نساء الجزائر في شقتهن

تطلّب الأمرُ زيارة واحدة إلى شمال إفريقيا لإثراء الذخيرة الجماليّة للفنَّان يوجين ديلاكروا ..

تابعوا معنا في هذا الألبوم دراسة فنيّة -للوحة (نساء الجزائر في شقتهن _ Women of Algiers in their apartment) للفنّان يوجين ديلاكروا (Eugene Delacroix)- نناقش فيها تاريخ رسم اللوحة وأسلوب الفنان فيها.

في عام 1832م، بدأ (Delacroix) بجولةٍ في المغرب العربي برفقة ممثل الملك (لويس فيليب) الذي انتعش بثقافةٍ غنيّةٍ مختلفة تمامًا عن الثقافة الفرنسية (1).

يوجين ديلاكروا (Eugene Delacroix) رسام فرنسي من روّاد المدرسة الرومانسية؛ وهي حركةٌ فنِّيةٌ نشأت في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، وكان تركيزها على الخيال والعاطفة (2,3).

نساء الجزائر في شقّتهنّ؛ هي أوّل عمل فني له ناتج عن الفترة التي قضاها في المغرب، ويستند في زيارته لحريم مسلم عند وصوله إلى الجزائر (1).

يعرّف "الحريم المسلم" بأنّه مكانٌ في المنزلِ مخصصٌ للنساء. أدّت هذه الحريم أدوارًا سياسية مهمّة في فترات تاريخية سابقة؛ إذ كانت تعدُّ وسيلةً لتوطيد التحالفات السياسية (4).

كانت الحريم المسلمة تخضع لحراسةٍ مشددة -من الصعب دخولها- لكن (Delacroix) كان محظوظًا جدًّا بأنْ حصل على تصريحٍ لرسم المشهد؛ بهدف نقل قدسيته إلى العالم الخارجي (1).

تُصوِّر تقنية الألوان الرائعة لـ (Delacroix) ونهجها في الإضاءة ثقافة مختلفة تمامًا عن ثقافته؛ لقد غيّر نمط ضربات الفرشاة (1).

تتبع أعيننا مسارًا في اللوحة بدءًا من المرأة في الوسط، ثمَّ إلى المرأة على اليسار، ثمَّ العودة إلى المنتصف إلى المرأة التي ترتدي القميص الأبيض وأخيرًا إلى الفتاة الخادمة(1).

المرآة الفينيسية بإطارها الخشبي، وأواني المورانو الزجاجية، والنحاس، والأواني المصنوعة من القصدير على الرف، كلّها تستحضر الروابط الوثيقة بين الجزائر العاصمة وموانئ بلاد الشام في القرن الثامن عشر (5).

تعمل الإضاءة في هذه القطعة على تغيير ألوان وأشكال المشهد ممّا يخلق تأثيرًا هادئًا؛ إذ كان (Delacroix) يحاول استدعاء الصفاء من خلال اللوحة، وقد نجح بالتأكيد (1).

يستعمل الفنان ضربة فرشاة صغيرة، ولكن مع طلاء سميك لإضفاء طابع ترحيبي على الغرفة على نحوٍ عام، مارس في هذا العمل ضربة فرشاة أكثر حريّة من المعتاد (1).

المصادر: