هل تعلم والإنفوغرافيك > كاريكاتير
لماذا تخلت البطاريق عن الطيران؟
في قديم الزمان؛ كان باستطاعة أسلاف البطريق التحليق في السماء؛ لماذا إذًا تخلَّت البطاريق عن قدرتها على الطيران؟ للإجابة عن هذا السؤال، بيَّنت إحدى الدراسات التي أُجريَت على الطيور البحرية متضمنة المور (Uria lomvia) والغاق (Phalacrocorax pelagicus) التي تملك القدرة على الطيران والغطس معًا (1,2)؛ إذ حُقنت طيور المور بجزيئات تتعقب استهلاكها للطاقة، وزُوِّدت بحساسات لمعرفة الأعماق التي تصل إليها عند الغطس ومقدار الوقت الذي تقضيه في الهواء وتحت الماء وعلى اليابسة، فأظهرت النتائج أن المور يصرف في دقيقة واحدة من الطيران طاقة أكبر من طاقة أي طائر آخر؛ إذ إنه يحرق في أثناء التحليق طاقة أكبر بـ31 مرة من الطاقة التي يحرقها في أثناء الراحة، وهي أعلى نسبة معروفة بين الطيور، في حين تحرق الفقاريات الأخرى في خلال حركتها طاقة أكبر بـ25 مرة فقط من طاقتها في أثناء الراحة (1). أما الغطس فإن الطاقة التي يصرفها الغاق أكبر بكثير من الطاقة التي يصرفها بطريق من الحجم نفسه تقريبًا (2). ومع أن حركة المور في الماء أفضل، فهو مع ذلك يحتاج إلى تحسين مهاراته في السباحة؛ إذ وجد الباحثون أنه يصرف عند الغطس مقدارًا من الطاقة أكبر بكثير مقارنة ببطريق مماثل له بالحجم، ما يشير إلى أن التخلي عن الطيران رفع من كفاءة البطاريق. فلو كان جناح المور أكثر شبهًا بزعنفة البطريق القصيرة، لكانت السباحة أسهل عليه، لأن الجناح القصير يحدث مقاومة أقل في الماء، لكن الطيران سيكون شبه مستحيل بسبب صعوبة التحليق عاليًا باستخدام جناح قصير (1,2).
وعلى الرغم من أن البطريق ينتمي إلى النسبة الضئيلة من الطيور التي لا تملك قدرة الطيران (قرابة 0.5% من مجموع أنواع الطيور المعروفة في العالم)؛ إلا أنّ لقدرتها العالية على الغطس وعدم مقدرتها على الطيران فوائدَ تتضمن قلة عدد الحيوانات المفترسة لها (التي تعيش على اليابسة) بحيث لا تحتاج جناحين للهرب بعيدًا، توفر مصادر الطعام في البحر التي لا تكون بالوفرة نفسها على اليابسة، إضافة لبنية عظامها التي تسمح لها بالسباحة بنحو أفضل والغوص لأعماق كبيرة فهي تحقق أعظم الاستفادة من بيئتها البحرية (3).
المصادر:
2- Matt Kaplan N. Why Penguins Cannot Fly [Internet]. Scientific American. 2020 [cited 4 August 2020]. Available from: هنا;
3- penguin information | | Penguins International [Internet]. [cited 2020 Nov 21]. Available from: هنا