الطفل بحقيقة الشيء الذي يخيفه، مثلًا؛ الظلام هو نتيجة غياب الضوء لا أكثر.
- معالجة الموقف تدريجيًّا، فإذا كان الطفل يخاف من الماء؛ لا بأس بتوفير الفرصة له للعب بالقليل من الماء والاقتراب منه.
- تخفيف مخاوف الطفل عن طريق المشاهدة؛ ستخف مخاوف الطفل من القطط عند مشاهدته أطفالًا آخرين يلاعبون قطة (4).
المصادر:
4. الغبرة، نبيه.(1994). المشكلات السلوكية عند الأطفال. جمعية دار البر. دبي. ص163-164.
5.القوصي، عبد العزيز.(1954). مخاوف الأطفال. سلسلة دراسات سيكولوجية3. مصر. ص85